حقي يضيع بين مطرقة “التربية” وسندان “الخدمة”

أنا‭ ‬مواطن‭ ‬أعمل‭ ‬مدرسا‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وقد‭ ‬خدمت وطني‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬ولا‭ ‬أزال‭... ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬صوتي‭ ‬للمسؤولين‭ ‬عن‭ ‬إحقاق‭ ‬الحق‭ ‬والإنصاف‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭...‬

ملخص‭ ‬الموضوع‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أحسب‭ ‬الراتب‭ ‬التقاعدي‭ ‬الذي‭ ‬سأحصل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قدمت‭ ‬للتقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬وظننت‭ ‬أنني‭ ‬سجلت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬قصد،‭ ‬لكني‭ ‬تأكدت‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تسجيلي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدخلت‭ ‬رقمي‭ ‬الشخصي‭ ‬للتأكد‭ ‬عبر‭ ‬الرابط‭/‬‏‏‭ ‬الوصلة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تخصيصها‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬التسجيل،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬الجواب‭: ‬إنك‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بالتسجيل‭... ‬فاطمأننت،‭ (‬وبذلك‭ ‬يصبح‭ ‬تسجيلي‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لاغيا،‭ ‬وهو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديهم،‭ ‬إذ‭ ‬إني‭ ‬لم‭ ‬أقم‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬ورقة‭ ‬بشأن‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري‭)‬،‭ ‬لكنهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أرسلوا‭ ‬لي‭ ‬رسالة‭ ‬نصية‭ ‬تفيد‭ ‬بقبولي،‭ ‬وعندما‭ ‬ذهبت‭ ‬لمعهد‭ ‬خليفة‭ ‬لتوضيح‭ ‬الأمر‭ ‬لهم‭ ‬وتقديم‭ ‬رسالة‭ ‬الانسحاب،‭ ‬رفضوا‭ ‬استلامها‭ ‬مني،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يشهد‭ ‬بذلك‭ (‬ومستعد‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭)‬،‭ ‬أي‭ ‬أنني‭ ‬قدمت‭ ‬رسالة‭ ‬الانسحاب‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬لكن‭ ‬الموظفين‭ ‬هناك‭ ‬لم‭ ‬يتسلموها‭ ‬مني‭ ‬وتسلموها‭ ‬من‭ ‬آخرين؛‭ ‬بحجة‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أوقع‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬التقاعد‭ ‬وأعطي‭ ‬لهم‭ ‬رقم‭ ‬الأيبان‭ ‬وأوضح‭ ‬عدد‭ ‬سنوات‭ ‬الخدمة‭ ‬التي‭ ‬أنوي‭ ‬شراءها،‭ ‬رغم‭ ‬إخباري‭ ‬لهم‭ ‬أني‭ ‬جئت‭ ‬لتقديم‭ ‬رسالة‭ ‬الانسحاب‭ ‬لا‭ ‬لأتقاعد‭ ‬اختياريا‭. ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬إلغاء‭ ‬الطلبات‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬لمقدمي‭ ‬طلب‭ ‬الانسحاب،‭ ‬ذهبت‭ ‬مع‭ ‬صديقي‭ ‬الذي‭ ‬ينوي‭ ‬الانسحاب‭ ‬أيضا،‭ ‬فسمحوا‭ ‬له‭ ‬بالصعود‭ ‬لإتمام‭ ‬إجراءات‭ ‬انسحابه،‭ ‬ورفضوا‭ ‬صعودي؛‭ ‬بحجة‭ ‬عدم‭ ‬ورود‭ ‬اسمي‭ ‬في‭ ‬اللائحة،‭ ‬وأخبروني‭ ‬بمراجعة‭ ‬جهة‭ ‬عملي،‭ ‬رغم‭ ‬التوجيهات‭ ‬العليا‭ ‬بقبول‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬الانسحاب‭ (‬وذلك‭ ‬عطفا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬ممن‭ ‬أراد‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬الفوج‭ ‬الأول‭ ‬للمتقاعدين‭ ‬اختياريا‭...)‬،‭ ‬وبعدها‭ ‬ذهبت‭ ‬مع‭ ‬زميلي‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأخبرت‭ ‬الموظفين‭ ‬بالأمر‭ ‬وسلمتهم‭ ‬رسالة‭ ‬الانسحاب‭ ‬التي‭ ‬رفضوا‭ ‬تسلمها‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬خليفة‭. ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬الأيام‭ ‬وعدم‭ ‬الرد‭ ‬عليّ،‭ ‬قدمت‭ ‬بعدها‭ ‬شكوى‭ ‬وتظلما‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬فبراير،‭ ‬والأخيرة‭ ‬وعدتني‭ ‬خيرا،‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬شكواي‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬“تواصل”،‭ ‬في‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬أفادتني‭ ‬بضرورة‭ ‬ذهابي‭ ‬للوزارة‭ ‬مجددا‭ ‬وتسليمي‭ ‬الخطاب‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬ففعلت‭...‬،‭ ‬لكن‭ ‬أفاجأ‭ ‬الآن‭ ‬أنهم‭ ‬ماضون‭ ‬في‭ ‬إتمام‭ ‬تقاعدي‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭... ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬عجبي‭ ‬وحيرتي،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬حجتهم‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬انسحابي‭ ‬من‭ ‬التقاعد‭ ‬الاختياري،‭ ‬أنني‭ ‬تأخرت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الانسحاب‭ -‬وذلك‭ ‬غير‭ ‬صحيح‭ ‬ألبتة‭- (‬وأساسا،‭ ‬استنادهم‭ ‬إلى‭ ‬التسجيل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬فقط‭ ‬أصبح‭ ‬لاغيا‭ ‬إلكترونيا‭ ‬بعد‭ ‬عملية‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬التسجيل‭)‬،‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬قد‭ ‬قبلوا‭ ‬طلبات‭ ‬آخرين‭ ‬تقدموا‭ ‬بعد‭ ‬إغلاق‭ ‬باب‭ ‬التقديم‭ (‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬قمت‭ ‬بتقديم‭ ‬رسالة‭ ‬الانسحاب‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬لموظفي‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وبعد‭ ‬إرسالي‭ ‬رسالتين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البريد‭ ‬المسجل‭ ‬الممتاز‭ ‬لديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭...)‬،‭ ‬وأعرف‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬ممن‭ ‬قبلت‭ ‬طلباتهم‭ ‬بعد‭ ‬غلق‭ ‬باب‭ ‬التسجيل،‭ ‬ومنهم‭ ‬زملاء‭...(‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬تم‭ ‬تسلم‭ ‬طلبه‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬الموافق‭ ‬11‭ ‬مارس،‭ ‬ثم‭ ‬قبل‭ ‬طلبه‭ ‬وتقاعد‭ ‬اختياريا‭).‬

أمن‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إجباري‭ ‬على‭ ‬تقاعد‭ ‬عنوانه‭ ‬اختياري‭!! ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أنني‭ ‬أصلا‭ ‬لم‭ ‬أقدم‭ ‬فيه،‭ ‬بشهادة‭ ‬موقعهم‭ ‬ذاته‭!!‬

وما‭ ‬يفاقم‭ ‬في‭ ‬المأساة‭ ‬الملهاة،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تبق‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬ومؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬إلا‭ ‬ورفعت‭ ‬لها‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬تواصل‭ ‬أو‭ ‬أرسلت‭ ‬لها‭ ‬بريدا‭ ‬إلكترونيا‭ ‬بموضوعي،‭ ‬وأحيلت‭ ‬كل‭ ‬خطاباتي‭ ‬في‭ (‬تواصل‭) ‬إلى‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة،‭ ‬لأجد‭ ‬الآذان‭ ‬الصماء‭ ‬ذاتها‭... ‬وأخيرا‭ ‬وليس‭ ‬آخرا،‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬النواب؛‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬المؤملة،‭ ‬فأرسلت‭ ‬خطابي‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬النواب‭ ‬عبر‭ ‬الواتساب‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬وقتا‭ ‬حتى‭ ‬لرد‭ ‬السلام‭ ‬عليّ،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬عثرت‭ ‬على‭ ‬رقم‭ ‬الواتساب‭ ‬الخاص‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬وبعثت‭ ‬برسالتي‭ ‬إليهم،‭ ‬فأعطوني‭ ‬رقم‭ ‬الاتصال‭ ‬بنائب‭ ‬منطقتنا،‭ ‬فراودني‭ ‬بصيص‭ ‬أمل‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تبدد‭ ‬وذهب‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬كسابقه‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬حتى‭ ‬السلام‭... ‬أوليس‭ ‬رد‭ ‬السلام‭ ‬ذوقا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واجبا‭!‬؟‭ ‬وعدت‭ ‬لأخبر‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬عليّ‭ ‬في‭ ‬واتساب‭ ‬مجلسنا‭ ‬الموقر‭ ‬بما‭ ‬جرى،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كان‭ ‬حظي‭ ‬منه‭ ‬كحظي‭ ‬منهما؛‭ ‬أذن‭ ‬صماء‭...‬

وإني‭ ‬لأعجب‭ ‬كل‭ ‬العجب،‮ ‬أينبغي‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬وطنه‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬بكل‭ ‬ذلك‭ -‬وإنه‭ ‬لو‭ ‬تعلمون‭ ‬كثير‭-‬‮ ‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬موضوع‭ ‬كهذا،‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقه،‭ ‬العدالة‭ ‬فقط‭... ‬لم‭ ‬أطلب‭ ‬صدقة‭ ‬أو‭ ‬إحسانا‭ ‬أو‭ ‬واسطة‭... ‬طالبت‭ ‬بالعدالة‭ ‬وبأبسط‭ ‬حقوقي‭ ‬كمواطن،‭ ‬أذلك‭ ‬عسير‭ ‬مناله؟‭ ‬أيعقل‭ ‬أن‭ ‬أطرق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأبواب‭ ‬لأجل‭ ‬الإنصاف‭...‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬يحدث‭ ‬لي‭ ‬بسبب‭ ‬أخطاء‭ ‬فنية‭ ‬أو‭ ‬إدارية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬وديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬وقبلهما‭ ‬خطأ‭ ‬موقع‭ ‬التسجيل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للتقاعد‭ ‬الاختياري‭...‬،‭ ‬أخطاء‭ ‬فردية‭ ‬ليس‭ ‬لي‭ ‬ذنب‭ ‬فيها،‭ ‬فلم‭ ‬يتم‭ ‬تحميلي‭ ‬أخطاءهم؟؟‭ ‬ألأني‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف؟؟

لم‭ ‬أكن‭ ‬أرغب‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬موضوعي‭ ‬على‭ ‬الملأ،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬لأمر‭ ‬مؤلم‭ ‬ولا‭ ‬يصدق،‭ ‬وما‭ ‬أفعل‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬لأتاكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ظلامتي‭ ‬وصلت‭ ‬للمعنيين‭... ‬فقد‭ ‬طرقت‭ ‬كل‭ ‬الأبواب‭ ‬الممكنة،‭ ‬ولا‭ ‬باب‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬القضاء‭...‬

أتمنى‭ ‬إيصال‭ ‬صوتي‭ ‬للمسئولين‭ ‬وإنصافي،‭ ‬المسئولين‭ ‬الذين‭ ‬بيدهم‭ ‬وضع‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬نصابها‭ ‬الصحيح‭...‬

‭(‬البيانات‭ ‬لدى‭ ‬المحرر‭)‬