الركن الأعظم يزيل الطبقية والبحرينيون تجدهم يدًا واحدة

لقاءات محبة وصور مع معروفين بموسم الحج

| سعيد محمد

ربما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬“الواتس‭ ‬أب”،‭ ‬وربما‭ ‬كانوا‭ ‬أهل‭ ‬“نفس‭ ‬الفريج”،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬هم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬إدارات‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الشركة،‭ ‬أو‭ ‬لعلهم‭ ‬لم‭ ‬يغيبوا‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المعارف‭ ‬من‭ ‬الأقارب‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والمعارف‭ ‬والجيران،‭ ‬تغمرهم‭ ‬السعادة‭ ‬حين‭ ‬يلتقون‭ ‬ببعضهم‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المقدسة‭.‬

وكان‭ ‬الحاج‭ ‬أحمد‭ ‬مطر‭ ‬“من‭ ‬حملة‭ ‬الأحباب”‭ ‬سعيدًا‭ ‬جدًا‭ ‬وهو‭ ‬يعبر‭ ‬عبر‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬سروره‭ ‬بالالتقاء‭ ‬بصديقه‭ ‬“جاسم‭ ‬سلمان”‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الله،‭ ‬فالإثنان‭ ‬كانا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بأنهما‭ ‬سيحجان‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اللقاء‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المنور‭ ‬أو‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭.. ‬في‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موضع‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الديار،‭ ‬له‭ ‬سمات‭ ‬خاصة‭ ‬تجمع‭ ‬الحجاج‭ ‬بمعارفهم‭ ‬بالأحضان‭ ‬والعناق‭ ‬والدعوات‭.‬

تواصل‭ ‬دائم

ويخصص‭ ‬الحاج‭ ‬علي‭ ‬الصايغ‭ ‬“حملة‭ ‬الشرف”‭ ‬في‭ ‬حجاته‭ ‬دائمًا‭ ‬وقتًا‭ ‬لزيارة‭ ‬الحملات‭ ‬البحرينية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المشاعر‭.. ‬في‭ ‬عرفات‭ ‬ومبيت‭ ‬مزدلفة‭ ‬وكذلك‭ ‬زيارتهم‭ ‬في‭ ‬مقار‭ ‬سكنهم،‭ ‬فحتى‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬وأخيك‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإنك‭ ‬حين‭ ‬تلتقي‭ ‬به‭ ‬هناك‭ ‬فالمشاعر‭ ‬والأجواء‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنك‭ ‬تلتقيه‭ ‬في‭ ‬المنزل‭! ‬ولله‭ ‬الحمد،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬حجاج‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬أنهم،‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬بعثة‭ ‬البحرين‭ ‬للحج‭ ‬وأعضائها،‭ ‬يتواصلون‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬والحملات‭ ‬ذاتها‭ ‬تعقد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬واللقاءات‭ ‬للتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬فهذه‭ ‬الأيام‭ ‬المعدودات‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الخير‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يوصف‭.‬

لقاء‭ ‬المحبة

وكان‭ ‬لافتًا‭ ‬ذلك‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬بعض‭ ‬الحجاج‭ ‬البحرينيين‭ ‬بأنه‭ ‬“لقاء‭ ‬المحبة‭ ‬والتقدير”‭ ‬حينما‭ ‬التقوا‭ ‬باللاعب‭ ‬محمد‭ ‬سيد‭ ‬عدنان‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أحدهم‭ ‬سارع‭ ‬بالتقاط‭ ‬صورة‭ ‬له‭ ‬مع‭ ‬الحجيج‭ ‬قبيل‭ ‬بدء‭ ‬مسعاهم‭ ‬بين‭ ‬الصفا‭ ‬والمروة‭ (‬كما‭ ‬في‭ ‬الصورة‭ ‬المرفقة‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬تبادل‭ ‬الحجاج‭ ‬السلام‭ ‬والدعوات‭ ‬مع‭ ‬اللاعب‭ ‬المحبوب،‭ ‬وهذه‭ ‬المشاعر‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الشخصيات‭ ‬المعروفة،‭ ‬فالحج‭ ‬يزيل‭ ‬الطبقية‭ ‬وهذا‭ ‬أهم‭ ‬جوانب‭ ‬ومآثر‭ ‬وتعاليم‭ ‬هذا‭ ‬الركن،‭ ‬فالبحرينيون‭ ‬تجدهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المناسك‭ ‬يدًا‭ ‬واحدة‭ ‬حتى‭ ‬–‭ ‬مثلًا‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬رمي‭ ‬الجمرات،‭ ‬يعينون‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضًا‭ ‬خصوصًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمن‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬عدد‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬الجمرات‭ ‬للرمي‭.‬

نقاش‭ ‬صريح

وكما‭ ‬جرت‭ ‬عليه‭ ‬العادة،‭ ‬يقوم‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬البحرين‭ ‬للحج‭ ‬الشيخ‭ ‬عدنان‭ ‬عبدالله‭ ‬القطان‭ ‬بزيارة‭ ‬مقار‭ ‬الحملات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬للإطمئنان‭ ‬على‭ ‬توافر‭ ‬متطلبات‭ ‬راحة‭ ‬الحجيج،‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬الأمر‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬مشعري‭ ‬عرفات‭ ‬ومنى،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات،‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬النقاش‭ ‬الصريح‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬شئون‭ ‬وشجون‭ ‬الحج،‭ ‬بين‭ ‬رؤساء‭ ‬الحملات‭ ‬ومسئولي‭ ‬البعثة‭ ‬كل‭ ‬حسب‭ ‬اختصاصه،‭ ‬وعلى‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التواصل‭ ‬أسهم‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإشكالات،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ذات‭ ‬العمل‭ ‬سيكون‭ ‬هو‭ ‬المنهج‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬