كوادر الحملات: تخطيط.. تنافس.. و “ربع تعاونوا”..

| سعيد محمد

تنفرد‭ ‬حملات‭ ‬الحج‭ ‬البحرينية‭ ‬دون‭ ‬سائر‭ ‬الحملات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬بميزة‭ ‬التعاون‭ ‬الرائع‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬والإداريين‭ ‬والكوادر‭ ‬العاملة،‭ ‬ويظهر‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬أوجه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬يوم‭ ‬عرفة،‭ ‬وهو‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة،‭ ‬حيث‭ ‬يتواصل‭ ‬العمل‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬لتجهيز‭ ‬مخيمات‭ ‬“الموقف”،‭ ‬ولا‭ ‬يتوقف‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬إداريي‭ ‬الحملات‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬“ربع‭ ‬تعاونوا”؛‭ ‬للاستعانة‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬العمل‭.‬

رسومات‭ ‬ومرافق

وحال‭ ‬استلام‭ ‬مساحات‭ ‬المخيمات‭ ‬المخصصة‭ ‬لكل‭ ‬حملة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬مضى،‭ ‬تبدأ‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬لجان‭ ‬المخيمات‭ ‬بتمهيد‭ ‬الأرض‭ ‬وتشييد‭ ‬الخيام‭ ‬والمرافق‭ ‬كدورات‭ ‬المياه‭ ‬والمخزن‭ ‬وأماكن‭ ‬إعداد‭ ‬الطعام‭ ‬والمساحات‭ ‬المحيطة‭ ‬بالخيام،‭ ‬ولكل‭ ‬حملة‭ ‬خطة‭ ‬عملها‭ ‬ورسوماتها‭ ‬الهندسية‭ ‬ومستوى‭ ‬خيامها‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الحملات،‭ ‬الكبيرة‭ ‬والصغيرة‭ ‬منها،‭ ‬لتوفير‭ ‬أقصى‭ ‬راحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬العظيم‭ ‬للحجيج،‭ ‬ويقول‭ ‬إداري‭ ‬حملة‭ ‬“التزكية”‭ ‬عيسى‭ ‬إبراهيم‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إنه‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬الكوادر‭ ‬جاهزة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لتجهيز‭ ‬المخيمات‭ ‬في‭ ‬عرفات‭ ‬ومنى‭ ‬ومزدلفة،‭ ‬ولها‭ ‬خبرتها‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬البحرينيين‭ ‬يتميزون‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتعاضد‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬المساعدة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتجت‭ ‬لأبسط‭ ‬التجهيزات،‭ ‬فتجدها‭ ‬عندك‭ ‬مخيم‭ ‬“جيرانك”‭.‬

حركة‭ ‬مكوكية‭ ‬

وتشهد‭ ‬عمليات‭ ‬تجهيز‭ ‬المخيمات‭ ‬حركة‭ ‬مكوكية‭ ‬لفرق‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬وجبل‭ ‬عرفات‭ ‬ذهابًا‭ ‬وإيابًا‭ ‬لاستكمال‭ ‬المرافق‭ ‬كافة،‭ ‬فيما‭ ‬تفضل‭ ‬بعض‭ ‬الحملات‭ ‬توكيل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬متعهد‭ ‬ليقوم‭ ‬بكامل‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬تتواصل‭ ‬زيارات‭ ‬مسؤولي‭ ‬بعثة‭ ‬الحج‭ ‬البحرينية‭ ‬للمشاعر؛‭ ‬بهدف‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬معوقات،‭ ‬وقد‭ ‬زار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لبعثة‭ ‬الحج‭ ‬البحرينية،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬شؤون‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬خالد‭ ‬المالود‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬موقع‭ ‬حملات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عرفة‭ ‬والتقى‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الحملات‭ ‬وتابع‭ ‬معهم‭ ‬سير‭ ‬العمل‭.‬

الجميع‭ ‬يتفانى

ويعبر‭ ‬صاحب‭ ‬حملة‭ ‬القصاص‭ ‬“عيسى‭ ‬عبدالله‭ ‬القصاص”‭ ‬عبر‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬الامتنان‭ ‬للمسؤولين‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البعثة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬البحرينية‭ ‬جميعها‭ ‬على‭ ‬تفانيهم‭ ‬في‭ ‬العمل؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬تتميز‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬خدماتها‭ ‬للحجيج،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حملته‭ ‬استلمت‭ ‬مواقع‭ ‬مخيماته‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬وحال‭ ‬استلامها‭ ‬نشطت‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬المستلزمات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬من‭ ‬مفروشات‭ ‬وأجهزة،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الحملات‭ ‬الشقيقة‭ ‬لمساعدة‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭.‬

ويوم‭ ‬عرفة‭ ‬له‭ ‬مكانته‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الركن،‭ ‬وقد‭ ‬اختلف‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬سبب‭ ‬تسمية‭ ‬جبل‭ ‬عرفات‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم،‭ ‬حيث‭ ‬وردت‭ ‬عدّة‭ ‬أسباب‭ ‬لتسميته،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬نبينا‭ ‬آدم‭ ‬وأمنا‭ ‬حواء‭ ‬عليهما‭ ‬السلام،‭ ‬حينما‭ ‬أنزلهما‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الجنة‭ ‬إلى‭ ‬الأرض،‭ ‬أنزلهما‭ ‬في‭ ‬مكانين‭ ‬مختلفين،‭ ‬فكان‭ ‬موقع‭ ‬جبل‭ ‬عرفات‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬التقيا‭ ‬فيه،‭ ‬وتعارفا‭ ‬على‭ ‬بعضهما‭ ‬فيه،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬أن‭ ‬جبريل‭ ‬كان‭ ‬يطوف‭ ‬بنبينا‭ ‬إبراهيم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬ويعلمه‭ ‬المناسك‭ ‬والمشاهد،‭ ‬وكان‭ ‬يطوف‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الجبل،‭ ‬ويردد‭ ‬له‭ ‬قوله‭ : ‬“أعرفت،‭ ‬أعرفت”،‭ ‬وكان‭ ‬يرد‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭ ‬“عرفت،‭ ‬عرفت”،‭ ‬والوقوف‭ ‬بجبل‭ ‬عرفات‭ ‬هو‭ ‬المشعر‭ ‬الأقصى‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬الحج،‭ ‬وهو‭ ‬المشعر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الحرم،‭ ‬حيث‭ ‬يقف‭ ‬الحجاج‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬الظهر‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬الحجة،‭ ‬وقيل‭ ‬سمي‭ ‬بذلك‭ ‬لأن‭ ‬الناس‭ ‬يعترفون‭ ‬فيه‭ ‬بذنوبهم،‭ ‬ويطلبون‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يغفرها‭ ‬لهم،‭ ‬وأن‭ ‬يعفو‭ ‬عنهم‭.‬