في الصباح تبدأ المصارعة... ودماء الأضحية تطرد الجن

عادات غريبة للشعوب في عيد الأضحى

| حوراء جعفر

عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬العيدين‭ ‬لدى‭ ‬المسلمين،‭ ‬ويوافق‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬وقفة‭ ‬يوم‭ ‬عرفة،‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬فيه‭ ‬الحجاج‭ ‬المسلمون‭ ‬لتأدية‭ ‬مناسك‭ ‬الحج،‭ ‬وينتهي‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬ذو‭ ‬الحجة،‭ ‬وباختلاف‭ ‬المسلمين‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬يختلف‭ ‬الاحتفال‭ ‬وكيفية‭ ‬استقبال‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العظيمة،‭ ‬فلكل‭ ‬دولة‭ ‬وشعب‭ ‬طريقة‭ ‬يتميز‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬استقبال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬فمثلما‭ ‬الزواج‭ ‬اختلفت‭ ‬في‭ ‬مراسمه‭ ‬الشعوب‭ ‬كذلك‭ ‬اختلفت‭ ‬طرق‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بالعيد‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭.‬

فليلة‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬تخصص‭ ‬لتسليم‭ ‬جوائز‭ ‬المسابقة‭ ‬العالمية‭ ‬للقرآن‭ ‬وهي‭ ‬عادة‭ ‬سنوية،‭ ‬وفي‭ ‬صباح‭ ‬العيد‭ ‬يتسابق‭ ‬المسلمون‭ ‬إلى‭ ‬المساجد‭ ‬بالملابس‭ ‬التقليدية‭ ‬والبيضاء،‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الصلاة‭ ‬يرددون‭ ‬جملة‭ ‬“ماف‭ ‬زاهير‭ ‬دان‭ ‬باتين”‭ ‬وهي‭ ‬جملة‭ ‬ماليزية‭ ‬تعني‭ ‬اغفر‭ ‬لي‭ ‬أخطائي‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬فلديهم‭ ‬عادة‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬قومية‭ ‬الويغور‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شنغ‭ ‬ينغ‭ ‬شمال‭ ‬غربي‭ ‬الصين،‭ ‬حيث‭ ‬يعتلي‭ ‬أحد‭ ‬المتمرسين‭ ‬على‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬جواده‭ ‬والقدوم‭ ‬مسرعا‭ ‬لالتقاط‭ ‬الأضحية‭ ‬مع‭ ‬الحذر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬منه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يجتمع‭ ‬عليها‭ ‬أهل‭ ‬القرية‭ ‬مع‭ ‬شيخ‭ ‬الدين‭ ‬لتلاوة‭ ‬الأدعية‭ ‬والآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬لما‭ ‬يقارب‭ ‬5‭ ‬دقائق،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يذبح‭ ‬الشيخ‭ ‬الأضحية،‭ ‬ويوزع‭ ‬ثلثها‭ ‬على‭ ‬الفقراء،‭ ‬وثلث‭ ‬على‭ ‬الأقارب،‭ ‬والثلث‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأضحية‭.‬

ولدى‭ ‬الجزائريين‭ ‬طريقة‭ ‬احتفال‭ ‬غريبة‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وهي‭ ‬مصارعة‭ ‬الأكباش،‭ ‬حيث‭ ‬يجتمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الحي‭ ‬ويشترك‭ ‬مجموعة‭ ‬ممن‭ ‬لديهم‭ ‬أكباش،‭ ‬وتبدأ‭ ‬بصراع‭ ‬بين‭ ‬الأكباش‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬بفوز‭ ‬كبش‭ ‬واحد،‭ ‬فيقوم‭ ‬الأطفال‭ ‬بممارسة‭ ‬الفعل‭ ‬ذاته‭ ‬مع‭ ‬الأضحية‭ ‬التي‭ ‬اشترتها‭ ‬أسرتهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬لا‭ ‬تحبذ‭ ‬هذا‭ ‬ولكن‭ ‬الشعب‭ ‬مازال‭ ‬يقوم‭ ‬به‭.‬

أما‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬فلديه‭ ‬معتقد‭ ‬غريب‭ ‬عن‭ ‬الأضحية،‭ ‬فهم‭ ‬ينتقون‭ ‬الأضحية‭ ‬بمعايير‭ ‬دقيقة‭ ‬جدا؛‭ ‬لأنها‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬تقدم‭ ‬لله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بأحسن‭ ‬صورة،‭ ‬كما‭ ‬ويعتقد‭ ‬الليبيون‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬المسلم‭ ‬امتطاء‭ ‬الأضحية‭ ‬ليدخل‭ ‬على‭ ‬ظهرها‭ ‬الجنة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أسطورة‭ ‬أنوبيس‭ ‬الكلب‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬يمتطيه‭ ‬الموتى‭ ‬للنزول‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬السفلي‭ ‬بعد‭ ‬الموت‭ ‬حسب‭ ‬الأساطير‭ ‬الفرعونية‭ ‬القديمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أعطاء‭ ‬الأضحية‭ ‬الماء‭ ‬وحرق‭ ‬نوع‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬البخور‭ ‬يدعى‭ ‬“الجاوي”،‭ ‬ويقومون‭ ‬بعمل‭ ‬حفرة‭ ‬لوضع‭ ‬دماء‭ ‬الأضحية‭ ‬مع‭ ‬رشها‭ ‬بالملح‭ ‬على‭ ‬اعتقاد‭ ‬بأنها‭ ‬تطرد‭ ‬الجن‭.‬

ويتشابه‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬مع‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الدم‭ ‬يطرد‭ ‬الجن‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬رشات‭ ‬من‭ ‬الملح،‭ ‬أو‭ ‬ملء‭ ‬فم‭ ‬الأضحية‭ ‬بالملح‭ ‬وإنزال‭ ‬رأسها‭ ‬للأسفل‭ ‬والبعض‭ ‬يقوم‭ ‬بطمس‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬دماء‭ ‬الأضحية‭ ‬أو‭ ‬وضع‭ ‬الدماء‭ ‬على‭ ‬الجدران،‭ ‬بينما‭ ‬نساء‭ ‬المغرب‭ ‬يحتفظن‭ ‬بأمعاء‭ ‬الأضحية‭ ‬لاعتقادهن‭ ‬بأنها‭ ‬تشفي‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬الفرح‭ ‬لدى‭ ‬المغربيين‭ ‬مهرجان‭ ‬”بوجلود”،‭ ‬وهو‭ ‬مهرجان‭ ‬يتنكر‭ ‬فيه‭ ‬الناس‭ ‬بملابس‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬جلد‭ ‬الماعز‭ ‬والخرفان،‭ ‬ويكون‭ ‬الاحتفال‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬حيث‭ ‬يخرج‭ ‬إليها‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬للغناء‭ ‬والرقص‭.‬

أما‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬فيكون‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية،‭ ‬حيث‭ ‬يتجمع‭ ‬الناس‭ ‬هناك‭ ‬ويرقصون‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬أغان‭ ‬شعبية؛‭ ‬فرحا‭ ‬وسرورا‭ ‬بالعيد،‭ ‬ويكون‭ ‬الرقص‭ ‬بالخنجر‭ ‬المعروف‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬اليمن‭ ‬مع‭ ‬بندقية‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬الكتف‭.‬

وشعوب‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬تقوم‭ ‬بزيارة‭ ‬القبور‭ ‬وقراءة‭ ‬آيات‭ ‬وأدعية‭ ‬للمتوفى،‭ ‬وأيضا‭ ‬تكثر‭ ‬صلة‭ ‬الرحم‭ ‬وزيارة‭ ‬الأقارب‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬العيد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الظهر‭ ‬فتكون‭ ‬هنالك‭ ‬وجبة‭ ‬دسمة‭ ‬ينتظرها‭ ‬الكثيرون‭.‬

وفي‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الذي‭ ‬تربى‭ ‬عليها‭ ‬الأجيال‭ ‬هي‭ ‬احتفال‭ ‬الأطفال‭ ‬بإلقاء‭ ‬أضحيتهم‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬مع‭ ‬ترديد‭ ‬أنشودة‭ ‬“حية‭ ‬بيه،‭ ‬راحت‭ ‬حية،‭ ‬ويات‭ ‬حية،‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬لحنينية،‭ ‬عشيناك‭ ‬وغديناك‭ ‬وقطيناك،‭ ‬لا‭ ‬تدعين‭ ‬على‭ ‬حلليني‭ ‬يا‭ ‬حيتي”‭. ‬و‭ ‬“الحية‭ ‬بية”‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حصيرة‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬ويتم‭ ‬تغذيتها‭ ‬بالشعير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكبر‭ ‬وترمى‭ ‬في‭ ‬البحر‭.‬