البيئي الوداعي: أرجح تكرار الظاهرة خلال أسبوعين

“أسماك المعامير” ضحايا الحرارة و“الإثراء الغذائي”

| سيد علي المحافظة

رجح‭ ‬الاختصاصي‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬البيئة‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬خليل‭ ‬الوداعي‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬نفوق‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬المعامير‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬وظاهرة‭ ‬الإثراء‭ ‬الغذائي‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬كارثي‭ ‬لمستوى‭ ‬الأكسجين‭ ‬في‭ ‬الماء‭.‬

وقال‭ ‬في‭ ‬تعليقه‭ ‬على‭ ‬الحادثة‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬تلوث‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬المذكور،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬عائد‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬وظاهرة‭ ‬الإثراء‭ ‬الغذائي‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬تجاوز‭ ‬حرارة‭ ‬المياه‭ ‬30‭ ‬درجة‭ ‬يدفع‭ ‬الأسماك‭ ‬إلى‭ ‬الهروب‭ ‬إلى‭ ‬الأعماق،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعتبر‭ ‬فيه‭ ‬المنطقة‭ ‬عموما‭ ‬ضحلة،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قلة‭ ‬ذوبان‭ ‬الأكسجين‭ ‬في‭ ‬الماء‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإثراء‭ ‬الغذائي‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬منسوب‭ ‬الأكسجين‭ ‬في‭ ‬الماء،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تسرب‭ ‬المخصبات‭ ‬كالفوسفات‭ ‬والنيتروجين‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬انفجار‭ ‬سكاني‭ ‬ونمو‭ ‬هائل‭ ‬للطحالب‭ ‬الخضراء‭ ‬وحيدة‭ ‬الخلية‭ ‬مثل‭ ‬الكلورلا‭ ‬والطحالب‭ ‬الخيطية‭.‬

وتابع‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬موت‭ ‬هذه‭ ‬الطحالب،‭ ‬فإن‭ ‬البكتيريا‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتحليل‭ ‬الطحالب‭ ‬الميتة‭ ‬تستهلك‭ ‬كامل‭ ‬الأكسجين‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬الأسماك‭ ‬من‭ ‬الأكسجين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نفوقها‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لخليج‭ ‬توبلي،‭ ‬فإن‭ ‬الأسماك‭ ‬القاعية‭ ‬تقريبا‭ ‬انتهى‭ ‬وجودها‭ ‬فيه‭ ‬لانعدام‭ ‬الأكسجين‭.‬

واستدرك‭ ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬الأسماك‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬السطح‭ ‬كالميد‭ ‬تستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬لوجود‭ ‬تبادل‭ ‬للأكسجين‭ ‬بين‭ ‬الهواء‭ ‬والطبقة‭ ‬السطحية‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬يقلل‭ ‬الذوبان،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نفوق‭ ‬الأسماك‭.‬

وأكد‭ ‬عدم‭ ‬استبعاده‭ ‬احتمال‭ ‬تلوث‭ ‬للمياه،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الخليج‭ ‬ملوث‭ ‬أصلا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تتكرر‭ ‬سنويا‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬ترجيح‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭.‬

وتوقع‭ ‬الوداعي‭ ‬أن‭ ‬تتكرر‭ ‬ظاهرة‭ ‬نفوق‭ ‬الأسماك‭ ‬في‭ ‬الأسبوعين‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬حدوثها‭ ‬في‭ ‬جون‭ ‬الكويت‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الضحلة‭ ‬شبه‭ ‬المغلقة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإثراء‭ ‬الغذائي‭ ‬عرضة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الجو‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬علاج‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬غير‭ ‬ممكنة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬بقي‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬ضخ‭ ‬محطة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مياهه‭ ‬6‭ ‬أضعاف‭ ‬الكمية‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭.‬