محمد الماجد كان ممثلا وعبدالملك مدربا فذا

أدباء بحرينيون برعوا في حقل التمثيل والرياضة

| أسامة الماجد

قد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أدباء‭ ‬بحرينيون‭ ‬كبارا‭ ‬برعوا‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬اخرى‭ ‬غير‭ ‬حقل‭ ‬الادب‭ ‬وكانوا‭ ‬ابطالا‭ ‬ناجحين‭ ‬في‭ ‬آفاق‭ ‬المغامرة‭ ‬واطلقوا‭ ‬العنان‭ ‬للفكر‭ ‬لينشغل‭ ‬بالافكار‭ ‬التي‭ ‬تمثلها‭ ‬حروف‭ ‬مختلفة‭ ‬غير‭ ‬حروف‭ ‬الادب،‭ ‬فمثلا‭ ‬كان‭ ‬الأديب‭ ‬والصحافي‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬ممثلا‭ ‬بارعا‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬فقد‭ ‬التحق‭ ‬كمثقف‭ ‬طموح‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬“‭ ‬شعلة‭ ‬الشباب”‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الستينات،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬بنشاط‭ ‬ادبي‭ ‬وفني‭ ‬بارز‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬اخراج‭ ‬مجلات‭ ‬الحائط‭ ‬والكتابة‭ ‬فيها،‭ ‬وتأليف‭ ‬التمثيليات‭ ‬والقيام‭ ‬ببعض‭ ‬الادوار‭ ‬فيها‭ ‬ومنها‭ ‬“مسرحية‭ ‬المجنون”‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬ومسرحية‭ ‬“‭ ‬اعفاء‭ ‬“‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬المطوعة‭ ‬عام‭ ‬1963،‭ ‬ومسرحية‭ ‬“‭ ‬عدالة‭ ‬السماء”‭ ‬عام‭ ‬1965،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬بدور‭ ‬محام‭ ‬في‭ ‬مسرحية‭ ‬“‭ ‬نهاية‭ ‬اسرة”‭ ‬عام‭ ‬1963‭. ‬

استطاع‭ ‬الاديب‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬وحسب‭ ‬شهادات‭ ‬المقربين‭ ‬منه‭ ‬ان‭ ‬يجد‭ ‬لنفسه‭ ‬مدرسة‭ ‬واتجاها‭ ‬في‭ ‬التمثيل،‭ ‬وكان‭ ‬مجتهدا‭ ‬في‭ ‬التأليف‭ ‬والتمثيل‭ ‬وايضا‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬مشعة‭ ‬لمخرج‭ ‬ذكي‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يعالج‭ ‬النصوص‭ ‬ويضعها‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬مناسبة‭.‬

محمد‭ ‬الماجد‭ ‬قدم‭ ‬قيما‭ ‬جمالية‭ ‬وفكرية‭ ‬وسياسية‭ ‬ومظاهر‭ ‬حسية‭ ‬في‭ ‬الاعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬نادي‭ ‬شعلة‭ ‬الشباب،‭ ‬وكأنه‭ ‬بذرة‭ ‬القيت‭ ‬في‭ ‬ارض‭ ‬خصبة‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬جهات‭ ‬الرياح‭ ‬الاربع،‭ ‬ويقول‭ ‬الفنان‭ ‬والمخرج‭ ‬احمد‭ ‬الصايغ‭: ‬لقد‭ ‬كتب‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬مسرحية‭ ‬بعنوان”‭ ‬الاشباح”‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1975‭ ‬تناقش‭ ‬واقعنا‭ ‬الحالي‭ ‬بالضبط،‭ ‬المسرحية‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬ان‭ ‬يخرجها‭ ‬المرحوم‭ ‬سالم‭ ‬جوهر‭ ‬ومن‭ ‬الفنانين‭ ‬المشاركين‭ ‬المرحوم‭ ‬سلطان،‭ ‬والفنانة‭ ‬امينة‭ ‬حسين،‭ ‬ومحمد‭ ‬شكر‭ ‬الله،‭ ‬وكنت‭ ‬انها‭ ‬معهم‭ ‬صبيا‭.. ‬ولكن‭ ‬للاسف‭ ‬لم‭ ‬تعرض‭ ‬المسرحية‭ ‬وقتها‭ ‬واحتفظت‭ ‬بالنص‭ ‬الاصلي‭ ‬“‭ ‬مكتوب‭ ‬بالآلة‭ ‬الكاتبة”‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وقدمناها‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬أوال‭ ‬المسرحي،‭ ‬كان‭ ‬النص‭ ‬مبهرا‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬الخيال،‭ ‬وكأن‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬قرأ‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالي،‭ ‬حيث‭ ‬فصل‭ ‬مشاكلنا‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال‭.‬

وأذكر‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬نادي‭ ‬الشعلة‭ ‬وصديق‭ ‬وجار‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالله‭ ‬الجميري‭ ‬قال‭ ‬عن‭ ‬موهبة‭ ‬الماجد‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭: ‬كان‭ ‬ممثلا‭ ‬يترك‭ ‬الرؤيا‭ ‬تتدفق‭ ‬على‭ ‬سجيتها،‭ ‬شخصية‭ ‬لها‭ ‬كيان‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬واستخدام‭ ‬واع‭ ‬للعبة‭ ‬التمثيل‭. ‬اما‭ ‬الاديب‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬ابدع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬وميدان‭ ‬آخر،‭ ‬هو‭ ‬الاديب‭ ‬والروائي‭ ‬محمد‭ ‬عبدالملك،‭ ‬صاحب‭ ‬رواية‭ ‬“‭ ‬موت‭ ‬صاحب‭ ‬العربة”‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬رياضيا‭ ‬بامتياز‭ ‬ومدربا‭ ‬شهيرا‭ ‬لنادي‭ ‬العربي،‭ ‬احد‭ ‬اشهر‭ ‬الاندية‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الستينات،‭ ‬فقد‭ ‬استطاع‭ ‬محمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عشقه‭ ‬للادب‭ ‬والثقافة‭ ‬ان‭ ‬يكتشف‭ ‬مختلف‭ ‬المدارس‭ ‬الكروية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وكان‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخريطة،‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬صعود‭ ‬فريقه‭ ‬الى‭ ‬مصاف‭ ‬دوري‭ ‬الدرجة‭ ‬الاولى‭.‬

الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬ورفيق‭ ‬درب‭ ‬محمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬يقول‭: (‬عرفت‭ ‬محمد‭ ‬عبدالملك،‭ ‬كأحد‭ ‬المدربين‭ ‬المخلصين‭ ‬لفريق‭ ‬العربي،‭ ‬بل‭ ‬كنت‭ ‬أعتبره‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬المدربين‭ ‬الذين‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاحتراف،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬عرفت‭ ‬محمد‭ ‬عبدالملك،‭ ‬كأول‭ ‬كاتب‭ ‬بحريني‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الأضواء‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬1965،‭ ‬لصاحبها‭ ‬محمود‭ ‬المردي،‭ ‬بعد‭ ‬حجب‭ ‬الصحافة‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬1956‭. ‬ثم‭ ‬عرفته‭ ‬البحرين‭ ‬قاصاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬عن‭ ‬التجارب‭ ‬البحرينية‭ ‬الأسبق‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬القصة،‭ ‬وصدرت‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الإبداعية‭).‬