الطاعنون في حكم الاستئناف ذكروا أنهم ولدوا وعاشوا في المملكة

رفض دعوى مواطنين يدعون انتسابهم لعائلة خليجية شهيرة

| محرر الشؤون المحلية

ذكر‭ ‬المحامي‭ ‬هيثم‭ ‬بوغمار‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬رفضت‭ ‬طعن‭ ‬عدد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة،‭ ‬كانوا‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬الانتساب‭ ‬لإحدى‭ ‬العوائل‭ ‬المعروفة‭ ‬خليجيا،‭ ‬والذين‭ ‬تقدموا‭ ‬بدعوى‭ ‬ضد‭ ‬أعيان‭ ‬وممثلي‭ ‬تلك‭ ‬العائلة‭ ‬والمقيمة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬رغبة‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬نيل‭ ‬لقب‭ ‬عائلة‭ ‬موكليه،‭ ‬ولن‭ ‬يستطيعوا‭ ‬الادعاء‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬بالعالم‭.‬

وكان‭ ‬الطاعنون‭ ‬ذكروا‭ ‬بلائحة‭ ‬دعواهم‭ ‬أنهم‭ ‬ولدوا‭ ‬وعاشوا‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وأنهم‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬العائلة‭ ‬الشهيرة‭ ‬خليجيا،‭ ‬بدعوى‭ ‬انتمائهم‭ ‬لها،‭ ‬وفشلوا‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬الودية‭ ‬بذلك،‭ ‬مطالبين‭ ‬بإثبات‭ ‬انتمائهم‭ ‬للعائلة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬ومخاطبة‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لإثبات‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬شهادة‭ ‬الميلاد‭ ‬وجوازات‭ ‬السفر‭ ‬الخاصة‭ ‬بكل‭ ‬منهم‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬وأنه‭ ‬مثل‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ -‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬الأصليين‭- ‬بكافة‭ ‬المراحل،‭ ‬إذ‭ ‬باشرت‭ ‬المحكمة‭ ‬سماع‭ ‬أقوال‭ ‬الشهود‭ ‬والحجج‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعين،‭ ‬وأصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬هنالك‭ ‬ضرر‭ ‬في‭ ‬انتماء‭ ‬المدعون‭ ‬للعائلة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭.‬

فتقدم‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬بالاستئناف‭ ‬وقدم‭ ‬للمحكمة‭ ‬أدلة‭ ‬وحججا‭ ‬قانونية‭ ‬مهمة،‭ ‬والتي‭ ‬تثبت‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬عدم‭ ‬صحة‭ ‬الحكم‭ ‬القاضي‭ ‬بانتماء‭ ‬المدعون‭ ‬للعائلة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها،‭ ‬وأهمها‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬البحث‭ ‬والتدقيق‭ ‬التأريخي،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬أسرة‭ ‬المدعين‭ ‬تنتمي‭ ‬فعلا‭ ‬لهذه‭ ‬العائلة،‭ ‬لكن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬امرأة،‭ ‬وبذلك‭ ‬لا‭ ‬يصح‭ ‬انتمائهم‭ ‬للعائلة‭ ‬ولجدها‭ ‬الأكبر‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬القانون‭ ‬ولا‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬تجيز‭ ‬الانتساب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬امرأة،‭ ‬فالثابت‭ ‬بمقاصد‭ ‬الإسلام‭ ‬أنه‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬الانتساب‭ ‬لغير‭ ‬الأب‭ ‬وإن‭ ‬علا،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬الأنساب‭ ‬والأصول،‭ ‬فعن‭ ‬أبي‭ ‬هريرة‭ ‬عن‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬قال‭: ‬“لا‭ ‬ترغبوا‭ ‬عن‭ ‬آبائكم‭ ‬فمن‭ ‬رغب‭ ‬عن‭ ‬أبيه‭ ‬فقد‭ ‬كفر‭)‬”‭ ‬رواه‭ ‬البخاري‭ ‬ومسلم،‭ ‬وعن‭ ‬سعد‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬قال‭: ‬سمعت‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬يقول‭: ‬“من‭ ‬ادعى‭ ‬لغير‭ ‬أبيه‭ ‬وهو‭ ‬يعلم‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬أبيه‭ ‬فالجنة‭ ‬عليه‭ ‬حرام”‭ ‬رواه‭ ‬البخاري‭ ‬ومسلم،‭ ‬ولهذه‭ ‬الأدلة،‭ ‬فقد‭ ‬قضت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬ورفضت‭ ‬دعواهم‭.‬

لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يقبلوا‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنوا‭ ‬عليه‭ ‬بالتمييز،‭ ‬فدفع‭ ‬بعدم‭ ‬كفاءة‭ ‬الشهود‭ ‬وعدم‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬تقدموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬شهادات‭ ‬شهود،‭ ‬ولهذا‭ ‬فقد‭ ‬أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬حكمها‭ ‬برفض‭ ‬الطعن،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تأييدها‭ ‬لحكم‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬القاضي‭ ‬برفض‭ ‬دعواهم‭ ‬وعدم‭ ‬انتسابهم‭ ‬للعائلة،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬قد‭ ‬أنهى‭ ‬النزاع‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إثارته‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬محكمة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أو‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬