555 مليون دينار قيمة التداول منذ بداية العام الجاري

هدوء في قطاع العقارات... ومطالب بحلول مبتكرة

تعيش‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬المحلية‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الهدوء‭ ‬والركود،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬التجارية،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬التحركات‭ ‬الطفيفة‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“مزايا”‭ ‬العائد‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان‭.‬

ودعا‭ ‬عقاريون‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تحريك‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضح‭ ‬حلول‭ ‬ودراسات‭ ‬مبتكرة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬خصوصا‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭.‬

وأوضحت‭ ‬آخر‭ ‬الإحصاءات‭ ‬المتوفرة‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬جهاز‭ ‬المساحة‭ ‬والتسجيل‭ ‬العقاري‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التداول‭ ‬العقاري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بلغ‭ ‬نحو‭ ‬555‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬وحتى‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ (‬3‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭)‬،‭ ‬بإجمالي‭ ‬14‭.‬5‭ ‬ألف‭ ‬معاملة‭ ‬عقارية‭.‬

وقال‭ ‬الخبير‭ ‬العقاري‭ ‬ناصر‭ ‬الأهلي‭ ‬إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬انتابها‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬وهناك‭ ‬ركود‭ ‬اقتصادي‭ ‬حاد‭ ‬وعقاري‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مستويات‭ ‬المشاريع‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬صغيرة‭ ‬سواء‭ ‬للبيع‭ ‬أو‭ ‬التأجير‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الركود‭ ‬العقاري‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2018‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬على‭ ‬الوتيرة‭ ‬نفسها‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬القطاع،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬دائما‭ ‬بحلول‭ ‬مبتكرة‭ ‬والقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬التي‭ ‬تحرك‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬بنسبة‭ ‬بسيطة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬صناعة‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نحذو‭ ‬حذو‭ ‬مدينة‭ ‬دبي،‭ ‬حيث‭ ‬وجه‭ ‬حاكم‭ ‬دبي‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬قبل‭ ‬يومين‭ ‬لمراجعة‭ ‬الحركة‭ ‬العقارية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإمارة‭ ‬وعمل‭ ‬خطة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬ودراسات‭ ‬وتكوين‭ ‬لجان‭ ‬لمراجعة‭ ‬الخطة‭ ‬العقارية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬دبي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ركود‭.‬

وتابع‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬دائما‭ ‬نقول‭ ‬لدينا‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬حتى‭ ‬تواكب‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬المحلية‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬بسبب‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬بعضها‭ ‬يحفز‭ ‬السوق‭ ‬والبعض‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ركودها‭ ‬مثل‭ ‬رفع‭ ‬رسوم‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬500‭ ‬فلس‭ ‬للمتر‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬أصبح‭ ‬12‭ ‬دينارا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬التأجير‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬التداول‭ ‬العقاري‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬2018‭ ‬و2019،‭ ‬والسوق‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬جمود‭ ‬مع‭ ‬العقارات‭ ‬المدرة‭ ‬للدخل‭ ‬مثل‭ ‬الشقق‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أدى‭ ‬لانخفاض‭ ‬التداول‭ ‬وحتى‭ ‬التأجير‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وفرا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬الشقق‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬البحرينية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دراسة‭ ‬للحاجة‭ ‬الضرورية‭ ‬لهذه‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬اليوم‭ ‬المستثمرين‭ ‬أخذوا‭ ‬منحنى‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وهو‭ ‬منازل‭ ‬“السكن‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬لحركة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وهو‭ ‬العامل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬حرك‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬حاليا،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬بحاجة‭ ‬لمشاريع‭ ‬إسكانية‭ ‬تخص‭ ‬المواطن‭.‬

وقال‭ ‬الأهلي‭ ‬إنه‭ ‬يعتبر‭ ‬مشاريع‭ ‬“السكن‭ ‬الاجتماعي”‭ ‬أدت‭ ‬لنمو‭ ‬حركة‭ ‬السوق‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭ %‬،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المشترين‭ ‬متوفرون‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬مناطق‭ ‬محددة‭ ‬لهذه‭ ‬المشاريع،‭ ‬حتى‭ ‬المطورين‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يركزون‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬الكبيرة‭ ‬الآن‭ ‬بدأوا‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬فئة‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬واحدة‭ ‬تعوق‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬ويمكن‭ ‬حلها‭ ‬بطريقة‭ ‬بسيطة‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬والبنوك‭ ‬الممولة،‭ ‬وهي‭ ‬البطء‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬المبالغ‭.‬

وعن‭ ‬حجم‭ ‬التداول‭ ‬العقاري‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬انخفض‭ ‬التداول‭ ‬وتذبذب‭ ‬وكان‭ ‬حجم‭ ‬التداول‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬ولكن‭ ‬انخفضت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2018،‭ ‬متوقعا‭ ‬أن‭ ‬تقل‭ ‬أكثر‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2019‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬التداول‭ ‬العقاري‭ ‬قبل‭ ‬يومان‭ ‬كان‭ ‬570‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬700‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬علما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬عند‭ ‬850‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬قبل‭ ‬عامين،‭ ‬متوقعًا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬ستكون‭ ‬النسبة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬20‭ % ‬تقريبا‭ ‬لأن‭ ‬السوق‭ ‬العقارية‭ ‬في‭ ‬هدوء‭ ‬ونسبة‭ ‬عملهم‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬30‭ %.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬تجميد‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لإعادة‭ ‬تخطيطها‭ ‬وتصنيفها‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬وتوقفها‭ ‬عن‭ ‬البيع‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬تحتاج‭ ‬موافقة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجهات،‭ ‬وأناشد‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬والحكومة‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لتحريك‭ ‬السوق،‭ ‬وألا‭ ‬تتجاوز‭ ‬فترة‭ ‬التجميد‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭.‬