يقتني عملات ورقية نادرة من شتى بلاد العالم

حافظ عبدالغفار.. صحافي صاحب هوايات متعددة

| إبراهيم النهام | تصوير خليل إبراهيم

حافظ‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبدالغفار،‭ ‬صحافي‭ ‬وعاشق‭ ‬للقديم،‭ ‬وصاحب‭ ‬هوايات‭ ‬متعددة،‭ ‬عضو‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للهواة،‭ ‬يحرص‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬المزادات‭ ‬المحلية‭ ‬والخليجية،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬كانت‭ ‬الوثائق‭ ‬والتذكارات‭ ‬والصور‭ ‬القديمة‭ ‬تستهويه‭ ‬وتستوقفه‭. ‬زارته‭ (‬البلاد‭) ‬في‭ ‬منزله‭ ‬وطافت‭ ‬أرجاء‭ ‬الزوايا‭ ‬المخصصة‭ ‬لعرض‭ ‬ما‭ ‬يقتنيه‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬متميزة‭ ‬وفريدة‭ ‬ظفر‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جولاته‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬العالم‭.‬

وبجانب‭ ‬هواياته‭ ‬المتنوعة،‭ ‬فهو‭ ‬قد‭ ‬أطلق‭ ‬مؤخرا‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مطبوعة‭ ‬دورية‭ ‬أسماها‭ (‬رويال‭) ‬تختص‭ ‬بالسرد‭ ‬التوثيقي‭ ‬والهوايات‭ ‬والمزادات‭ ‬والمقتنيات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬على‭ ‬افتتاحه‭ ‬دكانا‭ ‬يختص‭ ‬ببيع‭ ‬وتوفير‭ ‬المواد‭ ‬التراثية‭ ‬والقطع‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الهواة‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أذواقهم‭. ‬

وخلال‭ ‬زياراته‭ ‬المتعددة‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬يحرص‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬تذكار‭ ‬ولو‭ ‬بسيط‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬يزوره،‭ ‬صحيفة‭ ‬أو‭ ‬علما‭ ‬أو‭ ‬قلما‭ ‬أو‭ ‬عملة‭.‬

فما‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ (‬متحفه‭) ‬الصغير‭ ‬حتى‭ ‬يخيل‭ ‬لك‭ ‬أنك‭ ‬تزور‭ ‬متحفا‭ ‬كبيرا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬والصور‭ ‬والعملات،‭ ‬يعجز‭ ‬نظرك‭ ‬أو‭ ‬تفكيرك‭ ‬بمدى‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬المقتنيات‭ ‬التي‭ ‬يحتويها‭ ‬هذا‭ (‬المتحف‭)‬،‭ ‬ولعل‭ ‬أفضل‭ ‬مسمى‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ (‬متحف‭ ‬حافظ‭).‬

ويبدأ‭ ‬حافظ‭ ‬عبدالغفار‭ ‬في‭ ‬سرد‭ ‬حكايات‭ ‬قطع‭ ‬العملات‭ ‬الورقية‭ ‬التي‭ ‬يقتنيها‭:‬

بدأت‭ ‬لدي‭ ‬هذه‭ ‬الهواية‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات،‭ ‬وكانت‭ ‬بدايتي‭ ‬بسيطة،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أجمع‭ ‬العملات‭ ‬الزائدة‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬عند‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬السفر،‭ ‬فكانت‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬يدي،‭ ‬وهكذا‭ ‬نمت‭ ‬لدي‭ ‬هذه‭ ‬الهواية،‭ ‬فأصبحت‭ ‬لدي‭ ‬أطقم‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬عملات‭ ‬كل‭ ‬بلد‭.‬

وتدريجيا،‭ ‬توسعت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهواية‭ ‬من‭ ‬إطار‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬فالعربية‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مقتنيات‭ ‬صعبة‭ ‬ونادرة‭ ‬مثل‭ ‬العملات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬وعملات‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬لمسمى‭ (‬عملات‭ ‬التشيك‭) ‬و‭(‬عملات‭ ‬سلوفاكيا‭)‬،‭ (‬عملات‭ ‬قيصرية‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفييتي‭)‬،‭ (‬عملة‭ ‬قطر‭ ‬ودبي‭)‬،‭ (‬عملة‭ ‬الجزائر‭ ‬وتونس‭)‬،‭ (‬عملة‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭). ‬وبعض‭ ‬عملات‭ ‬النماذج‭ (‬سبيسمن‭) ‬التي‭ ‬توزعها‭ ‬البنوك‭ ‬المركزية‭ ‬احتفالا‭ ‬بأول‭ ‬إصداراتها‭ ‬النقدية،‭ ‬وأيضا‭ ‬أحتفظ‭ ‬بالعملات‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطباعية‭ ‬أو‭ ‬الأخطاء‭ ‬الفنية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملات‭ ‬تحمل‭ ‬الرقم‭ ‬التسلسلي‭ ‬نفسه‭ ‬مثل‭ ‬333333‭ ‬أو‭ ‬555555‭ ‬أو‭ ‬888888‭.‬

هوايات‭ ‬متعددة

يفخر‭ ‬حافظ‭ ‬باقتنائه‭ ‬بطاقة‭ ‬دعوة‭ ‬أصلية‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬الملك‭ ‬فاروق‭ ‬يتضمن‭ ‬نصها‭ ‬دعوة‭ ‬لحضور‭ ‬حفلة‭ ‬شاي‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬القصر‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬أكتوبر1927،‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬مقتنياته‭ ‬بطاقات‭ ‬الهاتف‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ (‬المنتهية‭ ‬الصلاحية‭)‬،‭ ‬والصور‭ ‬التاريخية‭ ‬الأصلية‭ (‬أسود‭ ‬وأبيض‭) ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الشخصيات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬والأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬المحلية،‭ ‬كذلك‭ ‬الأقلام‭ ‬الخاصة‭ ‬وأجهزة‭ ‬الهواتف‭ ‬القديمة‭ ‬وبوصلة‭ ‬كانت‭ ‬تستخدم‭ ‬بفترة‭ ‬الغوص‭ ‬مع‭ ‬ميزان‭ ‬قديم‭ ‬خاص‭ ‬لوزن‭ ‬اللؤلؤ‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تقدم،‭ ‬فإن‭ ‬مسلسل‭ ‬الهوايات‭ ‬لا‭ ‬ينتهي،‭ ‬فهناك‭ ‬رفوف‭ ‬خاصة‭ ‬وضعت‭ ‬عليها‭ ‬الأعداد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الإصدارات‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬صحف‭ ‬ومجلات‭ ‬ونشرات‭ ‬وجميعها‭ ‬تحمل‭ ‬عبارة‭ (‬العدد‭ ‬الأول‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬الإصدارات‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬عبارة‭ (‬العدد‭ ‬الأخير‭) ‬أو‭ (‬العدد‭ ‬صفر‭).‬

كذلك‭ ‬يقتني‭ ‬حافظ‭ ‬ببعض‭ ‬نماذج‭ ‬لبطاقات‭ ‬التصويت‭ ‬الخاصة‭ ‬بالانتخابات‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التذكار‭.‬

ولم‭ ‬ينسَ‭ ‬اقتناء‭ ‬وحفظ‭ ‬كتبه‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة‭ ‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ‬مع‭ ‬دفاترها‭ ‬العتيقة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬للجانب‭ ‬التعليمي‭ ‬حيزا‭ ‬من‭ ‬المعروضات‭ ‬في‭ ‬غرفته‭.‬

مقتنيات‭ ‬نادرة

خلال‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬عملات‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬بعضها‭ ‬نادر،‭ ‬سواء‭ ‬خليجية‭ ‬أو‭ ‬عربية‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وأبرز‭ ‬المقتنيات‭ ‬التي‭ ‬أملكها‭ ‬هي‭ ‬عملة‭ ‬روسية‭ ‬منذ‭ ‬1780‭ ‬وأيضا‭ ‬عملة‭ ‬روسية‭ ‬أخرى‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1878‭.‬

وأقتني‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬النادرة‭ ‬فئة‭ ‬2‭ ‬دولار‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬أوقفت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إصدارها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وحرصت‭ ‬خلال‭ ‬زيارتين‭ ‬قمت‭ ‬بهما‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬مقر‭ ‬طباعة‭ ‬الدولارات‭ ‬الأميركية،‭ ‬حيث‭ ‬يضم‭ ‬هذا‭ ‬المقر‭ ‬متحفا‭ ‬خاصا‭ ‬للهواة‭ ‬اشتريت‭ ‬منه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬التذكارات‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ (‬شيته‭) ‬من‭ ‬فئة‭ ‬2‭ ‬دولار‭ ‬وتضم‭ ‬16‭ ‬قطعة‭ ‬متشابكة‭ ‬غير‭ ‬مقطعة‭.‬

ومن‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬أحتفظ‭ ‬به‭ ‬عملة‭ ‬أصدرتها‭ ‬جمهورية‭ ‬هنغاريا‭ ‬العام‭ ‬1946‭ ‬فئة‭ (‬مليار‭ ‬ميلبينغو‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬التضخم‭ ‬وانخفاض‭ ‬قيمة‭ ‬العملة‭ ‬بذلك‭ ‬البلد‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أحتفظ‭ ‬بعملات‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الفئات‭ ‬المرتفعة‭ ‬على‭ ‬شاكلة‭ ‬عملات‭ ‬تركيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬النازية‭ (‬فئة‭ ‬مليون‭ ‬وفئة‭ ‬10‭ ‬ملايين‭)‬،‭ ‬كذلك‭ ‬البوسنة‭ (‬فئة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬وفئة‭ ‬500‭ ‬مليون‭).‬

ومن‭ ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬صور‭ ‬العملات‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬خاضعة‭ ‬للنفوذ‭ ‬البريطاني‭ (‬دول‭ ‬الكومنولث‭)‬،‭ ‬فهي‭ ‬تضع‭ ‬صورة‭ ‬الملكة‭ ‬إليزابيث‭ ‬على‭ ‬عملاتها‭ ‬مثل‭ ‬كندا،‭ ‬نيوزلندا،‭ ‬أستراليا،‭ ‬فيجي،‭ ‬الباهاما،‭ ‬برمودا،‭ ‬جبل‭ ‬طارق،‭ ‬سانت‭ ‬هيلانة،‭ ‬شرق‭ ‬الكاريبي‭ ‬وغيرها‭.‬

مقتنياتي‭ ‬ملكي‭!‬

لا‭ ‬أفرِّط‭ ‬في‭ ‬مجموعاتي‭ ‬الخاصة‭ ‬باستثناء‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬العملات‭ ‬المتكررة‭ ‬فإنني‭ ‬اقوم‭ ‬إما‭ ‬بالتبادل‭ ‬مع‭ ‬الهواة‭ ‬الآخرين‭ ‬أو‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬المزاد‭ ‬الأسبوعي‭ ‬الذي‭ ‬تقيمه‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لهواة‭ ‬الطوابع‭ ‬مساء‭ ‬كل‭ ‬خميس‭ ‬في‭ ‬مقرها‭ ‬في‭ ‬العدلية‭ ‬والدعوة‭ ‬عامة‭ ‬للجميع‭ ‬الحضور،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬عرض‭ ‬وبيع‭ ‬وشراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المقتنيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمختلف‭ ‬الهوايات‭ ‬مثل‭ ‬الطوابع‭ ‬والعملات‭ ‬والوثائق‭ ‬والصور‭ ‬والتحف‭ ‬وغيرها‭.‬

وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقتنيات‭ ‬والأشياء‭ ‬القديمة‭ ‬تدخل‭ ‬داري،‭ ‬فتكون‭ ‬لها‭ ‬مستقرا‭ ‬أبدياً‭!... ‬بمعنى‭ ‬إنني‭ ‬غير‭ ‬مستعد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬التفريط‭ ‬بأي‭ ‬منها،‭ ‬لا‭ ‬ضمن‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬ولا‭ ‬عملية‭ ‬مقايضة‭ ‬ولا‭ ‬خلال‭ ‬مزاد‭!‬

زيارات‭ ‬دول‭ ‬العالم

زرت‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬كافة،‭ ‬وأغلب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اليابان‭ ‬وتايلند‭ ‬وهونغ‭ ‬كونغ‭ ‬والفلبين‭ ‬والهند‭ ‬وباكستان‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وإيران‭ ‬وسيشل‭ ‬وهولندا‭ ‬وتركيا‭ ‬والتشيك‭ ‬ورومانيا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬وقبرص‭ ‬والسنغال‭ ‬والسودان‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وأثناء‭ ‬زيارتي‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬أركز‭ ‬اهتمامي‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬تراثها‭ ‬وثقافة‭ ‬شعبها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تكوين‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬هناك‭ ‬الذين‭ ‬أتواصل‭ ‬معهم‭ ‬باستمرار‭ ‬بعد‭ ‬العودة‭ ‬للبلاد‭.‬

زيارة‭ ‬أفغانستان

ويتذكر‭ ‬حافظ‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬العاصمة‭ ‬الأفغانية‭ (‬كابل‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬2005‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬فقيرة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬قندهار،‭ ‬وهناك‭ ‬لفت‭ ‬نظره‭ ‬أحد‭ ‬الباعة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يبيع‭ ‬تذكارات‭ ‬الغزو‭ ‬السوفياتي‭ ‬لأفغانستان‭! ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أمضى‭ ‬باقي‭ ‬يومه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬السوق،‭ ‬إذ‭ ‬ظفر‭ ‬بخوذة‭ ‬جندي‭ ‬سوفياتي‭ ‬وحزام‭ ‬بنطاله‭ ‬العسكري،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬راح‭ ‬البائع‭ ‬يلف‭ ‬البضاعة‭ ‬بورق‭ ‬صحف‭ ‬بانتظار‭ ‬أن‭ ‬يقبض‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬دفعته‭ ‬له‭ ‬مضاعفا‭!‬

ويكشف‭ ‬استغراب‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬أقارب‭ ‬أو‭ ‬معارف‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬ما،‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬يدفع‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لمجرد‭ ‬اقتناء‭ ‬قلم‭ ‬أو‭ ‬ولاعة‭ ‬أو‭ ‬عملة‭ ‬أو‭ ‬دبوس‭ ‬أو‭ ‬ميدالية‭! ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأشياء‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬قيمة‭ ‬مستقبلية،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نادرة‭ ‬أو‭ ‬صعبة‭ ‬المنال،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬بلد‭ ‬المنشأ‭ ‬قد‭ ‬صنعت‭ ‬منها‭ ‬كميات‭ ‬قليلة‭!‬