وربع ما قاله نصر الله (1)

| مروان شلالا

السيناريوهات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهي‭ ‬بصراحة‭ ‬مضحكة‭ ‬جدًا‭. ‬آخرها‭: ‬دخلت‭ ‬مجموعة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬ما،‭ ‬واندست‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬بطريقة‭ ‬ما،‭ ‬ورابطت‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬ضاحية‭ ‬حسن‭ ‬نصرالله‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما،‭ ‬وطيّرت‭ ‬طائرتين،‭ ‬أنزلت‭ ‬إحداهما‭ ‬وفجرت‭ ‬الأخرى،‭ ‬مستهدفة‭ ‬مركزا‭ ‬إعلاميا‭ ‬فارغا‭ ‬ما‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬قبل‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬أحد‭ ‬ما،‭ ‬مخترقة‭ ‬جدارًا‭ ‬ما‭ ‬سميكًا‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬الحزباللاوي‭... ‬أو‭: ‬وقفت‭ ‬بارجة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نقطة‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الدولية‭ ‬قبالة‭ ‬الشواطئ‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وأطلقت‭ ‬المسيرتين‭ ‬وقادتهما‭ ‬حتى‭ ‬الضاحية‭... ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬الحكاية،‭ ‬مخترقة‭ ‬رادارات‭ ‬الجيش‭ ‬والشعب‭ ‬والمقاومة‭.‬

بعدها،‭ ‬خرج‭ ‬نصرالله‭ ‬من‭ ‬مخبأ‭ ‬ما،‭ ‬وراء‭ ‬شاشة‭ ‬ما،‭ ‬ليهدد‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بعقاب‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬غارة‭ ‬ما،‭ ‬قتلت‭ ‬عنصرين‭ ‬“مهمين”‭ ‬في‭ ‬عقربا‭ ‬السورية‭ ‬يعملان‭ ‬في‭ ‬معمل‭ ‬ما‭ ‬لتطوير‭ ‬صاروخ‭ ‬دقيق،‭ ‬وعلى‭ ‬هفوة‭ ‬المسيرتين‭ ‬اللتين‭ ‬هزتا‭ ‬عرش‭ ‬اتفاق‭ ‬معقود‭ ‬بين‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وإسرائيل‭ ‬بعيد‭ ‬انتصار‭ ‬ما،‭ ‬حققه‭ ‬نصرالله‭ ‬بسبابة‭ ‬ما،‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاصب‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‭.‬

مرت‭ ‬أيام‭ ‬ونصر‭ ‬الله‭ ‬يقنع‭ ‬مناصريه‭ ‬بأنه‭ ‬أوقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬“رجل‭ ‬ونصف”،‭ ‬وهو‭ ‬تعبير‭ ‬لبناني‭ ‬مؤدّاه‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ترتجف‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬المقاومة‭ ‬كما‭ ‬القصب‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭. ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬ما،‭ ‬أتى‭ ‬تسريب‭ ‬من‭ ‬مسؤول‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬لوكالة‭ ‬عالمية‭ ‬أن‭ ‬ردًّا‭ ‬يُعد‭ ‬له‭ ‬الحزب‭ ‬لا‭ ‬يقصر‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صفعة‭ ‬ولا‭ ‬يطول‭ ‬كي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرب،‭ ‬في‭ ‬لغز‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬المحللون‭ ‬الاستراتيجيون‭ ‬اللبنانيون‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الممانعة‭ ‬–‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭ - ‬بلوغ‭ ‬المرام‭ ‬في‭ ‬حلّه‭. ‬وإذ،‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬أيضًا،‭ ‬سيّر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬صاروخًا‭ ‬ما،‭ ‬دمّر‭ ‬به‭ ‬آلية‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬ثكنة،‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬لبنانية،‭ ‬تحتلها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وقتل‭ ‬من‭ ‬فيها‭ ‬وبينهم‭ ‬جنرال‭ ‬ما،‭ ‬بحسب‭ ‬بيان‭ ‬أصدره‭ ‬الحزب‭.‬

إسرائيل‭ ‬اعترفت‭ ‬بالذي‭ ‬حصل،‭ ‬لكنها‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬جنودها‭ ‬لم‭ ‬يُصب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬استعانت‭ ‬بخدعة‭ ‬ما‭ ‬للإيحاء‭ ‬لنصرالله‭ ‬بأن‭ ‬عمليته‭ ‬أصابت‭ ‬هدفها‭.‬

منذ‭ ‬البداية،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬مسيرتا‭ ‬الضاحية‭ ‬هو‭ ‬أنهما‭ ‬أعادتا‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬الاستهداف‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يريده‭ ‬بلهفة‭. ‬

بعبارة‭ ‬أصرح،‭ ‬أعادتا‭ ‬إليه‭ ‬جمهورًا‭ ‬استنفده‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬السورية‭ ‬فتركه،‭ ‬وجمهورًا‭ ‬شابًا‭ ‬اعتاد‭ ‬المقاهي‭ ‬و”الأراغيل”‭ ‬والسيارات‭ ‬رباعية‭ ‬الدفع‭ ‬وسبّ‭ ‬“السنّة”‭ ‬و”الحريري”‭ ‬و”جنبلاط”‭ ‬و”جعجع”،‭ ‬وانصرف‭ ‬إلى‭ ‬المخدرات‭ ‬والنساء،‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعدما‭ ‬شاعت‭ ‬الدعارة‭ ‬في‭ ‬الضاحية‭ ‬بأبخس‭ ‬الأثمان‭ ‬بفضل‭ ‬آلاف‭ ‬“اللاجئات”،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬زادته‭ ‬في‭ ‬رصيده‭ ‬في‭ ‬“حزبلة”‭ ‬لبنان‭ ‬بالحجة‭ ‬إياها‭: ‬“لا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬صوت‭ ‬المعركة‭... ‬وها‭ ‬هي‭ ‬طبول‭ ‬المعركة‭ ‬تُسمع‭ ‬بوضوح”‭. ‬“إيلاف”‭.‬