مسعفون يعرضون خدماتهم... واستجابة المآتم “ضعيفة”

السُّكر يرتفع عند كبار السن بعاشوراء بسبب كثرة الوجبات

| سعيد محمد

خط‭ ‬ساخن‭ ‬للمسعفين‭ ‬بمآتم‭ ‬كرزكان عربات‭ ‬صغيرة‭ ‬للمسعفين‭ ‬بمناطق‭ ‬العزاء‭ ‬المركزي صندوق‭ ‬الاسعافات‭ ‬يشمل‭ ‬جهاز‭ ‬فحص‭ ‬السكر‭ ‬والضغط أهالي‭ ‬السنابس‭ ‬والسهلة‭ ‬وفروا‭ ‬أدوات‭ ‬الاسعافات‭ ‬الأولية

 

تزداد‭ ‬وتيرة‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬بمختلف‭ ‬صوره،‭ ‬ونظرًا‭ ‬للبرامج‭ ‬والفعاليات‭ ‬النشطة‭ ‬والحضور‭ ‬المكثف‭ ‬في‭ ‬المآتم‭ ‬ومواكب‭ ‬العزاء،‭ ‬يتصدر‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتوفير‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬للمشاركين‭ ‬ومنها‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬والعلاجية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المسعفين‭ ‬يعتبون‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬تجاوب‭ ‬“بعض”‭ ‬إدارات‭ ‬المآتم‭ ‬والمواكب‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬لهم‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسعافية‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجها‭ ‬وإسعاف‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬علاجًا‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭.‬

نقص‭ ‬الكوادر‭ ‬

ويقول‭ ‬اختصاصي‭ ‬الإسعاف‭ ‬عضو‭ ‬جمعية‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬وفريق‭ ‬نبضة‭ ‬حياة‭ ‬الإسعافي‭ ‬التطوعي‭ ‬محمد‭ ‬عاشور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬“تم‭ ‬طرح‭ ‬فكرة‭ ‬تقديم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬لكوادر‭ ‬المآتم‭ ‬وعرضت‭ ‬الفكرة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الإدارات‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬المحرم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وللأسف‭ ‬لم‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تجاوب‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الإدارات‭ ‬وليس‭ ‬كلها،‭ ‬وهنا،‭ ‬قد‭ ‬نواجه‭ ‬نقصًا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المسعفين‭ ‬والكوادر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬أو‭ ‬تلك”‭.‬

ويضيف‭ ‬قوله‭ ‬”في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بتفعيل‭ ‬خط‭ ‬مباشر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المسعفين‭ ‬المتطوعين‭ ‬في‭ ‬المآتم‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬كرزكان،‭ ‬هناك‭ ‬مسعف‭ ‬أو‭ ‬مسعفان،‭ ‬ولو‭ ‬واجهوا‭ ‬حالة‭ ‬طارئة‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬مأتم‭ ‬آخر‭ ‬قريب،‭ ‬يتواصل‭ ‬المسعفون‭ ‬للتدخل‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬كذلك،‭ ‬كنت‭ ‬أدرس‭ ‬تعميم‭ ‬الفكرة‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬تعرضنا‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تفاعل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المآتم‭ ‬الرجالية‭ ‬والنسائية،‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التدخل‭ ‬السريع،‭ ‬وسنواصل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬ونشارك‭ ‬أيضًا‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬لتوفير‭ ‬العربات‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬العزاء‭ ‬المركزي‭ ‬لخدمة‭ ‬من‭ ‬يحتاج‭ ‬للخدمة،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬ستسهل‭ ‬عملية‭ ‬النقل‭ ‬حتى‭ ‬وصول‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة”،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬التطوعي‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬هو‭ ‬الالتزام‭ ‬بتقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬المأتم‭ ‬الغربي‭ ‬بقرية‭ ‬كرزكان،‭ ‬وهو‭ ‬موجود‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬المجهز‭ ‬بالمستلزمات‭ ‬الأساسية‭ ‬كأجهزة‭ ‬فحص‭ ‬السكر‭ ‬والضغط‭ ‬في‭ ‬الحقيبة؛‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬هي‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬السكر‭ ‬نتيجة؛‭ ‬تناول‭ ‬الوجبات‭ ‬بكثرة‭ ‬لاسيما‭ ‬لدى‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.‬

ويواصل‭ ‬“قدمت‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الدورات‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المآتم‭ ‬ولاقت‭ ‬استحسان‭ ‬الإدارات،‭ ‬فأكثر‭ ‬المسعفين‭ ‬المتطوعين‭ ‬ملتزمون‭ ‬بمناطقهم‭ ‬وقراهم‭ ‬لتغطية‭ ‬خدمات‭ ‬عاشوراء،‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬قرية‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬4‭ ‬و5‭ ‬مآتم‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المتطوعين‭ ‬بعدد‭ ‬كاف‭ ‬لتغطية‭ ‬كل‭ ‬المناطق،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدورات‭ ‬التدريبية،‭ ‬يمكن‭ ‬تأهيل‭ ‬العدد‭ ‬المطلوب”‭.‬

سنطرح‭ ‬الموضوع

ويؤمن‭ ‬المسعف‭ ‬محمد‭ ‬الشارقي‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأدوار‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬المسعف‭ ‬المتطوع‭ ‬أو‭ ‬مقدم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬الحسين‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭) ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬العون‭ ‬والمساعدة‭ ‬لنجاح‭ ‬الموسم،‭ ‬منها‭ ‬تكوين‭ ‬خطة‭ ‬متقنة‭ ‬لإدارة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الطبية‭ ‬والإخلاء،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يشاركون‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وكبار‭ ‬سن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬التنبؤ‭ ‬بوقوع‭ ‬الإصابات‭ ‬أو‭ ‬المرض،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬الإرشادات‭ ‬والتوعية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬عمل‭ ‬المسعف‭ ‬ومقدم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬واجباته‭.‬

ويقول‭ ‬إن‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تتميز‭ ‬بالمتطوعين‭ ‬الذين‭ ‬يتسابقون‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬وخدمة‭ ‬المعزين‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬محدود،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬محاولاتنا‭ ‬تبقى‭ ‬متواضعة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الرغبة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وشبه‭ ‬انعدام‭ ‬للرؤية‭ ‬الإسعافية‭ ‬في‭ ‬محافلنا‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬إذ‭ ‬إنني‭ ‬مع‭ ‬زملائي‭ ‬المتطوعين‭ ‬قد‭ ‬خاطبنا‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬إدارات‭ ‬المآتم‭ ‬والمساجد‭ ‬لتفعيل‭ ‬الدور‭ ‬الإسعافي‭ ‬وعمل‭ ‬خطة‭ ‬إخلاء‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬كوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬ندخل‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ (‬راح‭ ‬نطرح‭ ‬الموضوع‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭)‬،‭ ‬ويصبح‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬النسيان‭ ‬أو‭ ‬المواضيع‭ ‬الاختيارية‭. ‬مقابل‭ ‬ذلك،‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العينات‭ ‬الراقية‭ ‬والمميزة‭ ‬منهم‭ ‬أهالي‭ ‬السنابس،‭ ‬وأهالي‭ ‬السهلة‭ ‬الجنوبية،‭ ‬إذ‭ ‬بادروا‭ ‬بالتنسيق‭ ‬وتوفير‭ ‬الأجهزة‭ ‬والأدوات‭ ‬للقيام‭ ‬بالإسعافات‭ ‬الأولية،‭ ‬بل‭ ‬واعتبروه‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬واستثمارًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬للطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبودي‭ ‬أن‭ ‬أدعو‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬ولجان‭ ‬المواكب‭ ‬والمآتم‭ ‬للالتفات‭ ‬السريع‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التنظيمية‭ ‬واللوجستية”

نؤيد‭ ‬الفكرة‭ ‬

وتبدو‭ ‬الفكرة‭ ‬ممتازة‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الإداريين‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬المآتم،‭ ‬فكما‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬يتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بخدمات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أو‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬لتوفير‭ ‬فريق‭ ‬وسيارة‭ ‬إسعاف‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬العزاء‭ ‬المركزي‭ ‬بمختلف‭ ‬المناطق،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬مسعفين‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬اليومية‭ ‬ومواكب‭ ‬العزاء‭ ‬في‭ ‬القرى‭ ‬يعتبر‭ ‬مهمًا‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬رئيس‭ ‬مأتم‭ ‬مقابة‭ ‬السيد‭ ‬جعفر‭ ‬السيد‭ ‬مهدي‭ ‬الشرف،‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬”بالتأكيد‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬مؤيدي‭ ‬فكرة‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المسعفين‭ ‬المؤهلين‭ ‬لتقديم‭ ‬خدماتهم‭ ‬التطوعية‭ ‬خلال‭ ‬الموسم،‭ ‬فهذه‭ ‬الفكرة‭ ‬تؤكد‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬المبادرة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والإنساني،‭ ‬وهي‭ ‬أيضًا‭ ‬خطوة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمشاركين‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬القراءة‭ ‬ومواكب‭ ‬العزاء”‭.‬

ويؤكد‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتنسيق‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المسعفين‭ ‬وتخصيص‭ ‬موقع‭ ‬كخيمة‭ ‬أو‭ ‬ركن‭ ‬لهم‭ ‬ليقدموا‭ ‬الخدمات‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجها‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬فكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم،‭ ‬تحدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬أو‭ ‬الإجهاد‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬وجود‭ ‬مسعف‭ ‬مؤهل‭ ‬للتعامل‭ ‬معها‭ ‬سريعًا،‭ ‬ومن‭ ‬جانبنا‭ ‬سننفذ‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬مع‭ ‬المسعفين‭.‬