العثمانيون في بلاد العرب

| يوسف صلاح الدين

أنا‭ ‬من‭ ‬متابعي‭ ‬مقالات‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة‭ ‬القيمة،‭ ‬ومنها‭ ‬مقاله‭ ‬بعنوان‭ ‬“العرب‭ ‬في‭ ‬الأندلس‭ ‬والعثمانيون‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬العرب”‭ ‬المنشور‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬الموافق‭ ‬11‭ ‬أغسطس‭ ‬2019م‭ ‬في‭ ‬عموده‭ ‬“وقفة”،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬بأن‭ ‬قارن‭ ‬الكاتب‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬تركه‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬الأندلس،‭ ‬وما‭ ‬خلفه‭ ‬العثمانيون‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬شخصية،‭ ‬حيث‭ ‬ذكر‭ ‬سلبياتهم‭ ‬فقط‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬ذكر‭ ‬إيجابياتهم‭ ‬الموثقة‭ ‬بأنهم‭ ‬لم‭ ‬يستخدموا‭ ‬قوميتهم‭ ‬خلال‭ ‬أغلب‭ ‬فترات‭ ‬حكمهم‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬ستمئة‭ ‬عام،‭ ‬منها‭ ‬خمسمئة‭ ‬عام‭ ‬كانت‭ ‬المناطق‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬ضمنها،‭ ‬وامتدت‭ ‬إمبراطوريتهم‭ ‬أو‭ ‬دولتهم‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬قارات،‭ ‬وقد‭ ‬عاش‭ ‬مواطنوهم‭ ‬خلال‭ ‬أغلب‭ ‬الأوقات‭ ‬في‭ ‬وئام‭ ‬ومحبة‭ ‬رغم‭ ‬اختلاف‭ ‬الأعراق‭ ‬والأجناس‭ ‬والملل‭ ‬والديانات‭ ‬والمذاهب‭.‬

رغم‭ ‬اتفاقي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الكاتب‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬سلبيات‭ ‬كثيرة‭ ‬للعثمانيين،‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬ذكر‭ ‬الإيجابيات‭ ‬التي‭ ‬فاقت‭ ‬السلبيات،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬اختزال‭ ‬التاريخ‭ ‬العثماني‭ ‬بمقال‭ ‬واحد‭ ‬يمثل‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬واحدة‭ ‬وإهمال‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تخالفها،‭ ‬وللقراء‭ ‬الكرام‭ ‬مطلق‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬قبولها‭ ‬أو‭ ‬رفضها؛‭ ‬لأن‭ ‬تعقيبي‭ ‬ليس‭ ‬محاولة‭ ‬لتحسين‭ ‬صورة‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬السابقة‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬وهي‭ ‬باختصار‭: ‬

لم‭ ‬يحتل‭ ‬العثمانيون‭ ‬المناطق‭ ‬العربية،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أغلبها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬تحت‭ ‬الحكم‭ ‬المملوكي‭ ‬المستمد‭ ‬من‭ ‬شرعية‭ ‬اسميه‭ ‬من‭ ‬الخلافة‭ ‬العباسية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬العلاقة‭ ‬جيدة‭ ‬بين‭ ‬المماليك‭ ‬والعثمانيين‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬المماليك‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للسفن‭ ‬البرتغالية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هم‭ ‬العثمانيون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬التصدي‭ ‬للحملات‭ ‬الصليبية‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬لهم‭ ‬توجهات‭ ‬توسعية‭ ‬نحو‭ ‬المناطق‭ ‬المجاورة‭ ‬والعربية،‭ ‬ولكن‭ ‬التوسع‭ ‬الصفوي‭ ‬نحو‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬واحتلال‭ ‬العراق‭ ‬والمراسلات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بين‭ ‬الصفويين‭ ‬والمماليك‭ ‬وأحداث‭ ‬أخرى‭ ‬خطيرة‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬معركة‭ ‬مرج‭ ‬دابق‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬أغسطس‭ ‬1516م‭ ‬ومقتل‭ ‬السلطان‭ ‬المملوكي‭ ‬قانصوه‭ ‬الغوري‭ ‬ووقوع‭ ‬المتوكل‭ ‬بالله‭ ‬الثالث‭ ‬أسيرا‭ ‬بأيدي‭ ‬العثمانيين‭ ‬في‭ ‬حلب،‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬الخليفة‭ ‬العباسي‭ ‬المستمسك‭ ‬بالله‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬وتنصيب‭ ‬السلطان‭ ‬الأشرف‭ ‬طومان‭ ‬باي،‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬أخ‭ ‬قانصوة‭ ‬الغوري،‭ ‬فأرسل‭ ‬السلطان‭ ‬سليم‭ ‬الأول‭ ‬رسالة‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬الاعتراف‭ ‬بسلطته‭ ‬وذكر‭ ‬اسمه‭ ‬بالخطبة‭ ‬والبقاء‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬واليا‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬وإرسال‭ ‬الخراج‭ ‬السنوي‭ ‬لمصر،‭ ‬وقد‭ ‬أبدى‭ ‬طومان‭ ‬قبولا‭ ‬للعرض‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬ضياع‭ ‬معظم‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬مرج‭ ‬دابق،‭ ‬ولكن‭ ‬أتباعه‭ ‬من‭ ‬الجراكسة‭ ‬غضبوا‭ ‬وقتلوا‭ ‬الرسل‭ ‬مجبرين‭ ‬إياه‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬العثمانيين‭ ‬بمعركة‭ ‬الريدانية‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يناير‭ ‬1517،‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬مشاهد‭ ‬وقصص‭ ‬مروعة‭ ‬ووقوع‭ ‬ضحايا‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬ورغم‭ ‬هزيمة‭ ‬طومان،‭ ‬فقد‭ ‬حاول‭ ‬سليم‭ ‬استمالته،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يوفق‭ ‬وقد‭ ‬أدت‭ ‬وشايات‭ ‬المماليك‭ ‬أنفسهم‭ ‬إلى‭ ‬موافقة‭ ‬سليم‭ ‬على‭ ‬شنق‭ ‬وصلب‭ ‬طومان‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬زويله،‭ ‬ولكنه‭ ‬أقام‭ ‬جنازة‭ ‬مهيبة‭ ‬لطومان‭ ‬وبعدها‭ ‬أصبحت‭ ‬مصر‭ ‬ولاية‭ ‬تابعة‭ ‬للعثمانيين،‭ ‬وأصبحت‭ ‬اسطنبول‭ ‬أهم‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بعد‭ ‬نقل‭ ‬الخليفة‭ ‬العباسي‭ ‬إلى‭ ‬اسطنبول‭ ‬وتنازله‭ ‬عن‭ ‬الخلافة‭ ‬إلى‭ ‬سليم،‭ ‬ونقل‭ ‬الآثار‭ ‬النبوية،‭ ‬وهي‭ ‬“البيرق‭ ‬والسيف‭ ‬والبردة”‭ ‬ومفاتيح‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬إلى‭ ‬اسطنبول؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬عاصمة‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭.‬

بلغت‭ ‬الضحايا‭ ‬حسب‭ ‬المصادر‭ ‬عشرة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬المصريين،‭ ‬و25‭ ‬ألفا‭ ‬من‭ ‬المماليك‭ ‬والعثمانيين،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬ضحايا‭ ‬وقتلى‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الحروب‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬سواء‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحاضر،‭ ‬وخير‭ ‬مثال‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الحروب‭ ‬المؤسفة‭ ‬التي‭ ‬عاصرناها‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬وغزو‭ ‬وتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬الأن‭ ‬من‭ ‬إسقاط‭ ‬أنظمة‭ ‬وإبراز‭ ‬أنظمة‭ ‬أخرى‭ ‬وقتل‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬بحسب‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬المذهب‭ ‬أو‭ ‬العرق‭. ‬

هناك‭ ‬فترات‭ ‬قوة‭ ‬وصعود‭ ‬وضعف‭ ‬ونزول‭ ‬لكل‭ ‬الدول،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬فعندما‭ ‬تكون‭ ‬الدول‭ ‬قوية،‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬الأقليات،‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬الدول‭ ‬ضعيفة‭ ‬ويطلق‭ ‬عليها‭ ‬“الرجل‭ ‬المريض”،‭ ‬فهناك‭ ‬مجال‭ ‬قوي‭ ‬للخوف‭ ‬من‭ ‬الأقليات،‭ ‬وقد‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬مذابح‭ ‬مثل‭ ‬مذابح‭ ‬الأرمن‭ ‬المؤسفة،‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإلمام‭ ‬ببعض‭ ‬أمورها،‭ ‬فقد‭ ‬سبقها‭ ‬أحداث‭ ‬ومشاكل‭ ‬من‭ ‬الأرمن‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬وهناك‭ ‬حقيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬موثقة‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأوقات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الأرمن‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬العثمانية‭ ‬كانوا‭ ‬خير‭ ‬عون‭ ‬للعثمانيين‭. ‬

تم‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬تجاهل‭ ‬ما‭ ‬حل‭ ‬بالمسلمين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعراق‭ ‬في‭ ‬أرمينيا‭ ‬والبلغار‭ ‬والصرب‭ ‬والقوقاز‭.‬

تخوف‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬من‭ ‬أتراك‭ ‬وتركمان‭ ‬وعرب‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬المطابع،‭ ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬السماح‭ ‬باستخدام‭ ‬المطابع‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬لطبع‭ ‬الكتب‭ ‬والنشرات‭ ‬وإصدار‭ ‬الصحف‭ ‬الخاصة‭ ‬للمسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬واليهود‭ ‬والأقليات‭ ‬الأخرى‭.‬

عندما‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬في‭ ‬قوتها‭ ‬كان‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬بحيرة‭ ‬عثمانية‭ ‬واستطاع‭ ‬الأسطول‭ ‬العثماني‭ ‬بقيادة‭ ‬المجاهد‭ ‬عروج‭ ‬بارباروسا‭ ‬والذي‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬الغرب‭ ‬القرصان‭ ‬ذو‭ ‬اللحية‭ ‬الحمراء‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬خير‭ ‬الدين‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬مناطق‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬ليكون‭ ‬شبه‭ ‬بحر‭ ‬عثماني‭ ‬واستطاعا‭ ‬إنقاذ‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬الأندلسيين‭ ‬الذين‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬محاكم‭ ‬التفتيش‭ ‬الإسبانية،‭ ‬وقد‭ ‬لعب‭ ‬الأسطول‭ ‬العثماني‭ ‬أدوارا‭ ‬مهمة‭ ‬للتصدي‭ ‬للأساطيل‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتأخير‭ ‬استعمار‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬القارات‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬حكمتها،‭ ‬وهناك‭ ‬وثائق‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬رغم‭ ‬العداء‭ ‬القائم‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬إسماعيل‭ ‬الصفوي‭ ‬والشاه‭ ‬عباس،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأوقات‭ ‬كانت‭ ‬تتوسط‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬وروسيا‭ ‬القيصرية‭ ‬وكذلك‭ ‬بعد‭ ‬قرون‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬القاجارية‭ ‬وروسيا‭ ‬القيصرية‭. ‬

اهتم‭ ‬السلطان‭ ‬عبدالحميد‭ ‬بإنشاء‭ ‬سكة‭ ‬حديد‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة‭ ‬وإلى‭ ‬بغداد‭ ‬وتصادق‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬القاجارية‭ ‬وساهم‭ ‬الشاه‭ ‬القاجارى‭ ‬في‭ ‬تكاليف‭ ‬سكة‭ ‬الحديد‭ ‬وإنشاء‭ ‬عبدالحميد‭ ‬مدرسة‭ ‬العشائر‭.‬

أرسل‭ ‬السلطان‭ ‬عبدالحميد‭ ‬الثاني‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬هرتزل‭ ‬بواسطة‭ ‬صديقه‭ ‬نيولنسكي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭: ‬انصح‭ ‬صديقك‭ ‬هرتزل‭ ‬ألا‭ ‬يتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬جديدة‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع؛‭ ‬لأني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أتنازل‭ ‬عن‭ ‬شبر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬المقدسة؛‭ ‬لأنها‭ ‬ليست‭ ‬ملكي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ملك‭ ‬شعبي‭ ‬وقد‭ ‬قاتل‭ ‬أسلافي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬ورووها‭ ‬بدمائهم‭ ‬فليحتفظ‭ ‬اليهود‭ ‬بملايينهم‭. ‬إذا‭ ‬مزقت‭ ‬دولتي،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭ ‬بدون‭ ‬مقابل،‭ ‬ولكن‭ ‬لزم‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬التمزيق‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬جثتنا،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أوافق‭ ‬على‭ ‬تشريح‭ ‬جثتي‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

تم‭ ‬التعميم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬العثمانيين‭ ‬لم‭ ‬يبنوا‭ ‬المدارس،‭ ‬ولكن‭ ‬الواقع‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مدارس‭ ‬وكليات‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر،‭ ‬وإنها‭ ‬حق‭ ‬لكل‭ ‬عثماني‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أصله‭ ‬ودينه‭. ‬

كان‭ ‬هناك‭ ‬علماء‭ ‬عرب‭ ‬وعثمانيون‭ ‬ولهم‭ ‬إسهامات‭ ‬ووزراء‭ ‬وقضاة‭ ‬وضباط‭ ‬وجنود‭ ‬عرب‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬العثماني‭ ‬مثل‭ ‬عزيز‭ ‬باشا‭ ‬ونوري‭ ‬السعيد‭ ‬وجعفر‭ ‬باشا‭ ‬العسكري،‭ ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬مدبر‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬السلطان‭ ‬عبدالحميد‭ ‬كان‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬العثماني‭ ‬الفريق‭ ‬الركن‭ ‬مدحت‭ ‬باشا،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬عراقية‭.‬