اختارت البقاء مع والدها بعدما تجاوزت السن القانونية

حلا الترك وشقيقها يعودان لحضانة والدهما بعد معركة قضائية سريعة

| محرر الشؤون المحلية

علمت‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬الأولى،‭ ‬قضت‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬بضم‭ ‬الفنانة‭ ‬حلا‭ ‬الترك‭ ‬وشقيقيها‭ ‬إلى‭ ‬والدهما‭ ‬وببقاء‭ ‬شقيقها‭ ‬الصغير‭ ‬لدى‭ ‬والدتهم؛‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬حلا‭ ‬اختارت‭ ‬بجلسة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬البقاء‭ ‬مع‭ ‬والدها‭ ‬بعدما‭ ‬تجاوزت‭ ‬سن‭ ‬حضانة‭ ‬والدتها،‭ ‬ولذلك‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬أنها‭ ‬ترى‭ ‬ضم‭ ‬البنت‭ ‬لوالدها‭ ‬حتى‭ ‬يشتد‭ ‬عودها‭ ‬ويقوِّم‭ ‬إدراكها‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنه‭ ‬والدها‭ ‬ووليها‭ ‬العاصب‭ ‬وأولى‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬بعد‭ ‬معركة‭ ‬قضائية‭ ‬لم‭ ‬تستمر‭ ‬سوى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬أشهر‭.‬

وحسب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة،‭ ‬فإن‭ ‬والد‭ ‬الفنانة‭ ‬وجدتها‭ ‬قد‭ ‬تقدما‭ ‬بدعوى‭ ‬شرعية‭ ‬ضد‭ ‬مطلقته‭ ‬والدة‭ ‬حلا‭ ‬وشقيقيها،‭ ‬وقد‭ ‬تحصلت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬سابقا‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬بحضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬وتم‭ ‬تقرير‭ ‬نفقة‭ ‬لهم‭ ‬وأجر‭ ‬حضانة‭ ‬وأجر‭ ‬مسكن‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬أقيمت‭ ‬بالعام‭ ‬2015،‭ ‬وبعدما‭ ‬تجاوزت‭ ‬حلا‭ ‬سن‭ ‬الحضانة‭ ‬والولد‭ ‬الثاني‭ ‬شارف‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬السن،‭ ‬ولأن‭ ‬مطلقته‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬على‭ ‬حضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬مهملة‭ ‬في‭ ‬حضانتهم،‭ ‬فقد‭ ‬تقدم‭ ‬بهذه‭ ‬الدعوى‭.‬

وجاء‭ ‬بحكم‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬والد‭ ‬حلا‭ ‬طالب‭ ‬المحكمة‭ ‬بأن‭ ‬تسقط‭ ‬حضانة‭ ‬ابنته‭ ‬عن‭ ‬والدتها‭ ‬وقبول‭ ‬تخييرها‭ ‬وضم‭ ‬حضانتها‭ ‬له،‭ ‬وكذلك‭ ‬بإسقاط‭ ‬حضانة‭ ‬شقيقيها‭ ‬عن‭ ‬والدتهم‭ ‬لعدم‭ ‬أمانتها‭ ‬وصلاحيتها‭ ‬لحضانة‭ ‬الولدين،‭ ‬وضمهما‭ ‬إليه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إسقاط‭ ‬جميع‭ ‬مقررات‭ ‬النفقة‭ ‬وبدل‭ ‬السكن‭ ‬وأجرة‭ ‬الحضانة‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭ ‬لصالح‭ ‬الأبناء‭ ‬لسقوط‭ ‬حق‭ ‬مطلقته‭ ‬في‭ ‬الحضانة،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬استحقاق‭ ‬ابنته‭ ‬حلا‭ ‬للنفقة؛‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تملك‭ ‬أعمالا‭ ‬خاصة‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬أموالها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وطلب‭ ‬أيضا‭ ‬إلزام‭ ‬طليقته‭ ‬بتسليمه‭ ‬كافة‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬لأبنائهما،‭ ‬وإلزامها‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وبعرض‭ ‬الموضوع‭ ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التوصل‭ ‬لأي‭ ‬اتفاق‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بإحدى‭ ‬الجلسات‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬اتفق‭ ‬الطرفان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الولدين‭ ‬حلا‭ ‬وشقيقها‭ ‬الأول‭ ‬تحت‭ ‬يد‭ ‬جدتهما‭ ‬والدة‭ ‬أبيهما‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الابن‭ ‬الثاني‭ ‬تحت‭ ‬يد‭ ‬والدته‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬بجلسة‭ ‬21‭ ‬مايو‭ ‬2019‭ ‬خيّرت‭ ‬المحكمة‭ ‬حلا‭ ‬بالبقاء‭ ‬مع‭ ‬والدتها‭ ‬أو‭ ‬بحضانة‭ ‬والدها،‭ ‬فاختارت‭ ‬والدها؛‭ ‬لذا‭ ‬فإنها‭ ‬ترى‭ ‬ضم‭ ‬البنت‭ ‬لوالدها‭ ‬ليشتد‭ ‬عودها‭ ‬ويقوِّم‭ ‬إدراكها،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬والدها‭ ‬ووليها‭ ‬–العاصب‭- ‬أولى‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬بها‭.‬

أما‭ ‬بشان‭ ‬النفقة،‭ ‬فقررت‭ ‬أن‭ ‬والدة‭ ‬حلا‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬سابق‭ ‬بنفقة‭ ‬للأبناء‭ ‬بمقدار‭ ‬600‭ ‬دينار‭ ‬وبدل‭ ‬سكن‭ ‬بمبلغ‭ ‬300‭ ‬دينار،‭ ‬وعليه‭ ‬تكف‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬نفقة‭ ‬حلا‭ ‬وشقيقها‭ ‬الذي‭ ‬انضم‭ ‬معها‭ ‬لوالدهما،‭ ‬بمبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬محضون،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬بدل‭ ‬سكن‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬أيضا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬رفضت‭ ‬عدم‭ ‬إلزام‭ ‬والد‭ ‬حلا‭ ‬بالنفقة‭ ‬عليها،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الوالد‭ ‬المدعي‭ ‬بشأن‭ ‬إسقاط‭ ‬نفقتها‭ ‬كونه‭ ‬تملك‭ ‬أعمالا‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬نفسها،‭ ‬فهو‭ ‬كلام‭ ‬مرسل‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تقديم‭ ‬دليل‭ ‬عليه‭ ‬وتقضي‭ ‬برفضه‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بضم‭ ‬حلا‭ ‬وشقيقها‭ ‬إلى‭ ‬والدهما،‭ ‬وبكف‭ ‬يد‭ ‬مطلقته‭ ‬عن‭ ‬نفقتها‭ ‬وشقيقها‭ ‬المقدرة‭ ‬بـ‭ ‬400‭ ‬دينار،‭ ‬وكذلك‭ ‬بكف‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬أجر‭ ‬مسكن‭ ‬الحضانة‭ ‬بمقدار‭ ‬200‭ ‬دينار،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬والمدعي‭ ‬المناسب‭ ‬من‭ ‬المصروفات‭ ‬والمقاصة‭ ‬بينهما‭.‬