مع أنغام “بان الصبح بانية” و”يا سامع الصوت صل على النبي”

أم يحيى... تطرز “جلوات” الأعراس بتراث البحرين العريق

| سعيد محمد

عندما‭ ‬تقاعدت‭ ‬من‭ ‬عملها‭ ‬كممرضة،‭ ‬ولحبها‭ ‬الشديد‭ ‬للتراث‭ ‬البحريني‭ ‬والخليجي،‭ ‬لاسيما‭ ‬تراث‭ ‬القرية‭ ‬البحرينية‭ ‬الغني‭ ‬بموروثاته‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والفنية،‭ ‬اتجهت‭ ‬الملاية‭ ‬أمينة‭ ‬عيسى‭ ‬“المشهورة‭ ‬باسم‭ ‬أم‭ ‬يحيى”‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬حفلات‭ ‬الأعراس‭ ‬والمناسبات‭ ‬السعيدة‭ ‬والمواليد،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬البحرينيات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إحياء‭ ‬جلوة‭ ‬العروس،‭ ‬والناس‭ ‬–‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬–‭ ‬يطلبونها‭ ‬لإحياء‭ ‬حفلاتهم،‭ ‬لأنها‭ ‬تميزت‭ ‬بتطريز‭ ‬تلك‭ ‬الجلوات‭ ‬بتراث‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يحويه‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬“الثقافة‭ ‬الشعبية”‭ ‬والأهازيج‭ ‬وأغاني‭ ‬القرية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬مسئولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭.‬

تقاعدت‭ ‬من‭ ‬التمريض

والسؤال‭ ‬هو‭: ‬“متى‭ ‬بدأت‭ ‬أم‭ ‬يحيى‭ ‬العمل‭ ‬كملاية‭ ‬وكيف‭ ‬تعلمت؟”،‭ ‬تقول‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬ل”البلاد”‭ ‬إن‭ ‬بدايتها‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬قصيرة‭ ‬مضت،‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والصديقات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحياء‭ ‬حفلات‭ ‬الحناء‭ ‬والجلوات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬المواليد‭ ‬والاحتفالات‭ ‬الدينية،‭ ‬وتضيف‭:‬”منذ‭ ‬صغري،‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬احتفالات‭ ‬المدرسة‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬المأتم‭ ‬حيث‭ ‬نستعد‭ ‬بالإعداد‭ ‬الجيد‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبات،‭ ‬والبداية‭ ‬كانت‭ ‬بتكرار‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬أسمعه‭ ‬من‭ ‬الملايات‭ ‬القديرات‭ ‬في‭ ‬الأعراض‭ ‬لاسيما‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأغاني‭ ‬الشعبية‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬تستهويني‭ ‬كثيرًا‭ ‬كما‭ ‬تستهوي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس”‭.‬

وتواصل‭ ‬“أم‭ ‬يحيى”‭ ‬حديثها‭ ‬بالقول‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عملي‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬أحبه‭ ‬كممرضة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنعني‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬بين‭ ‬حين‭ ‬وآخر،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقاعدت‭ ‬وأصبح‭ ‬شغلي‭ ‬الشاغل‭ ‬هو‭ ‬تطوير‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬عبر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأغاني‭ ‬الفلكلورية‭ ‬ودمجها‭ ‬بالحاضر،‭ ‬فأصبح‭ ‬الإقبال‭ ‬كبيرًا‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬إضافة‭ ‬أجهزة‭ ‬“دي‭ ‬جيه”،‭ ‬والتنويع‭ ‬أيضًا‭ ‬بين‭ ‬أغنيات‭ ‬التراث‭ ‬العراقي‭ ‬والمصري‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬سمة‭ ‬تناسب‭ ‬أجواء‭ ‬الجلوات‭.‬

بان‭ ‬الصبح‭ ‬ويا‭ ‬سامع‭ ‬الصوت

وعن‭ ‬أكثر‭ ‬الأهازيج‭ ‬الشعبية‭ ‬المحبوبة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج،‭ ‬تقول‭ ‬“أم‭ ‬يحيى”‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬ومتداول‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والخليج‭ ‬ومنها‭ ‬أغنية‭ ‬“بان‭ ‬الصبح‭ ‬بانيه‭ ‬وايه”،‭ ‬و”جلوا‭ ‬جلال‭ ‬الله”،‭ ‬وكذلك‭ ‬“أمينة‭ ‬في‭ ‬أمانيها”،‭ ‬يا‭ ‬سيسبان‭ ‬الحلو”‭ ‬http‭:/‬‏‭/‬‏172.16.1.117‭/‬‏newspress‭/‬‏backup‭/‬‏files‭/‬‏images‭/‬‏2019‭/‬‏08‭/‬‏12‭/‬‏196935‭.‬jpg?tmp=1566496865‭ ‬و”بالعافية‭ ‬عروسنا‭ ‬بالعافية”‭ ‬وبالطبع‭ ‬“يا‭ ‬سامع‭ ‬الصوت‭ ‬صل‭ ‬على‭ ‬النبي”،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬المجموعة‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬أحفظه‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬كما‭ ‬أحب‭ ‬الاستماع‭ ‬لوالدتي‭ ‬وهي‭ ‬تردد‭ ‬هذه‭ ‬الأهازيج‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬أحب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بذكريات‭ ‬الطفولة‭ ‬وعبق‭ ‬الماضي،‭ ‬فهناك‭ ‬اهتمام‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بجلوة‭ ‬العروس‭ ‬والأزياء‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬ترتديها‭ ‬العروس‭ ‬وقريباتها‭ ‬فتضفي‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭ ‬على‭ ‬الحفل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬تناغم‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬طريقة‭ ‬التزيين‭ ‬والديكور‭ ‬للكوشات‭ ‬“المقاعد”‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالتراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الموضوع‭ ‬التي‭ ‬التقطتها‭ ‬المصورة‭ ‬زينب‭ ‬الشويج‭ ‬من‭ ‬تصاميم‭ ‬الجلوات‭. ‬نسأل‭ ‬“أم‭ ‬يحيى”‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬تحبينه‭ ‬في‭ ‬تراث‭ ‬القرية؟‭ ‬فتشير‭ ‬إلى‭ ‬بساطة‭ ‬إحياء‭ ‬الاحتفالات‭ ‬واهتمامها‭ ‬بحفظ‭ ‬مروثوها‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬والأهازيج،‭ ‬وتفاعل‭ ‬الحاضرات‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬يؤكد‭ ‬حب‭ ‬الناس‭ ‬للتراث‭ ‬القديم‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليه،‭ ‬وتعلمت‭ ‬من‭ ‬كثيرات‭ ‬لهن‭ ‬فضل‭ ‬علي‭ ‬ومنهن‭ ‬زوجة‭ ‬أخي‭ ‬التي‭ ‬عاملتني‭ ‬كابنتها‭ ‬وتعلمت‭ ‬منها‭ ‬الأسس،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحيي‭ ‬أفراحنا،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬تطورت‭ ‬كثيرًا‭ ‬والفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ولأهل‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬زوجي‭ ‬العزيز‭ ‬وصديقاتي‭ ‬وقريباتي‭ ‬اللواتي‭ ‬شجعنني‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬السلم‭.‬