موسم “محرم” يؤجل نشاط الأسواق بعض الشيء

ظهور منحنى العائد المقلوبأولياء أمور: أسعار “القرطاسية” تثقب الجيوب

| البلاد - زينب العكري

بدأ‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬للعودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬وتسابقت‭ ‬المحلات‭ ‬بعرض‭ ‬آخر‭ ‬بضاعاتها‭ ‬للعام‭ ‬الجديد‭ ‬المواكبة‭ ‬لآخر‭ ‬الموديلات‭ ‬والتشكيلات‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطلاب‭. ‬وكنظرة‭ ‬أولية‭ ‬من‭ ‬“البلاد”‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬العائلات‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولية‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬القرطاسية‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حقائب‭ ‬الكتب‭ ‬المناسبة‭ ‬لأبنائهم‭ ‬وبقدر‭ ‬ميزانياتهم‭.‬

وأعلنت‭ ‬محال‭ ‬القرطاسية‭ ‬عن‭ ‬وصول‭ ‬البضائع‭ ‬الجديدة،‭ ‬وأكد‭ ‬التجار‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تسعير‭ ‬وعرض‭ ‬البضائع‭ ‬بعد‭ ‬إجازة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬مبينين‭ ‬أن‭ ‬السفر‭ ‬وموسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬خطفوا‭ ‬الأضواء‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬سيبدأ‭ ‬النشاط‭ ‬بعد‭ ‬إجازة‭ ‬عاشوراء‭.‬

وأوضح‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أثناء‭ ‬جولتها‭ ‬الميدانية‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬رخيصة‭ ‬كالسابق‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الحقائب‭ ‬“الشنط”‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تكون‭ ‬المواسم‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وعيدي‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى‭ ‬والسفر‭ ‬في‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية،‭ ‬ما‭ ‬يضطر‭ ‬بعض‭ ‬العوائل‭ ‬للاستغناء‭ ‬عن‭ ‬السفر‭ ‬وترفيه‭ ‬الأبناء‭ ‬بأنشطة‭ ‬صيفية‭ ‬متنوعة‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬كفة‭ ‬الميزانية‭ ‬متوازية‭ ‬ولا‭ ‬ينقص‭ ‬الأبناء‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬اللوازم‭.‬

المنافسة‭ ‬تخدم‭ ‬الزبائن

وأكد‭ ‬صاحب‭ ‬مكتبة‭ ‬السندباد‭ ‬حسين‭ ‬عبدالله،‭ ‬وصول‭ ‬البضائع‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬والي‭ ‬شهر‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬مستوردة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬والسعودية‭ ‬والكويت،‭ ‬ولكن‭ ‬الطلب‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ضعيف،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬مازال‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬مشغول‭ ‬ببدء‭ ‬موسم‭ ‬شهر‭ ‬محرم‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬القرطاسيات‭ ‬يحاولون‭ ‬بيع‭ ‬البضاعة‭ ‬بأقل‭ ‬الأسعار‭ ‬دون‭ ‬أرباح‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بربح‭ ‬قليل؛‭ ‬نظرا‭ ‬للمنافسة‭ ‬الشديدة‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬وكذلك‭ ‬مع‭ ‬الأسواق‭ ‬الكبيرة‭ (‬السوبر‭ ‬ماركت‭) ‬التي‭ ‬تطلق‭ ‬حملات‭ ‬وتخفيضات‭ ‬خيالية‭ ‬يتسارع‭ ‬لها‭ ‬المواطنون،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬المكتبات‭ ‬مقاربة‭ ‬للسوبر‭ ‬ماركت‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تخلقه‭ ‬المنافسة،‭ (...) ‬تحاول‭ ‬“السندباد”‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬بضائع‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬المحلات‭ ‬المنافسة‭. ‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬مرتفعة‭ ‬حيث‭ ‬اضطر‭ ‬التاجر‭ ‬لدفع‭ ‬5‭ % ‬في‭ ‬بلد‭ ‬الاستيراد‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬5‭ % ‬رسوم‭ ‬جمارك‭ ‬في‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬وبعدها‭ ‬يطلب‭ ‬5‭ %‬‭ ‬لدفعه‭ ‬“قيمة‭ ‬مضافة”‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ويحتج‭ ‬الزبون‭ ‬على‭ ‬السعر‭.‬

وعاد‭ ‬عبدالله‭ ‬ليذكر‭ ‬كلفة‭ ‬التشغيل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأصحاب‭ ‬محال‭ ‬القرطاسية،‭ ‬من‭ ‬إيجار‭ ‬المحل‭ ‬وراتب‭ ‬العامل‭ ‬والرسوم‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والكهرباء‭ ‬وتجديد‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬وغيرها‭.‬

وتوقع‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬الطلب‭ ‬بعد‭ ‬إجازة‭ ‬عاشوراء‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ %‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬بسبب‭ ‬الضرائب‭ ‬وبعض‭ ‬الأمور‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬عموما،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬أرباح‭ ‬المحل‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬20‭ % ‬من‭ ‬البضاعة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬القرطاسيات‭ ‬والمكتبات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنافسة،‭ ‬حيث‭ ‬يفكر‭ ‬البعض‭ ‬بإغلاق‭ ‬تجارته،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القرطاسيات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المنطقة‭ ‬والشارع‭ ‬وتقديم‭ ‬ذات‭ ‬الخدمة‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬برمته‭.‬

الحقائب‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬

وقالت‭ ‬زينب‭ ‬عبدالجليل،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬حقائب‭ ‬مدرسية‭ ‬لأبنائها،‭ ‬إن‭ ‬الأسعار‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬خصوصا‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬المعقولة،‭ ‬إذ‭ ‬يتجاوز‭ ‬سعر‭ ‬بعضها‭ ‬10‭ ‬دنانير‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬للسنة‭ ‬الدراسية‭ ‬كاملة،‭ ‬فمعظم‭ ‬الطلبة‭ ‬يحتاجون‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬فصل‭.‬

وتابعت‭ ‬“عند‭ ‬الشراء‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الميزانية،‭ ‬فأطفالنا‭ ‬يختارون‭ ‬ما‭ ‬يعجبهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬على‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬الدفع؛‭ ‬لأن‭ ‬الرفض‭ ‬تترتب‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬نفسيته”‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬اعتبرت‭ ‬بدرية‭ ‬العلي‭ ‬شراء‭ ‬الدفاتر‭ ‬أكثر‭ ‬الأوقات‭ ‬المربكة،‭ ‬فهي‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬دراسي‭ ‬وجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬واحدة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كالسابق،‭ ‬فقد‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬الدفتر‭ ‬ذي‭ ‬100‭ ‬ورقة‭ ‬إلى‭ ‬350‭ ‬فلسا‭ ‬وكل‭ ‬طالب‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬8‭ ‬دفاتر‭ ‬تقريبا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دفاتر‭ ‬مادة‭ ‬العلوم‭ ‬والاجتماعيات‭ ‬والتي‭ ‬يطلبها‭ ‬المعلمون‭ ‬ذات‭ ‬الورقة‭ ‬المسطرة‭ ‬مقابل‭ ‬ورقة‭ ‬بيضاء،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يطلب‭ ‬الدفاتر‭ ‬التي‭ ‬يأتي‭ ‬غلافها‭ ‬سميكا‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬سعرها‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العادية‭.‬

وتضيف‭ ‬العلي‭ ‬أن‭ ‬أطفالها‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬وإجمالي‭ ‬ما‭ ‬تدفعه‭ ‬للمستلزمات‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬تقريبا،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬والأخرى‭ ‬تشتري‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى‭ ‬يتم‭ ‬طلبها‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭.‬

وبدوره،‭ ‬قال‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬إنه‭ ‬قرر‭ ‬عدم‭ ‬السفر‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتهى‭ ‬من‭ ‬موسم‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وعيدي‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى،‭ ‬مبينًا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬لإحدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لشراء‭ ‬المستلزمات‭ ‬والسياحة‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬ولكن‭ ‬صادفته‭ ‬أمور‭ ‬ضرورية‭ ‬أخرى،‭ ‬اضطر‭ ‬إثرها‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬انتهى‭ ‬من‭ ‬شراء‭ ‬الزي‭ ‬المدرسي‭ ‬والحقيبة‭ ‬المدرسية‭ ‬التي‭ ‬استغل‭ ‬فرصة‭ ‬أحد‭ ‬المحلات‭ ‬في‭ ‬عرضها‭ ‬المقدم‭ ‬وهو‭ ‬استرجاع‭ ‬نصف‭ ‬المبلغ‭ ‬عند‭ ‬شراء‭ ‬الحقائب،‭ ‬وكما‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬فإن‭ ‬شراء‭ ‬الدفاتر‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استلام‭ ‬متطلبات‭ ‬المعلمات‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬أوراق‭ ‬الدفتر‭ ‬لكل‭ ‬مادة‭ ‬دراسية‭ ‬والملفات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬ضرورية‭ ‬للطالب‭.‬