أيام ويعود حجاجنا كما ولدتهم أمهاتهم

قطع الكهرباء عن مخيمات عرفات “قرار ميداني فطن”

يقدم‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬بوحمود‭ ‬عبر‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬رسالة‭ ‬يومية‭ ‬عن‭ ‬موسم‭ ‬الحج،‭ ‬وتتضمن‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬مجموعة‭ ‬ملاحظات‭ ‬أو‭ ‬اقتراحات،‭ ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬رسالة‭ ‬اليوم

أبارك‭ ‬للبحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬وعموم‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬أعاده‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬بالخير‭ ‬والمسرات‭. ‬إنها‭ ‬أيام‭ ‬الخير‭ ‬والمحبة‭ ‬والتآخي‭ ‬والرحمة،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬الأفراح‭ ‬والأمل‭ ‬بكل‭ ‬الأيام‭.‬

أنهى‭ ‬ضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬أداء‭ ‬الركن‭ ‬الأعظم،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬المبيت‭ ‬في‭ ‬منى‭ ‬والصعود‭ ‬لمشعر‭ ‬عرفات‭ ‬الطاهر،‭ ‬ثم‭ ‬المبيت‭ ‬في‭ ‬مزدلفة‭ ‬والنفرة‭ ‬لرمي‭ ‬جمرة‭ ‬العقبة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬النحر‭. ‬حلق‭ ‬الحجاج‭ ‬رؤوسهم‭ ‬ونحروا‭ ‬هديهم‭ ‬وبذلك‭ ‬تحللوا‭ ‬التحلل‭ ‬الأصغر‭.‬

تستمر‭ ‬مشاعر‭ ‬الحجاج‭ ‬بالنفحات‭ ‬الإيمانية‭ ‬بعد‭ ‬أداء‭ ‬المناسك،‭ ‬إذ‭ ‬تبقى‭ ‬عليهم‭ ‬المبيت‭ ‬في‭ ‬منى‭ ‬ورمي‭ ‬الجمرات‭ ‬الثلاث‭ ‬ثم‭ ‬طواف‭ ‬الوداع‭ ‬ليعودوا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لديارهم‭ ‬سالمين‭ ‬مغفور‭ ‬لهم‭ ‬كما‭ ‬ولدتهم‭ ‬أماتهم‭.‬

رحمة‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بحجاجه‭ ‬أن‭ ‬أرسل‭ ‬لهم‭ ‬مطرا‭ ‬لطَّف‭ ‬الأجواء‭ ‬الحارة‭ ‬بصعيد‭ ‬عرفات‭ ‬الطاهر،‭ ‬وبخاصة‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬معروف‭ ‬بارتفاع‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجو‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تجربتي‭ ‬بمواسم‭ ‬الحج‭ ‬السابقة،‭ ‬فإن‭ ‬غزارة‭ ‬أمطار‭ ‬الخير‭ ‬والرياح‭ ‬المصاحبة‭ ‬لم‭ ‬يشهدها‭ ‬مشعر‭ ‬عرفة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭.‬

أشكر‭ ‬المطوف‭ ‬ورجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬السعودي‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬البعثة‭ ‬على‭ ‬قرارهم‭ ‬الحكيم‭ ‬بقطع‭ ‬الكهرباء‭ ‬عن‭ ‬مخيمات‭ ‬عرفات‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هطل‭ ‬مطر‭ ‬الخير‭ ‬الغزير‭ ‬أول‭ ‬أمس‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬الميداني‭ ‬احترازيا‭ ‬وحفاظا‭ ‬لسلامة‭ ‬الحجاج‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تماس‭ ‬كهربائي‭ ‬لا‭ ‬قدر‭ ‬الله‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬صائبا‭ ‬بزمانه‭ ‬ومكانه‭. ‬وشكرا‭ ‬على‭ ‬فطنة‭ ‬الإجراء‭ ‬بتوقيته‭.‬

لقد‭ ‬مر‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬بكل‭ ‬نجاح‭ ‬وتميز‭ ‬ويسر‭ ‬ويقف‭ ‬خلف‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬العظيم‭ ‬رجال‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬حكومة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬والتي‭ ‬هيأت‭ ‬السبل‭ ‬والإمكانات‭ ‬الضخمة‭ ‬لإنجاح‭ ‬الموسم‭. ‬ويشهد‭ ‬بذلك‭ ‬كل‭ ‬حاج‭.‬

أنوه‭ ‬بالجهود‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭ ‬اضطلعت‭ ‬بها‭ ‬لجان‭ ‬البعثة‭ ‬طوال‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭. ‬لقد‭ ‬ساهمت‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬والمتطوعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬سفراء‭ ‬للشخصية‭ ‬البحرينية‭ ‬أمام‭ ‬أقرانهم‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والاسلامية‭ ‬المتواجدين‭ ‬بالمشاعر‭ ‬المقدسة‭. ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتحايا‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬المعطاء‭.‬

لقد‭ ‬ساهم‭ ‬الامتثال‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬برعاية‭ ‬الحجاج‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬تذليل‭ ‬أي‭ ‬عقبة‭ ‬تواجه‭ ‬ضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬بموسم‭ ‬الحج‭. ‬وأجدد‭ ‬شكري‭ ‬وتقديري‭ ‬لوزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬لشؤون‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ورئيس‭ ‬البعثة‭ ‬الشيخ‭ ‬عدنان‭ ‬القطان‭ ‬وأركان‭ ‬البعثة‭ ‬على‭ ‬إنفاذهم‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬بما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬اجراءات‭ ‬تفويج‭ ‬الحجاج‭ ‬واستكمال‭ ‬أداء‭ ‬المناسك‭ ‬بكل‭ ‬يسر‭ ‬وسهولة‭.‬