معاقبة أيّ شخص يغسلها أو يبيعها أو يلبسها

أحرقوا ملابس المصابين بالجدري

عانت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬الثلاثينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬مرض‭ ‬الجدري‭. ‬ورفعت‭ ‬السلطات‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬المرض‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬ينتشر‭ ‬بكل‭ ‬وبائي‭ ‬على‭ ‬السكان‭.‬

وأطلقت‭ ‬الحكومة‭ ‬حملات‭ ‬للتطعيم‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬وثائق‭ ‬الزمن‭ ‬القديم‭ ‬إعلان‭ ‬حكومي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬1935‭ ‬وتنشره‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭.‬

ونص‭ ‬الإعلان‭ ‬على‭ ‬الآتي‭: ‬“نخبر‭ ‬العموم‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتلف‭ (‬تحرق‭) ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬لبسها‭ ‬الأشخاص‭ ‬المصابون‭ ‬بمرض‭ ‬الجدري،‭ ‬وإذ‭ ‬أي‭ ‬أشخاص‭ ‬وجدوا‭ ‬يغسلون‭ ‬الملابس‭ ‬المعدية‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬التغسيل‭ ‬العمومية‭ ‬أو‭ ‬يبيعونها‭ ‬أو‭ ‬يلبسونها،‭ ‬فهم‭ ‬سيعاقبون‭. ‬ليكن‭ ‬معلوما”‭.‬

وفي‭ ‬مايو‭ ‬1940‭ ‬أصدر‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬الأسبق‭ ‬الراحل‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬توفي‭ ‬العام‭ ‬1942‭) ‬إعلانا‭ ‬حكوميا‭ ‬لمواجهة‭ ‬زيادة‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بوباء‭ ‬الجدري‭ ‬المعدي‭ ‬والقاتل‭.‬

وأوجب‭ ‬الإعلان‭ ‬الحكومي‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬البيت‭ ‬التطعيم،‭ ‬المجاني‭ ‬بصيدليات‭ ‬الحكومة،‭ ‬للمصاب‭ ‬بالجدري،‭ ‬وإلا‭ ‬سيعاقب‭ ‬بغرامة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬100‭ ‬روبية‭ ‬أو‭ ‬الحبس‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭.‬

ولم‭ ‬يتنفس‭ ‬البحرينيون‭ ‬الصعداء‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬أصدر‭ ‬مستشار‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطاني‭ ‬تشارلز‭ ‬بلغريف‭ ‬بلاغه‭ ‬الشهير‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1941‭ ‬معلنا‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬وباء‭ ‬الجدري‭.‬