المتهم الأول من ذوي الأسبقيات ومطلوب في أكثر من قضية

الحكم على وافدين زوّرا بطاقات الهوية

| عباس إبراهيم

حجزت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬النظر‭ ‬بقضية‭ ‬تزوير‭ ‬لبطاقات‭ ‬الهوية‭ ‬ورخص‭ ‬السياقه،‭ ‬ارتكبها‭ ‬وافدين‭ ‬في‭ ‬الثلاثينات‭ ‬من‭ ‬عمرهما،‭ ‬بهدف‭ ‬استئجار‭ ‬سيارات‭ ‬ثم‭ ‬بيعها‭ ‬خردة‭ ‬“سكراب”،‭ ‬وأدواتهم‭ ‬للجريمة‭ ‬تمثلت‭ ‬بطابعة‭ ‬بطاقات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وكمبيوتر‭ ‬محمول؛‭ ‬وذلك‭ ‬للنطق‭ ‬بالحكم‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬وأمرت‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬للشرطة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬آسيوي‭ ‬من‭ ‬جنسيتهما،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اشترى‭ ‬سيارة‭ ‬“سكراب”‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بقيمة‭ ‬750‭ ‬دينارا،‭ ‬لكنه‭ ‬عندما‭ ‬تحقق‭ ‬عن‭ ‬سجل‭ ‬المركبة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬اتضح‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬سيارة‭ ‬بهذا‭ ‬الرقم،‭ ‬فحاول‭ ‬الاتصال‭ ‬بالمتهم‭ ‬الأول‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬إرجاع‭ ‬المبلغ‭ ‬وتسليمه‭ ‬السيارة‭ ‬المباعة‭ ‬وورقة‭ ‬المبايعة،‭ ‬وفي‭ ‬الموعد‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬بينهما‭ ‬حضر‭ ‬المذكور‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬مستند‭ ‬المبايعة‭ ‬وهرب‭ ‬من‭ ‬المكان‭.‬

فأجرى‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬تحقيقهم‭ ‬حول‭ ‬المركبة،‭ ‬والتي‭ ‬عند‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬بياناتها‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬“نجم”‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬تابعة‭ ‬لشركة‭ ‬تأجير‭ ‬سيارات،‭ ‬ومسجل‭ ‬ضدها‭ ‬بلاغ‭ ‬ومطلوبة‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬النبيه‭ ‬صالح،‭ ‬إذ‭ ‬أبلغ‭ ‬موظف‭ ‬شركة‭ ‬التأجير‭ ‬ضدها،‭ ‬والذي‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬شخصا‭ ‬حضر‭ ‬إليه‭ ‬وسلمه‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬واستأجر‭ ‬تلك‭ ‬السيارة،‭ ‬وبالاستعلام‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬صاحب‭ ‬الهوية‭ ‬المسلمة‭ ‬للشركة‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭.‬

لذا‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬سوى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬تلك‭ ‬السيارة،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هويته،‭ ‬حيث‭ ‬تمكن‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬تزوير‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬لشخص‭ ‬آسيوي‭ ‬غادر‭ ‬البلاد‭ ‬واستأجر‭ ‬باسمه‭ ‬تلك‭ ‬السيارة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬باعها‭ ‬بهوية‭ ‬مزورة‭ ‬للمبلغ‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬“سكراب”‭.‬

كما‭ ‬علمت‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأسبقيات‭ ‬بهذا‭ ‬المجال‭ ‬ومطلوب‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قضية،‭ ‬وتلقوا‭ ‬معلومات‭ ‬حوله‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬متواجد‭ ‬بتلك‭ ‬اللحظة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬المعارض،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تمكن‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭.‬

وأثناء‭ ‬عملية‭ ‬تفتيشه‭ ‬ذاتيا‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬بحوزته‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬قيادة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬عليها‭ ‬صورته،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بحوزته‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬ثان‭ ‬وعليها‭ ‬أيضا‭ ‬صورته‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2006،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬كفيله‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أو‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية،‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الصباغة،‭ ‬لكن‭ ‬مدخوله‭ ‬كان‭ ‬ضعيفا‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬حاجته،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬صديقه‭ ‬الذي‭ ‬يقيم‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬السكن‭ ‬“المتهم‭ ‬الثاني”‭ ‬على‭ ‬تزوير‭ ‬رخص‭ ‬قيادة‭ ‬لأشخاص‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭.‬

وبالفعل‭ ‬اشتريا‭ ‬طابعة‭ ‬خاصة‭ ‬بطباعة‭ ‬البطاقات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬وجهاز‭ ‬كمبيوتر‭ ‬محمول‭ ‬“لاب‭ ‬توب”،‭ ‬واستعملا‭ ‬أحد‭ ‬البرامج‭ ‬لارتكاب‭ ‬عمليات‭ ‬التزوير،‭ ‬مبينا‭ ‬أنهما‭ ‬استخدما‭ ‬فعلا‭ ‬بطاقة‭ ‬مزورة‭ ‬في‭ ‬استئجار‭ ‬سيارة‭ ‬وبيعها‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬والذي‭ ‬أبلغ‭ ‬ضده‭ ‬لاحقا‭.‬