أدلة جديدة تكشف تورط الشركة في دعم “جبهة النصرة”

وثائق بريطانية: “الألبان القطرية” تمول الإرهاب

| دبي ـ العربية نت

فجرت‭ ‬وثائق‭ ‬مقدمة‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬البريطانية‭ ‬العليا‭ ‬مفاجأة‭ ‬بشأن‭ ‬ورود‭ ‬اسم‭ ‬الرئيس‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لأكبر‭ ‬شركة‭ ‬لمنتجات‭ ‬الألبان‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬إذ‭ ‬تكشف‭ ‬الوثائق‭ ‬عن‭ ‬أنهما‭ ‬ساهما‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬جبهة‭ ‬النصرة‭ ‬التابعة‭ ‬لتنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬ووفقًا‭ ‬للمحكمة،‭ ‬فإن‭ ‬الوثائق‭ ‬التي‭ ‬اطلع‭ ‬عليها‭ ‬موقع‭ ‬“فوود‭ ‬نيفيغيتور”،‭ ‬تضمنت‭ ‬اسمي‭ ‬معتز‭ ‬الخياط‭ ‬كمُتهم‭ ‬أول،‭ ‬ورامز‭ ‬الخياط‭ ‬كمُتهم‭ ‬ثانٍ‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬كان‭ ‬8‭ ‬مواطنين‭ ‬سوريين‭ ‬تقدموا‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬العليا،‭ ‬شعبة‭ ‬مقاعد‭ ‬الملكة‭ ‬في‭ ‬لندن‭.‬

ويدعي‭ ‬السوريون‭ ‬أنهم‭ ‬فقدوا‭ ‬منازلهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬التجارية‭ ‬وعانوا‭ ‬من‭ ‬ضرر‭ ‬مادي‭ ‬وعقلي‭ ‬بسبب‭ ‬نشاطات‭ ‬جبهة‭ ‬النصرة‭.‬

ويتولى‭ ‬معتز‭ ‬الخياط‭ ‬ورامز‭ ‬الخياط‭ ‬منصبي‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المجموعة‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬المجموعة‭ ‬والرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمؤسسة‭ ‬مالية‭ ‬تملك‭ ‬وتدير‭ ‬شركة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬شركات‭ ‬الألبان‭ ‬القطرية‭.‬

وبحسب‭ ‬الوثائق،‭ ‬فإن‭ ‬المدعين‭ ‬يزعمون‭ ‬وقوع‭ ‬خسائر‭ ‬وأضرار‭ ‬جسيمة‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬إصاباتٍ‭ ‬جسدية‭ ‬ونفسية‭ ‬وتدمير‭ ‬للممتلكات‭ ‬وتهجير‭ ‬قسري‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬بسبب‭ ‬التمويل‭ ‬المزعوم‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الخياط‭ ‬عبر‭ ‬بنك‭ ‬الدوحة‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬بنك‭ ‬الدوحة‭ ‬مُدرج‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬القضائية‭ ‬كمدعى‭ ‬عليه‭ ‬ثالث‭.‬

وتُضيف‭ ‬الوثيقة‭ ‬“علِمَ‭ ‬المُدعى‭ ‬عليهم‭ (‬أو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬عليهم‭ ‬معرفة‭) ‬أن‭ ‬التمويلات‭ ‬المُرسلة‭ ‬عن‭ ‬طريقهم‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬حساباتهم‭ ‬كانت‭ ‬موجهة‭ ‬لصالح‭ ‬جبهة‭ ‬النصرة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬خرقوا‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والوطنية،‭ ‬وارتكبوا‭ ‬أعمالًا‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬السوري”‭.‬

كما‭ ‬يزعم‭ ‬أن‭ ‬التمويل‭ ‬تم‭ ‬تسهيل‭ ‬مروره‭ ‬مقابل‭ ‬دفع‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬عبر‭ ‬بنك‭ ‬الدوحة‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سُحبت‭ ‬الأموال‭ ‬ونُقلت‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬سوريا،‭ ‬حيث‭ ‬يُزعم‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الجماعات‭ ‬الجهادية‭ ‬الإرهابية‭.‬

وتواصل‭ ‬موقع‭ ‬“فوود‭ ‬نيفيغيتور‭ ‬آسيا”‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬القطرية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تعليق،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يتلقَ‭ ‬أي‭ ‬رد‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬نشر‭ ‬المادة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬ريتشارد‭ ‬وايتيتنج،‭ ‬كبير‭ ‬ممثلي‭ ‬بنك‭ ‬الدوحة‭ ‬فرع‭ ‬لندن‭ ‬لصحيفة‭ ‬صنداي‭ ‬تايمز‭ ‬“سوف‭ ‬يلجأ‭ ‬بنك‭ ‬الدوحة‭ ‬إلى‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فالبنك‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬المزاعم‭ ‬المُدعى‭ ‬بها‭ ‬ضده‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬ودون‭ ‬مبررات”‭.‬

الدور‭ ‬السياسي‭ ‬للشركة‭ ‬القطرية

ويتمثل‭ ‬ما‭ ‬تشتهر‭ ‬به‭ ‬الشركة‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬الألبان‭ ‬داخل‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مزارع‭ ‬الألبان‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬المقاطعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬مجاورة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭.‬

كما‭ ‬تُنتج‭ ‬الشركة‭ ‬أنواعًا‭ ‬مُختلفة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الحليب‭ ‬الطازج،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬مثل‭: ‬الزبادي‭ ‬والجبن‭ ‬والكريمة‭ ‬والحلويات‭. ‬ومنذ‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬باتت‭ ‬الشركة‭ ‬مستحوذة‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬95‭ % ‬من‭ ‬حصة‭ ‬سوق‭ ‬الألبان‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

ووفقًا‭ ‬لوكالة‭ ‬رويترز،‭ ‬فإن‭ ‬الشركة‭ ‬توفر‭ ‬أيضًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭% ‬من‭ ‬الحليب‭ ‬الطازج‭ ‬في‭ ‬قطر،‭ ‬وأنها‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬التصدير‭ ‬إلى‭ ‬أفغانستان‭ ‬واليمن‭ ‬وعُمان‭.‬