المقترح غير قانوني والمساحات الفضاء للتوسع المستقبلي

“التربُّح” من أسوار المدارس مرفوض

| سيدعلي المحافظة

عبر‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬غازي‭ ‬المرباطي‭ ‬عن‭ ‬رفضه‭ ‬للمقترح‭ ‬برغبة‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬5‭ ‬نواب‭ ‬مؤخرا‭ ‬والقاضي‭ ‬بتحويل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أسوار‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬خصوصا‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬تجارية‭ ‬إلى‭ ‬محلات‭ ‬تجارية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬عوائدها‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭.‬

ورأى‭ ‬المرباطي‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬اختصاص‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬باعتبارها‭ ‬وزارة‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬أو‭ ‬ذات‭ ‬تحصيل‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الرسوم‭ ‬والضرائب‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقوع‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬على‭ ‬شوارع‭ ‬تجارية‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬مبررا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع؛‭ ‬لما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬منسوب‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬والازدحام‭ ‬المروري‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الشوارع‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬يشملها‭ ‬المقترح‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬غير‭ ‬تجارية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬حتى‭ ‬تطبيق‭ ‬اشتراطات‭ ‬التراخيص‭ ‬للمشروعات‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬الخاصة‭ ‬عليها‭.‬

وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تخصيص‭ ‬الأراضي‭ ‬للمدارس‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬بشكل‭ ‬اعتباطي،‭ ‬وأن‭ ‬المساحات‭ ‬المفتوحة‭ ‬فيها‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬التوسع‭ ‬المستقبلي‭ ‬للأبنية‭.‬

وذهب‭ ‬المرباطي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اشتراطات‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬وطبيعة‭ ‬المقترح،‭ ‬حيث‭ ‬تمنع‭ ‬الوزارة‭ ‬أساسا‭ ‬أي‭ ‬إشكال‭ ‬الطبخ‭ ‬وإعداد‭ ‬الطعام‭ ‬بداخل‭ ‬منصات‭ ‬البيع‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬واجهات‭ ‬المقترح‭ ‬خارجية‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬قانونية‭ ‬أشار‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بشأن‭ ‬لائحة‭ ‬المنشآت‭ ‬والمرافق‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬‮٢٠٠٧‬،‭ ‬كما‭ ‬ويتعارض‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬بنود‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬1986‭ ‬بشأن‭ ‬الترخيص‭ ‬بإنشاء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الخاصة‭ ‬الأهلية‭ ‬والأجنبية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬منسوب‭ ‬المقترحات‭ ‬برغبة‭ ‬النيابية،‭ ‬وغلبة‭ ‬الطابع‭ ‬الخدمي‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬المجلس‭ ‬يعكس‭ ‬وضعا‭ ‬غير‭ ‬صحي‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬البرلمانات،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬أداة‭ ‬الاقتراح‭ ‬برغبة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الأدوات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬والمكملة‭ ‬لعمل‭ ‬المجلس،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الأصل‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭.‬

وقال‭: ‬“حري‭ ‬بالمجلس‭ ‬النيابي‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬التشريعي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬القديمة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مواءمتها‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬واقتراح‭ ‬التشريعات‭ ‬المعالجة‭ ‬للتحديات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬للمجتمع،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬الدور‭ ‬البلدي‭ ‬الذي‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية”‭.‬

وكان‭ ‬خمسة‭ ‬نواب‭ ‬وهم‭ (‬عمار‭ ‬قمبر‭ ‬وحمد‭ ‬الكوهجي‭ ‬وزينب‭ ‬عبدالأمير‭ ‬وهشام‭ ‬العشيري،‭ ‬وأحمد‭ ‬السلوم‭) ‬قد‭ ‬برروا‭ ‬مقترحهم‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬دخل‭ ‬إضافي‭ ‬للدولة،‭ ‬واستغلاله‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬للمواطنين‭.‬

وبينوا‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬الاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬للمساحات‭ ‬الخالية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬تحقيقا‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬المحلات‭ ‬خدماتها‭ ‬لمن‭ ‬داخل‭ ‬هذه‭ ‬المدارس،‭ ‬ومن‭ ‬هم‭ ‬خارجها‭.‬