خالفت أحكام قانون مصرف البحرين المركزي

“دار القرار” يحكم ببطلان اتفاقية بـ 15 مليون دولار

| الرفاع - دار القرار

أصدرت‭ ‬احدى‭ ‬هيئات‭ ‬التحكيم‭ ‬بمركز‭ ‬التحكيم‭ ‬التجاري‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬“دار‭ ‬القرار”‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬حكما‭ ‬نهائيا‭ ‬ملزما‭ ‬لطرفيه‭ ‬يقضي‭ ‬ببطلان‭ ‬كافة‭ ‬التعاقدات‭ ‬بين‭ ‬الشركة‭ ‬المحتكمة‭ ‬والشركة‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬خاص‭ ‬باتفاقية‭ ‬اكتتاب‭ ‬في‭ ‬أسهم‭ ‬شركة‭ ‬تطوير‭ ‬عقاري‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬وألزمت‭ ‬الشركة‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ ‬بأن‭ ‬تودي‭ ‬للشركة‭ ‬المحتكمة‭ ‬مبلغ‭ ‬الاكتتاب‭ ‬الذي‭ ‬استلمته‭ ‬يقارب‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭.‬

وقال‭ ‬أحمد‭ ‬نجم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬ل”دار‭ ‬القرار”‭ ‬بأن‭ ‬“وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬التحكيمية‭ ‬تتلخص‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المحتكمة‭ - ‬شركة‭ ‬مساهمة‭ ‬بحرينية‭ ‬مقفلة‭ - ‬استلمت‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2007‭ ‬عرضاً‭ ‬من‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ - ‬شركة‭ ‬مساهمة‭ ‬بحرينية‭ ‬عامة‭ ‬–‭ ‬للاكتتاب‭ ‬في‭ ‬أسهم‭ ‬شركة‭ ‬تدير‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬عقاري‭ ‬كبير‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬شراء‭ ‬أرض‭ ‬بهدف‭ ‬تطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لها‭ ‬وإقامة‭ ‬مباني‭ ‬عليها،‭ ‬أن‭ ‬الأرباح‭ ‬المتوقعة‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبتها‭ ‬82‭% ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬فوقعت‭ ‬معها‭ ‬اتفاقية‭ ‬اكتتاب‭ ‬بتاريخ‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬2007‭ ‬ودفعت‭ ‬لها‭ ‬المبلغ‭ ‬كاملاً،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬مضى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬تبين‭ ‬للشركة‭ ‬المحتكمة‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬لم‭ ‬ينفذ‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬جداً”‭.‬

وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬“الشركة‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ ‬قد‭ ‬دفعت‭ ‬بعدم‭ ‬أختصاص‭ ‬دار‭ ‬القرار‭ ‬وهيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬لنظر‭ ‬النزاع‭ ‬بادعاء‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الموقعة‭ ‬بينهما‭ ‬بتاريخ‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬207‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬اتفاقية‭ ‬للتعهد‭ ‬بالاكتتاب‭ ‬أي‭ ‬ليست‭ ‬اتفاقية‭ ‬نهائية‭ ‬وأن‭ ‬الاختصاص‭ ‬بحسب‭ ‬اتفاق‭ ‬الطرفين‭ ‬ينعقد‭ ‬لمحكمة‭ ‬لندن‭ ‬للتحكيم‭ ‬الدولي‭ ‬وفقاً‭ ‬لقوانين‭ ‬جزر‭ ‬الكايمن‭ ‬وفقاً‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الاكتتاب‭ ‬النهائي‭ ‬المؤرخة‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬2007”‭.‬

ولقد‭ ‬حكمت‭ ‬الهيئة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬أختصاصها‭ ‬بحكم‭ ‬نهائي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2019‭ ‬مسببه‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الموقعة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬2007‭ ‬والمعنونة‭ ‬باتفاقية‭ ‬تعهد‭ ‬بالاكتتاب‭ ‬قد‭ ‬تضمنت‭ ‬الشروط‭ ‬والأحكام‭ ‬والأركان‭ ‬والالتزامات‭ ‬للأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬ونصت‭ ‬المادة‭ (‬15‭) ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬يخضع‭ ‬تفسير‭ ‬وصلاحيات‭ ‬وتنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬جوانبها‭ ‬لقوانين‭ ‬البحرين،‭ ‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬المنازعات‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬أو‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬العقد‭ ‬تخضع‭ ‬في‭ ‬تسويتها‭ ‬لميثاق‭ ‬مركز‭ ‬التحكيم‭ ‬التجاري‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬وأن‭ ‬المستند‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬2007‭ ‬لم‭ ‬يتضمن‭ ‬ابتداء‭ ‬توقيع‭ ‬الطرفين‭ ‬أو‭ ‬ممثليهم‭ ‬القانونيين‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬ترد‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬إشارة‭ ‬لإلغاء‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعهد‭ ‬بالاكتتاب‭ ‬الموقعة‭ ‬بتاريخ‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬2007‭.‬

وتابع‭ ‬نجم‭ ‬بالقول‭ ‬بأن‭ ‬“هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬قد‭ ‬نظرت‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الطلبين‭ ‬المبدين‭ ‬من‭ ‬المحتكمة‭ ‬بشأن‭ ‬طلب‭ ‬مبلغ‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬كتعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والأدبية‭ ‬التي‭ ‬أصابتها‭ ‬نتيجة‭ ‬إخلال‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬العقدية‭ ‬وما‭ ‬لحقها‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬وما‭ ‬فاتها‭ ‬من‭ ‬كسف،‭ ‬وعدم‭ ‬الانتفاع‭ ‬بمبلغ‭ ‬الاستثمار‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬التعاقد،‭ ‬وطلب‭ ‬إلزام‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ ‬وأتعاب‭ ‬ومصاريف‭ ‬التحكيم،‭ ‬وقد‭ ‬قضت‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬بإلزام‭ ‬المحتكم‭ ‬ضدها‭ ‬بالتعويض‭ ‬وأتعاب‭ ‬ومصاريف‭ ‬التحكيم”‭.‬

وأستطرد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬ل”دار‭ ‬القرار”‭ ‬بالقول‭ ‬“بضرورة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬للتسويق‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدمات‭ ‬الخاضعة‭ ‬للرقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬وهي‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الخاضعة‭ ‬لأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأردف‭ ‬“مع‭ ‬مراعاة‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية،‭ ‬يصدر‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لائحة‭ ‬بتحديد‭ ‬الشروط‭ ‬التي‭ ‬يلزم‭ ‬توافرها‭ ‬لمنح‭ ‬الترخيص‭ ‬بتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الخاضعة‭ ‬للرقابة،‭ ‬ويجوز‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬الشكل‭ ‬القانوني‭ ‬لطالب‭ ‬الترخيص‭ ‬ومركزه‭ ‬الرئيسي‭ ‬والحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لرأسماله‭ ‬واحتياطياته‭ ‬حد‭ ‬ملاءته‭ ‬المالية‭. ‬ويصدر‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬قراراً‭ ‬بمنح‭ ‬الترخيص‭ ‬لطالبه‭ ‬إذا‭ ‬استوفى‭ ‬الطلب‭ ‬كافة‭ ‬الشروط‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المصرف‭ ‬واللوائح‭ ‬الصادرة‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لأحكامه،‭ ‬وللمصرف‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬في‭ ‬الترخيص‭ ‬النطاق‭ ‬المكاني‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬محل‭ ‬الترخيص‭ ‬وأن‭ ‬يقيده‭ ‬بالشروط‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬حسن‭ ‬أداء‭ ‬الخدمة‭ ‬المرخص‭ ‬بتقديمها”‭.‬