إحباط مخططات طهران التمويلية بوقف أعمال “المستقبل الإيراني”

وكيل الخارجية للشؤون الدولية: تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب

| المنامة- وزارة الخارجية

أكد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬رائدة‭ ‬وحثيثة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتمويله،‭ ‬حيث‭ ‬تتبنى‭ ‬إستراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬تتسم‭ ‬بتكامل‭ ‬الأبعاد‭ ‬والاستباقية‭ ‬والفعالية‭ ‬تدمج‭ ‬البعد‭ ‬الأمني‭ ‬مع‭ ‬مسارات‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والبشرية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تكريس‭ ‬التعايش‭ ‬وتعزيز‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عملية‭ ‬إصلاح‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتطورة‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬متخصصة‭ ‬لبناء‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حول‭ ‬حماية‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬الربحي‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬الإرهابي،‭ ‬وتعقد‭ ‬لمدة‭ ‬يومين،‭ ‬بالديوان‭ ‬العام‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬وذلك‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمتابعة‭ ‬التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بكافة‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬ولجنة‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬حظر‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭.‬

وقال‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الورشة‭ ‬تأتي‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬لإيجاد‭ ‬مساحة‭ ‬مشتركة‭ ‬وشراكة‭ ‬نوعية؛‭ ‬بهدف‭ ‬بناء‭ ‬القدرات‭ ‬والمهارات‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬حول‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والسبل‭ ‬الكفيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬جهودنا‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتمويله‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أمننا‭ ‬المستدام‭ ‬وقيمنا‭ ‬الإنسانية‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكاله‭ ‬ومظاهره‭ ‬إن‭ ‬شكل‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬التهديدات‭ ‬للسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬فإن‭ ‬المال‭ ‬هو‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭ ‬للإرهاب،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬روافده‭ ‬استغلال‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والقطاعات‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬والخيرية‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أشكال‭ ‬أخرى‭ ‬للجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬كغسل‭ ‬الأموال‭ ‬والمخدرات‭ ‬وتجارة‭ ‬السلاح‭ ‬والإتجار‭ ‬بالأشخاص‭ ‬وغيرها‭.‬

وأضاف‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم؛‭ ‬لتجفيف‭ ‬منابع‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬فإن‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬تمكنت‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬من‭ ‬تأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬المالية‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭.‬

ونوه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬تبدو‭ ‬جلية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬قيام‭ ‬دول‭ ‬كإيران‭ ‬وقطر‭ ‬برعاية‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المسلحة‭ ‬وتتعهدها‭ ‬بالنشأة‭ ‬والتمويل‭ ‬وتوفير‭ ‬الملاذات‭ ‬الآمنة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬فرع‭ (‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬الإيراني‭) ‬تحت‭ ‬إدارته،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البنك‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬مركز‭ ‬لتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وأنه‭ ‬قام‭ ‬بغسل‭ ‬مبلغ‭ ‬4‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬سويفت،‭ ‬كما‭ ‬غسل‭ ‬مبلغ‭ ‬2‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بطريقة‭ ‬قديمة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬الرسائل‭ ‬بين‭ ‬البنوك‭ ‬باستخدام‭ ‬شفرات‭ ‬تستخدم‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬وكان‭ ‬التسليم‭ ‬يتم‭ ‬يدويا،‭ ‬كما‭ ‬بلغ‭ ‬مجموع‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬المخالفة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اكتشافها‭ ‬نحو‭ ‬9‭ ‬مليارات‭ ‬دولار،‭ ‬وأن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬كانت‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬منفذي‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والمشاركين‭ ‬بها‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬بين‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭ ‬لمكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬أبرزها‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬4‭) ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتعديلاته‭ ‬اللاحقة،‭ ‬وكذلك‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬7‭) ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بالتصديق‭ ‬على‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬الناجزة‭. ‬أما‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجي،‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تشارك‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬عابر‭ ‬للحدود‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استضافة‭ ‬المملكة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬العام‭ ‬2014م‭.‬