“البلاد” تنشر حيثيات حكم تزوير موظف بـ “المرور” تقرير حادث وحبسه سنة

“التمييز” للمحاكم: تذكروا قانون العقوبات البديلة

| راشد الغائب

محكمة‭ ‬القانون‭ ‬تعيد‭ ‬قضية‭ ‬حسمتها‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬بحبس‭ ‬المتهمين حبس‭ ‬3‭ ‬متهمين‭ ‬بتزور‭ ‬تقرير‭ ‬حادث‭ ‬مروري‭ ‬قدموه‭ ‬لشركة‭ ‬تأمين إعادة‭ ‬نظر‭ ‬القضية‭ ‬حتى‭ ‬تتاح‭ ‬للمتهمين‭ ‬فرصة‭ ‬محاكمتهم‭ ‬من‭ ‬جديد من‭ ‬بين‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬موظف‭ ‬بإدارة‭ ‬المرور‭ ‬وحبسه‭ ‬سنة

 

يقظة‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬لأهمية‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬قادتها‭ ‬لإعادة‭ ‬قضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نطقت‭ ‬الأخيرة‭ ‬بحبس‭ ‬3‭ ‬متهمين‭ ‬بتزوير‭ ‬تقرير‭ ‬حادث‭ ‬مروري‭ ‬لتقديمه‭ ‬لشركة‭ ‬تأمين‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبة‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬تلحظها‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬عند‭ ‬تقدير‭ ‬العقوبة‭.‬

وبررت‭ ‬حكمها‭ ‬بإعادة‭ ‬نظر‭ ‬القضية؛‭ ‬لأن‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬تحت‭ ‬بصرها‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬عند‭ ‬إصدار‭ ‬حكمها‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬نظر‭ ‬القضية‭ ‬حتى‭ ‬تتاح‭ ‬للمتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬فرصة‭ ‬محاكمتهم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬الحكم‭ ‬غير‭ ‬المنشور‭:‬

القصة

تعود‭ ‬حيثيات‭ ‬القضية‭ ‬لتورط‭ ‬موظف‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬مع‭ ‬شخصين‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬تقرير‭ ‬حادث‭ ‬مروري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إضافة‭ ‬بيانات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬وتحريف‭ ‬الحقيقة‭ ‬بالمحرر‭.‬

وقالت‭ ‬النيابة‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬المحرر‭ ‬الزور‭ ‬لشركة‭ ‬تأمين‭ ‬سيارات‭.‬

واتهمت‭ ‬النيابة‭ ‬الشخصين‭ ‬بالشروع‭ ‬في‭ ‬الاحتيال‭ ‬على‭ ‬شركة‭ ‬التأمين‭ ‬وذلك‭ ‬باتخاذ‭ ‬طرق‭ ‬احتيالية‭.‬

وبعد‭ ‬إحالة‭ ‬القضية‭ ‬للمحكمة،‭ ‬أدانت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬المتهمين‭. ‬وعاقبت‭ ‬الموظف‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة،‭ ‬وعاقبت‭ ‬الشخصين‭ ‬الآخرين‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليهم‭ ‬ومصادرة‭ ‬المحرر‭ ‬المضبوط‭.‬

نقض‭ ‬المدانون‭ ‬الحكم‭. ‬وحكمت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬برفض‭ ‬الاستئنافات‭.‬

وقرر‭ ‬المدانون‭ ‬الثلاثة‭ ‬اللجوء‭ ‬لمحكمة‭ ‬التمييز‭. ‬وأودعوا‭ ‬مذكرة‭ ‬بأسباب‭ ‬الطعن‭.‬

العقوبات‭ ‬البديلة

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حيثياتها‭ ‬إن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬صدر‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬مايو‭ ‬2017،‭ ‬وأدان‭ ‬الطاعنين‭ ‬بالتزوير‭ ‬في‭ ‬محرر‭ ‬رسمي‭ ‬والاشتراك‭ ‬فيها‭ ‬واستعمال‭ ‬محرر‭ ‬مزور‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬الاحتيال‭ ‬والاشتراك‭ ‬فيه‭.‬

ولفتت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬صدر‭ ‬بتاريخ‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬2017،‭ ‬وقبل‭ ‬النطق‭ ‬بالحكم‭ ‬المطعون‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬24‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬أجازت‭ ‬للقاضي‭ ‬أن‭ ‬يقضي‭ ‬أو‭ ‬يأمر‭ ‬بإحدى‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬العقوبة‭ ‬الأصلية‭.‬

وينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وهي‭: ‬العمل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬والإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدد،‭ ‬حظر‭ ‬ارتياد‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬أماكن‭ ‬محددة،‭ ‬والتعهد‭ ‬بعدم‭ ‬التعرض‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬بأشخاص‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬معينة،‭ ‬والخضوع‭ ‬للمراقبة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬وحضور‭ ‬برامج‭ ‬التأهيل‭ ‬والتدريب،‭ ‬وإصلاح‭ ‬الضرر‭ ‬الناشئ‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭.‬

مواد‭ ‬بالقانون

ولفتت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ ‬العاشرة‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“للقاضي‭ ‬عند‭ ‬الحكم‭ ‬بعقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬سنة‭ ‬أن‭ ‬يستبدل‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬مدة‭ ‬الحبس‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالمادة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬القانون”‭.‬

وواصل‭ ‬الحكم‭ ‬الاسترسال‭ ‬بأن‭ ‬المادة‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬“للقاضي‭ ‬عند‭ ‬الحكم‭ ‬بعقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬لمدة‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬سنة‭ ‬ولا‭ ‬تجاوز‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬إذا‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الصحية‭ ‬للمتهم‭ ‬عدم‭ ‬ملاءمة‭ ‬تنفيذ‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬وفقا‭ ‬للتقارير‭ ‬التي‭ ‬يطلبها‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬يستبدلها‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬تحديد‭ ‬مدة‭ ‬الحبس‭ ‬أو‭ ‬السجن‭ ‬عقوبة‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدد‭ ‬وحدها‭ ‬أو‭ ‬مقترنة‭ ‬بأي‭ ‬عقوبة‭ ‬بديلة‭ ‬أخرى‭ ‬منصوص‭ ‬عليها‭ ‬بالمادة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القانون”‭.‬

الخلاصة

وخلص‭ ‬الحكم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬نوع‭ ‬العقوبة‭ ‬ومقدارها‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬عمل‭ ‬قاضي‭ ‬الموضوع،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬استبدال‭ ‬العقوبة‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬تلحظها‭ ‬المحكمة‭ ‬عند‭ ‬تقدير‭ ‬العقوبة‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬وكانت‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬استحدثها‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تحت‭ ‬بصر‭ ‬المحكمة‭ ‬عند‭ ‬إصدار‭ ‬حكمها‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬في‭ ‬العقوبة‭ ‬التي‭ ‬يحكم‭ ‬بها‭ ‬مما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬نقض‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬والإعادة‭ ‬حتى‭ ‬تتاح‭ ‬للطاعنين‭ ‬فرصة‭ ‬محاكمتهم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬لبحث‭ ‬أوجه‭ ‬الطعنين‭ ‬وطلب‭ ‬وقف‭ ‬التنفيذ‭.‬

المنطوق

حكمت‭ ‬المحكمة‭: ‬بقبول‭ ‬الطعنين‭ ‬شكلا،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بنقض‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه،‭ ‬وإعادة‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬التي‭ ‬أصدرته‭ ‬لتحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬