مشاركة كويتية بسيرة ابن العرندس.. وفلم معاميري عن أجواء السبعينات

الأفلام الوثائقية والاجتماعية تتصدّر أعمال عاشوراء الفنية

| سعيد محمد

تستحوذ‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الإنتاج‭ ‬التلفزيوني‭ ‬والتمثيل‭ ‬والأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬والمسرح‭ ‬وبرامج‭ ‬الأطفال‭ ‬اهتمام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬لتقديم‭ ‬إنتاجهم‭ ‬الجديد‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬تطورًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬الأدوات‭ ‬الفنية‭ ‬خلاف‭ ‬النمط‭ ‬التقليدي‭ ‬المعتاد،‭ ‬حيث‭ ‬تصدرت‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬قائمة‭ ‬أعمال‭ ‬عاشوراء‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭.‬

لغة‭ ‬جميلة‭ ‬

‭ ‬وللقصائد‭ ‬التاريخية‭ ‬الشهيرة‭ ‬مجالها‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬عاشوراء‭ ‬الفنية،‭ ‬فالمخرج‭ ‬حسين‭ ‬كاظم‭ ‬اختار‭ ‬شخصية‭ ‬العالم‭ ‬والأديب‭ ‬الشيخ‭ ‬صالح‭ ‬بن‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬بن‭ ‬العرندس‭ ‬الحلي‭ ‬المتوفى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬840‭ ‬للهجرة،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬حوالي‭ ‬600‭ ‬عام،‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬102‭ ‬بيت‭ ‬يقول‭ ‬مطلعها‭: ‬“طـوايـا‭ ‬نـظـامي‭ ‬فــي‭ ‬الـزمـان‭ ‬لـهـا‭ ‬نـشر‭* ‬يـعـطـرها‭ ‬من‭ ‬طيب‭ ‬ذكراكم‭ ‬نشر”،‭ ‬لتتحول‭ ‬إلى‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬“تسجيلات‭ ‬الكاظم”،‭ ‬وألقاها‭ ‬الأديب‭ ‬الكويتي‭ ‬طالب‭ ‬المولى،‭ ‬أما‭ ‬الهندسة‭ ‬الصوتية‭ ‬والتوزيع‭ ‬فأنجزها‭ ‬المهندس‭ ‬حسام‭ ‬يسري‭ ‬“ستوديو‭ ‬فايف‭ ‬ليفلز‭ ‬بالكويت”،‭ ‬وتولى‭ ‬المخرج‭ ‬المنفذ‭ ‬حسن‭ ‬مهدي‭ ‬وقام‭ ‬بدور‭ ‬شخصية‭ ‬ابن‭ ‬العرندس‭ ‬الممثل‭ ‬البحريني‭ ‬ياسر‭ ‬القرمزي‭.‬

‭ ‬ويصف‭ ‬مخرج‭ ‬العمل‭ ‬حسين‭ ‬كاظم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬تعنى‭ ‬بتقديم‭ ‬الأعمال‭ ‬الأدبية‭ ‬المميزة‭ ‬للمتلقي‭ ‬بحيث‭ ‬تناسب‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الأدبي‭ ‬الثري‭ ‬في‭ ‬تراث‭ ‬عاشوراء‭ ‬هو‭ ‬لغة‭ ‬جميلة‭ ‬لها‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬النفوس‭.‬

تربية‭ ‬النشء

واهتم‭ ‬المدربان‭ ‬حسين‭ ‬المديفع‭ ‬وحبيب‭ ‬الستراوي‭ ‬بغرس‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬وحي‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأطفال،‭ ‬ويقول‭ ‬المديفع‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬مضت،‭ ‬تتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬الجنسين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬مختلفة‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭ ‬المسرح‭ ‬والتمثيل‭ ‬والأفلام‭ ‬والعرض‭ ‬المرئي‭ ‬والتفاعلي‭ ‬والتلوين‭ ‬والرسم،‭ ‬يتم‭ ‬تخصيص‭ ‬بعضها‭ ‬للفتيات‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬للأولاد،‭ ‬ويتم‭ ‬تنفذها‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬والمآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬الرجالية‭ ‬والنسائية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬البلاد‭ ‬القديم،‭ ‬وهذا‭ ‬العام،‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬400‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬فموسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬من‭ ‬المواسم‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬نرى‭ ‬أهمية‭ ‬استغلالها‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬النشء‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬عرف‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬محبة‭ ‬وسلام‭ ‬وتعايش‭.‬

فترة‭ ‬السبعينات

‭ ‬وأنجزت‭ ‬“مجموعة‭ ‬المعامير‭ ‬الفنية”‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬فيلمًا‭ ‬وثائقيًّا‭ ‬بعنوان‭: ‬“قصة‭ ‬أهلنا”،‭ ‬ويقول‭ ‬مخرج‭ ‬العمل‭ ‬صادق‭ ‬حسين‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬ينقل‭ ‬المشاهد‭ ‬إلى‭ ‬أجواء‭ ‬عاشوراء‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات‭ ‬وبداية‭ ‬الثمانينات،‭ ‬وملامح‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين،‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬سيناريو‭ ‬يوسف‭ ‬يعقوب‭ ‬المعاميري،‭ ‬وكلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالهادي‭ ‬السعيد‭ ‬وأداء‭ ‬المنشد‭ ‬حسن‭ ‬عبدالجبار،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬وفاق‭ ‬عدد‭ ‬مشاهداته‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬منذ‭ ‬بثه‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬اليوتيوب‭ ‬لمجموعة‭ ‬المعامير‭ ‬2560‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬العمل‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬31‭ ‬أغسطس‭ ‬2019،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬المواسم‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بالإنتاج‭ ‬الفني‭ ‬المتنوع‭.‬