الصناعات تعاني في تأمين المواد الأولية والمعدات بسبب الحظر المصرفي

تفاقم أزمة نقص الأدوية في إيران

| الرياض - الاقتصادية

قال‭ ‬عباس‭ ‬كبريائي‭ ‬زاده‭ ‬رئيس‭ ‬اتحاد‭ ‬منتجي‭ ‬الأدوية‭ ‬البشرية‭ ‬الإيرانية‭ ‬أمس،‭ ‬إن‭ ‬الصناعات‭ ‬الدوائية‭ ‬تعاني‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬المواد‭ ‬الأولية‭ ‬والمعدات‭ ‬بسبب‭ ‬الحظر‭ ‬المصرفي‭ ‬المفروض‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭.‬

وتفرض‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬منذ‭ ‬انسحابها‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أيار‭ (‬مايو‭) ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬إيران‭.‬

ونقلت‭ ‬“رويترز”،‭ ‬عن‭ ‬كبريائي،‭ ‬“إن‭ ‬شركات‭ ‬إنتاج‭ ‬الأدوية‭ ‬الإيرانية‭ ‬تعاني‭ ‬اليوم‭ ‬صعوبات‭ ‬ومشكلات‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬أبسط‭ ‬المعدات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال”،‭ ‬بحسب‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإيرانية‭ (‬أرنا‭).‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬أكد‭ ‬حشمت‭ ‬الله‭ ‬فلاحت‭ ‬بيشه،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬الإيراني‭ ‬إن‭ ‬بلاده‭ ‬ستعاني‭ ‬جراء‭ ‬نقص‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والأدوية‭ ‬بسبب‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تطبقها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وأضاف‭ ‬فلاحت‭ ‬بيشه،‭ ‬“بدأت‭ ‬الآن‭ ‬أزمة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأدوية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الأدوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بأمراض‭ ‬السرطان‭ ‬والأمراض‭ ‬المزمنة‭. ‬يتم‭ ‬إنتاج‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬إيران‭. ‬فيما‭ ‬يتم‭ ‬استيراد‭ ‬5‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬من‭ ‬الخارج”‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي،‭ ‬ستوجد‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬الأدوية‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭.‬

ومنذ‭ ‬عقود،‭ ‬تفرض‭ ‬واشنطن‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬على‭ ‬طهران،‭ ‬تم‭ ‬رفعها‭ ‬بعد‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬الدولي‭ ‬بشأن‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬عام‭ ‬2015‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬دانت‭ ‬محكمة‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬مينيسوتا،‭ ‬امرأة‭ ‬إيرانية‭ ‬بتهمة‭ ‬سرقتها‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬متطورة‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وتصديرها‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شركة‭ ‬وهمية‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬للقانون‭ ‬الأمريكي‭ ‬والعقوبات‭ ‬الدولية‭.‬

ووفقا‭ ‬لقناة‭ ‬“فوكس‭ ‬نيوز”،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬ممثلو‭ ‬الادعاء‭ ‬الفيدراليون،‭ ‬إن‭ ‬نيجار‭ ‬جودسكاني،‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬40‭ ‬عاما،‭ ‬وآخرين‭ ‬أسسوا‭ ‬شركة‭ ‬وهمية‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬لاستخدامها‭ ‬كواجهة‭ ‬أمامية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬محظورة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬في‭ ‬مينيسوتا‭ ‬وماساتشوستس‭.‬

وكانت‭ ‬جودسكاني‭ ‬قد‭ ‬اتهمت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬بانتهاك‭ ‬عقوبات‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬مينيسوتا،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بسنتين‭ ‬اعتقلت‭ ‬في‭ ‬أستراليا،‭ ‬وأصبح‭ ‬موضوع‭ ‬تسليمها‭ ‬قضية‭ ‬قانونية‭ ‬أخرى‭.‬

وقال‭ ‬محاميها‭ ‬روبرت‭ ‬ريتشمان‭ ‬“إنها‭ ‬قبلت‭ ‬اتفاقا‭ ‬مع‭ ‬المحكمة‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬إقرارها‭ ‬بالتهم‭ ‬وتحملها‭ ‬المسؤولية‭ ‬والحكم‭ ‬عليها‭ ‬مقابل‭ ‬إسقاط‭ ‬دعاوى‭ ‬أخرى‭ ‬ضدها”‭.‬

وأكد‭ ‬المحامي‭ ‬أن‭ ‬جودسكاني‭ ‬قررت‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬مقاومة‭ ‬قرار‭ ‬تسليمها‭ ‬الى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي،‭ ‬وبموجب‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬جلسة‭ ‬المحاكمة‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي،‭ ‬وافقت‭ ‬جودسكاني‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بتهمة‭ ‬التآمر‭ ‬للاحتيال‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬عقوبة‭ ‬محتملة‭ ‬قصوى‭ ‬مدتها‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬وغرامة‭ ‬قدرها‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭.‬

ووفقا‭ ‬لعريضة‭ ‬الاتهام‭ ‬والاتفاق‭ ‬فقد‭ ‬عملت‭ ‬جودسكاني‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬“فانا‭ ‬موج”‭ ‬ومقرها‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬وهي‭ ‬مختصة‭ ‬بمعدات‭ ‬الاتصالات‭ ‬الإذاعية‭ ‬والميكروويفية‭ ‬وزودتها‭ ‬بأنظمة‭ ‬الراديو‭ ‬وخدمة‭ ‬النطاق‭ ‬اللاسلكي‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

وقال‭ ‬ممثلو‭ ‬الادعاء‭ ‬إن‭ ‬جودسكاني‭ ‬وآخرين‭ ‬أسسوا‭ ‬شركة‭ ‬في‭ ‬ماليزيا،‭ ‬كواجهة‭ ‬لشراء‭ ‬المعدات‭ ‬المحظورة‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬وإعادة‭ ‬شحنها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭.‬

وكانت‭ ‬وزارة‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وضعت‭ ‬“فانا‭ ‬موج”‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الشركات‭ ‬المحظورة‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬متهمة‭ ‬إياها‭ ‬بتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭.‬