7 سنوات من التقاضي بسبب إيقاف دراستهم بجامعة خاصة

123 ألف دينار تعويض لطلبة دكتوراه كويتيين

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬عمار‭ ‬الترانجة‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لصالح‭ ‬موكليه‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬14‭ ‬طالبا‭ ‬وطالبة‭ ‬بمرحلة‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ (‬الدكتوراه‭)‬،‭ ‬جميعهم‭ ‬كويتيو‭ ‬الجنسية،‭ ‬بعدما‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬دراستهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬رغم‭ ‬نجاحهم‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬المسجلين‭ ‬عليها؛‭ ‬وذلك‭ ‬بمبلغ‭ ‬123‭ ‬ألفا‭ ‬و39‭ ‬دينارا‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬مبلغ‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬فقط‭ ‬والمحكوم‭ ‬بها‭ ‬سابقا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭.‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬“الإدارية”‭ ‬قضت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ -‬الجامعة‭- ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعين‭ ‬جميعا‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬10000‭ ‬دينار‭ ‬تعويضا‭ ‬مؤقتا‭ ‬شاملا،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعين‭ ‬والمدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بالمصروفات‭ ‬وأتعاب‭ ‬الخبرة‭ ‬ومبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬مناصفة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.‬

لكن‭ ‬موكليه‭ ‬الكويتيين‭ ‬لم‭ ‬يقبلوا‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم،‭ ‬فطعنوا‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الماثل،‭ ‬إذ‭ ‬انتهى‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬طلب‭ ‬المستأنفين‭ ‬في‭ ‬دعواهم‭ ‬ومذكرتهم‭ ‬الدفاعية‭ ‬المقدمة‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بجلسة‭ ‬18‭ ‬سبتمبر‭ ‬2011،‭ ‬وإلزامهم‭ ‬مع‭ ‬والمستأنف‭ ‬ضدهم‭ ‬بالمناصفة‭ ‬في‭ ‬مصروفات‭ ‬الدعوى،‭ ‬ونعى‭ ‬المستأنفون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ ‬به‭ ‬فهم‭ ‬خاطئ‭ ‬للوقائع،‭ ‬ما‭ ‬قاد‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬للتطبيق‭ ‬الخاطئ‭ ‬للقانون،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬غير‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬القانون،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬القضاء‭ ‬قد‭ ‬صدر‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لأحكام‭ ‬القانون‭ ‬وأخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيقه‭ ‬وتأويله‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬فساده‭ ‬في‭ ‬الاستدلال‭ ‬وقصوره‭ ‬في‭ ‬التسبيب،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب،‭ ‬مما‭ ‬يوجب‭ ‬تصحيحه‭.‬

وأضاف‭ ‬الترانجة‭ ‬أن‭ ‬الطلبة‭ ‬أكدوا‭ ‬تمسكهم‭ ‬بكل‭ ‬طلباتهم‭ ‬الواردة‭ ‬بلائحة‭ ‬دعواهم،‭ ‬وبما‭ ‬حوت‭ ‬وتضمنت‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬وطلبات‭ ‬ودفوع‭ ‬وأوجه‭ ‬دفاع،‭ ‬والتمسوا‭ ‬اعتبار‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جزء‭ ‬واحد‭ ‬ومكمل‭ ‬ومتساند‭ ‬لدفاعهم‭ ‬في‭ ‬الاستئناف‭ ‬الماثل،‭ ‬إعمالا‭ ‬لقاعدة‭ ‬الأثر‭ ‬الناقل‭ ‬للاستئناف‭.‬

وطالب‭ ‬قبل‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬بانتداب‭ ‬خبير‭ ‬محاسبي‭ ‬لبيان‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والأدبية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالمدعين‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تسجيلهم‭ ‬لدى‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬التعويض‭ ‬الابتدائي،‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬والتضامم‭ ‬بأن‭ ‬يؤديا‭ ‬لهم‭ ‬تعويضا‭ ‬مؤقتا‭ ‬شاملا‭ ‬قدره‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بحقهم‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬الطلب‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سيسفر‭ ‬عنه‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب،‭ ‬مع‭ ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهما‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وحول‭ ‬التفاصيل‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقضية،‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬المدعون‭ ‬التحقوا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2007‭ ‬ببرنامج‭ ‬أكاديمي‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬لدى‭ ‬المدعي‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الإعلانات‭ ‬التعريفية‭ ‬بالجامعة،‭ ‬وإفادة‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لمجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بوجود‭ ‬ترخيص‭ ‬للمدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بمزاولة‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬والعمل‭ ‬الأكاديمي‭.‬

وقد‭ ‬اجتازوا‭ ‬جميعا‭ ‬بنجاح‭ ‬الامتحانات‭ ‬المقررة‭ ‬لـ‭ (‬14‭) ‬مادة‭ ‬دراسية‭ ‬بقيمة‭ ‬مقدارها‭ ‬840‭ ‬دينارا‭/‬‏مادة،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬فوجئوا‭ ‬بوجود‭ ‬قرار‭ ‬إداري‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬الثاني‭ ‬“المجلس”‭ ‬صدر‭ ‬بتاريخ‭ ‬1‭ ‬يوليو‭ ‬2009‭ ‬يتضمن‭ ‬إيقاف‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الجامعة‭ ‬لكل‭ ‬الإجازات‭ ‬العلمية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬وعدم‭ ‬تخريج‭ ‬الطلبة‭ ‬لحين‭ ‬تعديل‭ ‬الجامعة‭ ‬لأوضاعها‭ ‬القانونية،‭ ‬وذلك‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬المدعين‭ ‬بهذا‭ ‬القرار‭ ‬ودون‭ ‬إخطارهم‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دعواهم؛‭ ‬بغية‭ ‬الحكم‭ ‬لهم‭ ‬بما‭ ‬سلف‭ ‬بيانه‭ ‬من‭ ‬طلبات‭.‬

ما‭ ‬حدا‭ ‬بالمدعين‭ ‬للمطالبة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2011‭ ‬بمذكرتهم‭ ‬الدفاعية‭ ‬للحكم‭ ‬بالآتي‭: ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬كمسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بالتضامن‭ ‬والتضامم‭ ‬بأن‭ ‬يؤدوا‭ ‬جميعا‭ ‬لكل‭ ‬مدّعٍ‭ ‬على‭ ‬حده‭ ‬مبلغ‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التعويض‭ ‬المؤقت‭ ‬للأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والأدبية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بكل‭ ‬مدعٍ‭ ‬مع‭ ‬احتفاظ‭ ‬كل‭ ‬مدعٍ‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالتعويض‭ ‬النهائي‭ ‬بما‭ ‬يراه‭ ‬جابرا‭ ‬لأضراره‭ ‬بما‭ ‬يراه‭ ‬مستقبلا،‭ ‬والحكم‭ ‬ببطلان‭ ‬القرار‭ ‬الإداري‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬1‭ ‬يوليو‭ ‬2009‭ ‬كونه‭ ‬والعدم‭ ‬سواء‭ ‬بسواء‭ ‬واعتباره‭ ‬كأن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭.‬

وبجلسة‭ ‬11‭ ‬يونيو‭ ‬2013،‭ ‬قدم‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬تقريره‭ ‬للمحكمة،‭ ‬والذي‭ ‬انتهى‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬حصر‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬المدعين‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭. ‬وفي‭ ‬جلسة‭ ‬19‭ ‬سبتمبر‭ ‬2013‭ ‬تقدم‭ ‬للمحكمة‭ ‬باعتباره‭ ‬وكيل‭ ‬المدعين‭ ‬الأصليين‭ ‬والمتدخلين‭ ‬بلائحة‭ ‬إدخال‭ ‬طلب‭ ‬في‭ ‬ختامها‭ ‬إدخال‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬كمدعى‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬الماثلة‭.‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ -‬حسب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭- ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬أصدر‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ ‬بتاريخ‭ ‬29‭ ‬يونيو‭ ‬2009‭ ‬متضمنا‭ ‬إيقاف‭ ‬القبول‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الدكتوراه‭ ‬بالجامعة‭ - ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الثانية‭ - ‬وعدم‭ ‬تخريج‭ ‬الطلبة‭ ‬الدراسين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬لحين‭ ‬تعديل‭ ‬الجامعة‭ ‬لأوضاعها؛‭ ‬وذلك‭ ‬لإخلال‭ ‬الأخيرة‭ ‬باللوائح‭ ‬المنافسة‭ ‬لشؤون‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص،‭ ‬وقبول‭ ‬تسجيل‭ ‬المدعين‭ ‬الأصليين‭ ‬والمتدخلين‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬غير‭ ‬مرخصة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأوراق‭ ‬خلت‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬الثاني،‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬لقبول‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الدكتوراه‭ ‬التي‭ ‬تقدمها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضحى‭ ‬معه‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه‭ - ‬والحالة‭ ‬هذه‭ - ‬متفقا‭ ‬وصحيح‭ ‬حكم‭ ‬القانون،‭ ‬ويكون‭ ‬النعي‭ ‬عليه‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬جديرا‭ ‬بالرفض‭.‬

ولا‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تذرعت‭ ‬به‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬أخطرت‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬الثاني‭ ‬بنيتها‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬برامج‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬محددة‭ ‬وانتظرت‭ ‬ردا‭ ‬منه‭ ‬بالقبول‭ ‬أو‭ ‬الرفض،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬موافقة‭ ‬ضمنية‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬تقديمها‭ ‬لهذه‭ ‬البرامج،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للموافقة‭ ‬الضمنية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬منح‭ ‬هذا‭ ‬الترخيص‭ ‬من‭ ‬الصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬تستقل‭ ‬جهة‭ ‬الإدارة‭ ‬بتقديرها‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الشروط‭ ‬واللوائح‭ ‬المنظمة‭ ‬لشؤون‭ ‬التعليم‭ ‬الخاص‭ ‬ومدى‭ ‬استيفاء‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الثانية‭ ‬لهذه‭ ‬الشروط‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬لاسيما‭ ‬وقد‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬نص‭ ‬يبيح‭ ‬للمدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬الضمنية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬التريث‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬صريح‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬الدكتوراه‭ ‬التي‭ ‬تعتزم‭ ‬تقديمها،‭ ‬وإلا‭ ‬غدا‭ ‬مسلكها‭ ‬مخالفا‭ ‬لصحيح‭ ‬أحكام‭ ‬القانون‭.‬

وأوضح‭ ‬المحامي‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أسست‭ ‬حكمها‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬طلب‭ ‬التعويض‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬قيام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ - ‬الجامعة‭ - ‬بطرح‭ ‬برامج‭ ‬أكاديمية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬وتقدم‭ ‬المدعين‭ ‬جميعا‭ ‬بطلبات‭ ‬للتسجيل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬وسداد‭ ‬الرسوم‭ ‬الدراسية‭ ‬المقررة،‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬علاقة‭ ‬عقدية‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬صياغتها‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مكتوبة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ترتب‭ ‬كل‭ ‬الآثار‭ ‬القانونية‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬المسؤولية‭ ‬العقدية،‭ ‬مقتضى‭ ‬ذلك‭ ‬ولازمه‭ ‬أن‭ ‬امتناع‭ ‬الجامعة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬تخريج‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬بعد‭ ‬اجتيازهم‭ ‬بنجاح‭ ‬البرامج‭ ‬الدراسية‭ ‬المسجلين‭ ‬عليها،‭ ‬يشكل‭ ‬إخلالا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجامعة‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬العقدية،‭ ‬بما‭ ‬يوجب‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬تعويض‭ ‬العاقد‭ ‬الآخر‭ ‬عن‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬أصابه‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬المطعون‭ ‬عليه،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬يعد‭ ‬خطأ‭ ‬مفترضا‭ ‬في‭ ‬جانبها‭ ‬قابلا‭ ‬لإثبات‭ ‬العكس،‭ ‬وبعدما‭ ‬انتهت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬لإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬للتعويض‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬العقدية،‭ ‬فإن‭ ‬المستأنفين‭ ‬طعنوا‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬لمخالفته‭ ‬القانون‭ ‬والإخلال‭ ‬بحق‭ ‬الدفاع‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬رفض‭ ‬التعويض‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المسؤولية‭ ‬التقصيرية‭ ‬والالتفات‭ ‬عما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬التعويضات‭ ‬اللازمة‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬التنقلات‭ ‬بالسفر‭ ‬برا‭ ‬وجوا‭ ‬ومصروفات‭ ‬السكن‭ ‬والمأكل‭ ‬والمشرب‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة‭.‬