تغيير لوحات 24 محلاً وتظليل أحد الشوارع

تطوير سوق المنامة القديم يتقدّم ببطء

| علي الفردان

‭ ‬ذكر‭ ‬تجار‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم‭ ‬أن‭ ‬تطوير‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬يحرز‭ ‬تقدمًا‭ ‬بسيطًا‭ ‬يكاد‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬وعود‭ ‬رسمية‭ ‬للتطوير‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أعوام‭.  ‬وتسير‭ ‬عجلة‭ ‬تطوير‭ ‬السوق‭ ‬مسيرة‭ ‬السلحفاة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬تبذلها‭ ‬لجنة‭ ‬تطوير‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التنسيقية‭ ‬وجهود‭ ‬بذلت‭ ‬بغرض‭ ‬استملاك‭ ‬بعض‭ ‬العقارات‭ ‬لتخصيصها‭ ‬للمشروع،‭ ‬حيث‭ ‬يحتاج‭ ‬المشروع‭ ‬لدفعة‭ ‬أكبر،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬وطنية،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تركيز‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬السياحة‭ ‬كأحد‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الواعدة‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬قرابة‭ ‬24‭ ‬لوحة‭ ‬خارجية‭ ‬لأسماء‭ ‬المحلات،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬المتنبي،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬تظليل‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬الأقمشة،‭ ‬وتكلفت‭ ‬بنفقاتها‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والسياحة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬عقده‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬لدعم‭ ‬تمويل‭ ‬تغيير‭ ‬لافتات‭ ‬المحلات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬السوق‭ ‬لم‭ ‬يتقدموا‭ ‬لهذا‭ ‬التمويل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ينشدون‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬جميع‭ ‬واجهات‭ ‬المحلات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬أول‭ ‬مشروع‭ ‬تطويري‭ ‬للسوق‭ ‬والذي‭ ‬شهده‭ ‬“باب‭ ‬البحرين”‭ ‬والمجمع‭ ‬المجاور‭ ‬له،‭ ‬والذي‭ ‬شكّل‭ ‬نموذجًا‭ ‬حيًّا‭ ‬للفرص‭ ‬التجارية‭ ‬والسياحية‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفرها‭ ‬السوق‭ ‬للبحرين‭ ‬كأعرق‭ ‬أسواق‭ ‬الخليج‭.‬

‭ ‬وفتحت‭ ‬“تمكين”‭ ‬باب‭ ‬التقديم‭ ‬للتمويل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتكفل‭ ‬بحوالي‭ ‬نصف‭ ‬التكلفة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الخطوة‭ ‬لم‭ ‬تلاق‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬التجار،‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬وسهلة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المشروع‭ ‬الأول‭ ‬لتطوير‭ ‬باب‭ ‬البحرين،‭ ‬ويرغب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬وحتى‭ ‬الآسيويين‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬التطوير‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مشروع‭ ‬واضح‭ ‬المعالم‭ ‬وآلية‭ ‬تنفيذ‭ ‬موحدة‭ ‬وليس‭ ‬بشكل‭ ‬فردي،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬عاملون‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

وبعد‭ ‬انسحاب‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬تمويل‭ ‬تطوير‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم‭ ‬بمقدار‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬تكلفة‭ ‬المشروع‭ ‬البالغة‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬دينار،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬كانت‭ ‬محل‭ ‬أخذ‭ ‬وجذب‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬عمر‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الغرفة‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2018،‭ ‬أكدت‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬التطوير‭ ‬سيسير‭ ‬قدمًا‭ ‬وسط‭ ‬تقديرات‭ ‬بأن‭ ‬يحظى‭ ‬المشروع‭ ‬بتمويل‭ ‬قدره‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬وزير‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2018‭ ‬عن‭ ‬طرح‭ ‬قريب‭ ‬خلال‭ ‬شهور‭ ‬لمناقصات‭ ‬تطوير‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم،‭ ‬إذ‭ ‬أشار‭ ‬حينها‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬مهرجان‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬باب‭ ‬البحرين،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعمال‭ ‬الإنشاء‭ ‬ستستغرق‭ ‬نحو‭ ‬18‭ ‬إلى‭ ‬36‭ ‬شهرًا،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬طرح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المناقصات،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تقسيم‭ ‬السوق‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬مثل‭ ‬سوق‭ ‬الحدادة،‭ ‬القماش،‭ ‬الذهب،‭ ‬والبهارات،‭ ‬وسيكون‭ ‬لكل‭ ‬سوق‭ ‬طابع‭ ‬مختلف‭ ‬ومتميز‭.‬

وفي‭ ‬2016‭ ‬وقعت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للسياحة‭ ‬والمعارض‭ ‬وغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬خبير‭ ‬بريطاني‭ ‬عبر‭ ‬شركة‭ ‬HANK DITTMAR‭ ‬البريطانية‭ ‬اتفاقًا،‭ ‬لتجري‭ ‬خلالها‭ ‬الأخيرة‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم،‭ ‬لتشكل‭ ‬بذلك‭ ‬أولى‭ ‬خطوات‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬لإعادة‭ ‬أحيائه،‭ ‬إذ‭ ‬كلفت‭ ‬الدراسة‭ ‬حينها‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬تقتسم‭ ‬بين‭ ‬“الهيئة”‭ ‬و”الغرفة”‭ ‬بحسب‭ ‬تصريحات‭ ‬مسؤولين‭.‬