4 عوامل تشير إلى ركود اقتصادي وشيك

لا‭ ‬توجد‭ ‬آلية‭ ‬لإعلان‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬عن‭ ‬توقعاتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬لانتعاش‭ ‬أو‭ ‬ركود‭ ‬قطاع‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬أو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي،‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬سلوكهم‭ ‬في‭ ‬الاستثمار،‭ ‬فمستثمري‭ ‬البورصة‭ ‬الأميركية‭ ‬دقوا‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬عبر‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬استثمارية‭ ‬معينة‭ ‬بهدف‭ ‬التحوط‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭. ‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬تداولات‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬المراقب‭ ‬أن‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأميركيين‭ ‬يشعرون‭ ‬بقرب‭ ‬الركود‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬اقتصادهم،‭ ‬إذ‭ ‬خسر‭ ‬مؤشر‭ ‬“داو‭ ‬جونز”‭ ‬الصناعي‭ ‬800‭ ‬نقطة،‭ ‬مسجلًا‭ ‬أسوأ‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬النسبة‭ ‬المئوية‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬بينما‭ ‬خسر‭ ‬مؤشرا‭ ‬“ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز‭ ‬500”‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا،‭ ‬و‭ ‬“ناسداك”‭ ‬حوالي‭ ‬3‭ %. ‬

ونقل‭ ‬موقع‭ ‬“يو‭ ‬إس‭ ‬إيه‭ ‬توداي”‭ ‬عن‭ ‬ريان‭ ‬ديتريك،‭ ‬كبير‭ ‬محللي‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬“إل‭ ‬بي‭ ‬إل”‭ ‬المالية‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬أداء‭ ‬سوق‭ ‬الأسهم‭ ‬يوحي‭ ‬بإدراك‭ ‬أن‭ ‬اقتصاد‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬يتباطأ‭ ‬بشكل‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬المتوقع،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬“منحنى‭ ‬العائد‭ ‬المقلوب”‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يحدث‭ ‬تاريخيًا‭ ‬قبل‭ ‬الركود‭. ‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬عوامل‭ ‬ودلائل‭ ‬يقين‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأميركيين‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬الركود‭ ‬من‭ ‬أسواقهم‭ ‬المالية‭: ‬

سوق‭ ‬السندات‭ ‬

اتجه‭ ‬المستثمرون‭ ‬إلى‭ ‬السندات‭ ‬الحكومية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬علامة‭ ‬تظهر‭ ‬غالبًا‭ ‬قبيل‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وهي‭ ‬انخفاض‭ ‬العائد‭ ‬على‭ ‬سندات‭ ‬الخزانة‭ ‬الأميركية‭ ‬لأجل‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬العائد‭ ‬على‭ ‬السندات‭ ‬التي‭ ‬مدتها‭ ‬سنتان،‭ ‬وتكرر‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬أي‭ ‬قبيل‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭. ‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬ظهر‭ ‬سيناريو‭ ‬مماثل‭ ‬بسوق‭ ‬السندات‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬العائد‭ ‬على‭ ‬سندات‭ ‬الخزانة‭ ‬لمدة‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬مستوى‭ ‬منخفضًا‭ ‬جديدًا‭ ‬عند‭ ‬2‭.‬04‭ %‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬جيه‭ ‬جيه‭. ‬كيناهان،‭ ‬كبير‭ ‬استراتيجي‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬“تي‭ ‬دي‭ ‬أميري‭ ‬تريد”‭ ‬توجه‭ ‬المستثمرين‭ ‬إلى‭ ‬آلية‭ ‬وقائية‭. ‬

التباطؤ‭ ‬العالمي‭ ‬

وكانت‭ ‬الأسهم‭ ‬مهيأة‭ ‬لعمليات‭ ‬بيع‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية؛‭ ‬لأن‭ ‬تقريرين‭ ‬جديدين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬جددا‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬تباطؤ‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬إذ‭ ‬أعلنت‭ ‬ألمانيا‭ ‬أن‭ ‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬أصبح‭ ‬سلبيًا‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬الإنتاج‭ ‬الصناعي‭ ‬الصيني‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬17‭ ‬عامًا‭ ‬كما‭ ‬تراجعت‭ ‬مبيعات‭ ‬التجزئة‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬العقارات‭ ‬والأصول‭ ‬الثابتة‭ ‬الأخرى‭. ‬

حرب‭ ‬التجارة‭ ‬

وهو‭ ‬بالطبع‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬قلق‭ ‬المستثمرين‭ ‬جراء‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأميركية‭ ‬تجاه‭ ‬البضائع‭ ‬الصينية‭ ‬والعكس،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬على‭ ‬زراع‭ ‬وصناع‭ ‬وتجار‭ ‬البلدين‭ ‬الكبيرين‭.‬

‭ ‬المخاوف‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬

وتضاف‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مثل‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬هونغ‭ ‬كونغ،‭ ‬والدراما‭ ‬من‭ ‬خروج‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬“بريكيست”،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬يقين‭ ‬عامة‭.‬