المستأنفة لحقت بها أمراض متعددة والمحكمة عوّضتها بـ 500 دينار فقط

موظفا بنك يستخرجان قرضا بـ 25 ألف باسم سيدة

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬شريفة‭ ‬السليطي‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الرابعة‭ ‬نظرت‭ ‬في‭ ‬استئناف‭ ‬سيدة‭ ‬تعرضت‭ ‬للاحتيال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬موظفين‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬واللذين‭ ‬استخرجا‭ ‬باسمها‭ ‬قرضا‭ ‬قيمته‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬وبطاقات‭ ‬ائتمانية‭ ‬“Visa”‭ ‬اشتريا‭ ‬بها‭ ‬أجهزة‭ ‬إلكترونية‭ ‬متعددة‭ ‬ومصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬واستعملا‭ ‬نسخة‭ ‬بطاقتها‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬شرائح‭ ‬اتصال‭ ‬وهواتف‭ ‬نقالة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات،‭ ‬دون‭ ‬علمها‭.‬

ولم‭ ‬تكتشف‭ ‬موكلتها‭ ‬الواقعة‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬البنك‭ ‬في‭ ‬مطالبتها‭ ‬بسداد‭ ‬القرض‭ ‬الممنوح‭ ‬لها،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬الحكم‭ ‬لصالحها‭ ‬بالتعويض‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬فطعنت‭ ‬لعدم‭ ‬قبولها‭ ‬بقيمة‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬تكبدتها‭ ‬طوال‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬ورفض‭ ‬جميع‭ ‬البنوك‭ ‬منحها‭ ‬قرضا‭ ‬لشراء‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الاقتراض‭ ‬لشرائها‭ ‬لتأدية‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين؛‭ ‬كونها‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الملكية‭ ‬الأيرلندية‭ ‬للجراحين‭.‬

وقررت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬تأجيل‭ ‬الدعوى‭ ‬لجلسة‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري؛‭ ‬وذلك‭ ‬للقرار‭ ‬السابق‭ ‬بإعادة‭ ‬إعلان‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬موظفي‭ ‬البنك،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬صدرت‭ ‬أحكام‭ ‬عليهما‭ ‬بالسجن‭ ‬5‭ ‬لأحدهما‭ ‬و3‭ ‬سنوات‭ ‬للآخر‭ ‬وبعد‭ ‬تنفيذهما‭ ‬لحكمهما‭ ‬تم‭ ‬إبعادهما‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬عقوبتهما؛‭ ‬كونهما‭ ‬أجنبيين‭ ‬عن‭ ‬البلاد،‭ ‬وأشارت‭ ‬السليطي‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ستتقدم‭ ‬بطلب‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬النشر‭ ‬لتعذر‭ ‬إيجاد‭ ‬عنوان‭ ‬لهم؛‭ ‬نظرا‭ ‬لإبعادهما‭ ‬عن‭ ‬المملكة‭.‬

وأفادت‭ ‬السليطي‭ ‬أن‭ ‬الوقائع‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المستأنفة‭ ‬تقدمت‭ ‬لبنك‭ ‬بطلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قرض،‭ ‬وبعد‭ ‬تقديمها‭ ‬بطاقتها‭ ‬الذكية‭ ‬إلى‭ ‬موظف‭ ‬البنك‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الثاني،‭ ‬أخذها‭ ‬الأخير‭ ‬وغاب‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬دقائق‭ ‬وعاد‭ ‬بعدها‭ ‬ليزعم‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬منحها‭ ‬القرض‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬دخل‭ ‬كاف‭ ‬لسداد‭ ‬الأقساط،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تفاجأت‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬بمطالبة‭ ‬ذات‭ ‬البنك‭ ‬لها‭ ‬بقيمة‭ ‬القرض‭ ‬البالغ‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مطالبتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات‭ ‬بقية‭ ‬فواتير‭ ‬شريحتي‭ ‬اتصال‭ ‬استخرجت‭ ‬وقيمة‭ ‬هاتفين‭ ‬نقالين‭ ‬استخرجوا‭ ‬باسمها‭ ‬ودون‭ ‬علمها‭.‬

وتبين‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬استكملا‭ ‬إجراءات‭ ‬القرض‭ ‬مدعين‭ ‬أن‭ ‬امرأة‭ ‬مجهولة‭ ‬اتصل‭ ‬بأحدهما‭ ‬وزعمت‭ ‬أنها‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وعن‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬القرض‭ ‬وأنها‭ ‬موظفة‭ ‬الكلية‭ ‬الملكية‭ ‬الأيرلندية‭ ‬للجراحين،‭ ‬فقابلها‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬توقيعها‭ ‬في‭ ‬استمارة‭ ‬طلب‭ ‬القرض‭ ‬بالقيمة‭ ‬المبينة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬البطاقة‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬صورة‭ ‬صاحبة‭ ‬البطاقة‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬المرأة‭ ‬المجهولة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬إيداع‭ ‬قيمة‭ ‬القرض‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬تم‭ ‬فتحه‭ ‬باسمها‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬مسوّق‭ ‬القروض‭ -‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الثاني‭- ‬أرسل‭ ‬سائقا‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬لشركة‭ ‬توصيل‭ ‬الطرود‭ ‬وسلمه‭ ‬رسالة‭ ‬منسوب‭ ‬صدورها‭ ‬للمستأنفة،‭ ‬والتي‭ ‬تخوّل‭ ‬للسائق‭ ‬استلام‭ ‬بطاقة‭ ‬الصراف‭ ‬الآلي‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬القرض،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬والمستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الثالث‭ ‬بسحب‭ ‬مبلغ‭ ‬القرض‭ ‬وشراء‭ ‬مصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬وهواتف‭ ‬نقالة‭ ‬وغيرها،‭ ‬كما‭ ‬تعمدا‭ ‬استخراج‭ ‬شريحتي‭ ‬اتصال‭ ‬وهاتفين‭ ‬نقاليين‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات‭ ‬باستعمال‭ ‬بطاقتها‭ ‬الذكية‭.‬

وعند‭ ‬مطالبة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ -‬المستأنفة‭- ‬بالتعويض‭ ‬بمبلغ‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والأدبية‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬التي‭ ‬تكبدتها‭ ‬خلال‭ ‬قرابة‭ ‬8‭ ‬سنوات،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬مقاضاتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬وشركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬وقطع‭ ‬رقم‭ ‬هاتفها‭ ‬النقال‭ ‬وعدم‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬إعالة‭ ‬عائلتها‭ ‬وعدم‭ ‬شرائها‭ ‬سيارة‭ ‬والمبالغ‭ ‬التي‭ ‬اضطرت‭ ‬لدفعها‭ ‬بسببهما،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التسبب‭ ‬لها‭ ‬بأمراض‭ ‬متعددة‭ ‬والإجهاد‭ ‬الدائم‭ ‬لقلقها‭ ‬المستمر‭ ‬وشعورها‭ ‬بالحزن‭ ‬والأسى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬ألزمتهما‭ ‬فقط‭ ‬بأداء‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬صالحها‭.‬

ولأن‭ ‬الحكم‭ ‬كان‭ ‬مجحفا‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬رغم‭ ‬ثبوت‭ ‬المسؤولية‭ ‬عليهما؛‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يغطي‭ ‬حتى‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬التي‭ ‬سددتها‭ ‬ومعاناتها‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬والخسائر‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬فقد‭ ‬طعنت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الماثل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ -‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الأول‭- ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬فيه‭ ‬الموظفان‭ ‬قد‭ ‬طعن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬طالبا‭ ‬إلغاء‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬واتهامها‭ ‬بعمل‭ ‬مؤامرة‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭ ‬لديه‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬حقيقي‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬مدعيا‭ ‬أنه‭ ‬الضحية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدعوى‭ ‬رغم‭ ‬زهد‭ ‬المبلغ‭ ‬المحكوم‭ ‬به‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬موظفيه‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬البنوك‭ ‬رفضت‭ ‬بعد‭ ‬واقعة‭ ‬تزوير‭ ‬طلب‭ ‬منحها‭ ‬القرض‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬قرض‭ ‬لها‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬ذمتها‭ ‬مشغولة‭ ‬بهذا‭ ‬القرض‭ ‬رغم‭ ‬حاجتها‭ ‬الملحة‭ ‬لشراء‭ ‬سيارة‭ ‬آنذاك،‭ ‬مما‭ ‬اضطرها‭ ‬للاتفاق‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬مالية‭ ‬منحها‭ ‬قرض‭ ‬بفوائد‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدا‭ ‬لقرض‭ ‬بقيمة‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وظلت‭ ‬ذمتها‭ ‬مشغولة‭ ‬بالقرض‭ ‬مع‭ ‬البنك‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬لحين‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬على‭ ‬موظفيه‭ ‬بالإدانة‭ ‬بالسجن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬لأحدهما‭ ‬و3‭ ‬سنوات‭ ‬للآخر‭.‬

وتطالب‭ ‬المستأنفة‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬بتعديل‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬إلى‭ ‬إلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهم‭ ‬جميعا‭ ‬بالتضامن‭ ‬والتضامم‭ ‬أن‭ ‬يدفعوا‭ ‬لها‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والأدبية‭ ‬مع‭ ‬الفائدة‭ ‬القانونية‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المطالبة‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬مع‭ ‬الزام‭ ‬المستأنفين‭ ‬بالمصروفات‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬عن‭ ‬الدرجتين‭.‬

واحتياطيًا‭: ‬بإحالة‭ ‬الاستئناف‭ ‬للتحقيق‭ ‬لتثبت‭ ‬المستأنفة‭ ‬بكافة‭ ‬طرق‭ ‬الإثبات‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬شهادة‭ ‬الشهود‭ ‬مقدار‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬اتهامها‭ ‬بالاقتراض‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الأول‭ ‬وتزوير‭ ‬أوراقها‭ ‬وتوقيعها‭ ‬على‭ ‬الاستمارات،‭ ‬وتحميلها‭ ‬مبلغ‭ ‬25‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬7‭ ‬سنوات،‭ ‬وكونها‭ ‬محل‭ ‬المخاصمة‭ ‬والتقاضي‭ ‬ومعاناتها‭ ‬النفسية‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬النتائج،‭ ‬وثبوت‭ ‬علم‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الأول‭ -‬البنك‭- ‬بعملية‭ ‬الاحتيال‭ ‬والتزوير‭ ‬وعدم‭ ‬بإلغاء‭ ‬القرض‭ ‬الصادر‭ ‬باسمها‭ ‬والتراخي‭ ‬والمماطلة‭ ‬بقصد‭ ‬الإضرار‭ ‬بالمستأنفة‭ ‬والإثراء‭ ‬على‭ ‬حسابها‭.‬