صرف المبلغ على أمور شخصية والجلسة 11 سبتمبر

محام يزور رصيداً ل “منع موكله عن إزعاجه”

| محرر الشؤون المحلية

شرعت‭ ‬المحكمة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬تزوير‭ ‬محام‭ ‬شاب‭ (‬26‭ ‬عاما‭) ‬لرصيد‭ ‬رسوم‭ ‬دعوى‭ ‬بقيمة‭ ‬400‭ ‬دينار،‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬أصدرته‭ ‬بعدما‭ ‬تقدم‭ ‬بطعن‭ ‬استئناف‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬مدنية‭ ‬لصالح‭ ‬موكله،‭ ‬مبررا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬كف‭ ‬موكله‭ ‬عن‭ ‬إزعاجه‭ ‬ليتسنى‭ ‬له‭ ‬صياغة‭ ‬لائحة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بأريحية‭ ‬ودون‭ ‬إزعاج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬قضيته،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬استخدم‭ ‬مبلغ‭ ‬380‭ ‬التي‭ ‬استلمها‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬أموره‭ ‬الشخصية‭.‬

وقررت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬لجلسة‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل؛‭ ‬للاطلاع‭ ‬والرد‭ ‬من‭ ‬وكيلي‭ ‬المتهم‭ ‬والتصريح‭ ‬لهما‭ ‬بصورة‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬لحين‭ ‬الجلسة‭ ‬القادمة،‭ ‬مع‭ ‬التصريح‭ ‬لوكلائه‭ ‬بعمل‭ ‬وكالة‭ ‬رسمية‭.‬

وتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬الواقعة‭ ‬بعدما‭ ‬توجه‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬للسؤال‭ ‬عن‭ ‬طعن‭ ‬استئنافي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬المحامي‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬وللاطمئنان‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬الدعوى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬أبلغه‭ ‬بأن‭ ‬الرصيد‭ ‬الذي‭ ‬بحوزته‭ ‬مزور‭ ‬وغير‭ ‬صحيح،‭ ‬فأبلغ‭ ‬الموظف‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالوزارة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬اللازم‭.‬

وأثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الثلاثيني،‭ ‬قرر‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وكل‭ ‬المحامي‭ -‬المتهم‭- ‬لرفع‭ ‬دعوى‭ ‬مدنية‭ ‬لصالحه،‭ ‬وسلمه‭ ‬مبلغ‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬لإيداع‭ ‬المبلغ‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة،‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬صورة‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬“واتس‭ ‬آب”‭ ‬لإيصال‭ ‬منسوب‭ ‬صدوره‭ ‬لوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف،‭ ‬مفاده‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إيداع‭ ‬المبلغ‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬العدل،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬اكتشف‭ ‬لاحقا‭ ‬بعد‭ ‬مراجعة‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬الإيصال‭ ‬مزور،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دعوى‭ ‬مقامة‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬باسمه‭.‬

وبسؤال‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالفعل‭ ‬حضر‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬الوزارة‭ ‬وقام‭ ‬بتقديم‭ ‬إيصال،‭ ‬لطلب‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬بياناته،‭ ‬وحال‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬ومراجعة‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بالوزارة،‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬الرصيد‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬مزور‭ ‬ويختلف‭ ‬عن‭ ‬البيانات‭ ‬المثبتة‭ ‬بالنظام‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وأرفقت‭ ‬الوزارة‭ ‬مع‭ ‬البلاغ‭ ‬خطابا‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬الإيصال‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭ ‬مزور‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬البلاغ‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬تقدم‭ ‬بشكوى،‭ ‬مفادها‭ ‬قيام‭ ‬المتهم‭ ‬وهو‭ ‬محام‭ ‬بتزوير‭ ‬إيصال‭ ‬استلام‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬الحسابات‭ ‬بالوزارة‭ ‬وتسليمه‭ ‬للشاكي‭ ‬إيهاما‭ ‬منه‭ ‬بأنه‭ ‬قدم‭ ‬استئناف‭ ‬لدعوى‭ ‬مدنية‭ ‬وقام‭ ‬بسداد‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬الشاكي‭ ‬بتسليمه‭ ‬له‭ ‬كرسوم‭ ‬لتقديم‭ ‬الاستئناف‭ ‬والبالغ‭ ‬قدره‭ ‬400‭ ‬دينار،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتبين‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬دعوى‭ ‬استئنافية‭ ‬مقامة‭ ‬من‭ ‬المحامي‭ ‬المشكو‭ ‬بحقه،‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الرصيد‭ ‬محل‭ ‬التزوير‭ ‬يخص‭ ‬دعوى‭ ‬جنائية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬بالشاكي‭ ‬فيها‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬المحامي‭ ‬العشريني‭ ‬اعترف‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬منسوب‭ ‬إليه،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬برفع‭ ‬دعوى‭ ‬استئنافية‭ ‬مدنية‭ ‬وقام‭ ‬بتسليمه‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬380‭ ‬دينارا،‭ ‬وقرر‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬أنه‭ ‬سيدفع‭ ‬الباقي‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬من‭ ‬أمواله‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬باعتبار‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬سداد‭ ‬رسوم‭ ‬رفع‭ ‬الاستئناف‭.‬

لكنه‭ ‬ولظروف‭ ‬العمل‭ ‬لم‭ ‬يتسنى‭ ‬له‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى،‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بتجهيز‭ ‬اللائحة‭ ‬وكان‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء‭ ‬يتصل‭ ‬به‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬طالبا‭ ‬منه‭ ‬رصيد‭ ‬مفاده‭ ‬سداد‭ ‬رسوم‭ ‬الدعوى،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬له‭ ‬بالإزعاج،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استعان‭ ‬برصيد‭ ‬آخر‭ ‬يخص‭ ‬موكل‭ ‬آخر‭ ‬له،‭ ‬وقام‭ ‬بعمل‭ ‬صورة‭ ‬ضوئية‭ ‬له‭ ‬مستعملا‭ ‬“السكانر”‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جهاز‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬وقام‭ ‬بالتعديل‭ ‬في‭ ‬الرصيد،‭ ‬بأن‭ ‬غير‭ ‬تاريخ‭ ‬الإيصال‭ ‬والاسم‭ ‬والرقم‭ ‬الشخصي‭ ‬الخاص‭ ‬بالدافع،‭ ‬بأن‭ ‬جعله‭ ‬باسم‭ ‬وبيانات‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬غير‭ ‬المبلغ‭ ‬المذكور‭ ‬بالأرقام‭ ‬والحروف،‭ ‬وكذلك‭ ‬قام‭ ‬بتغيير‭ ‬رقم‭ ‬الدعوى‭ ‬محل‭ ‬الإيصال،‭ ‬وطبع‭ ‬الرصيد‭ ‬غير‭ ‬الحقيقي‭ ‬وأرسل‭ ‬صورة‭ ‬منه‭ ‬لموكله‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬صرف‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬استلمه‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬على‭ ‬حاجاته‭ ‬الشخصية،‭ ‬وعندما‭ ‬اكتشف‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يرفع‭ ‬دعوى‭ ‬باسمه‭ ‬قام‭ ‬الأخير‭ ‬بإلغاء‭ ‬الوكالة،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬أعاد‭ ‬إليه‭ ‬مبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬ووعده‭ ‬بإعادة‭ ‬الباقي‭ ‬180‭ ‬دينارا‭ ‬بعد‭ ‬استلامه‭ ‬لمبالغ‭ ‬مستحقه‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬جهات،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬حينها‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬بشكوى‭ ‬ضده‭.‬

وحاول‭ ‬المحامي‭ ‬تبرير‭ ‬فعله‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يقصد‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬منه،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬الغرض‭ ‬كان‭ ‬كفّ‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬إزعاجه‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬الاستئناف؛‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬له‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬بأريحية‭ ‬ودون‭ ‬استعجال،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬كان‭ ‬لذلك‭ ‬الشأن،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬مستعد‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬باقي‭ ‬المبلغ‭ ‬إليه‭.‬

وتابع،‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬قريب‭ ‬له‭ ‬وصديقه،‭ ‬وأن‭ ‬الموضوع‭ ‬بسيط‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره،‭ ‬ويرغب‭ ‬بالتصالح‭ ‬معه،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنهما‭ ‬أبناء‭ ‬منطقة‭ ‬واحدة‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬بينهما‭ ‬أية‭ ‬خلافات‭ ‬لحين‭ ‬علم‭ ‬الأخير‭ ‬بالواقعة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أتعابه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الحكم‭ ‬لصالحه‭ ‬مبلغ‭ ‬2000‭ ‬دينار‭.‬