أجندة مشبوهة تستهدف المساس بأمن واستقرار المملكة

فعاليات عربية تدعو لمواجهة الحملات القطرية والإيرانية المغرضة ضد البحرين

| المنامة - بنا

أجمع‭ ‬سياسيون‭ ‬وإعلاميون‭ ‬عرب‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواجهة‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬القطرية‭ ‬–‭ ‬الإيرانية‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والهادفة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والمس‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬سعياً‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أجندات‭ ‬سياسية‭ ‬أكبر‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

واكدوا‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لوكالة‭ ‬انباء‭ ‬البحرين‭ (‬بنا‭) ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬وقفزات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وحماية‭ ‬وحفظ‭ ‬أمن‭ ‬المواطن‭ ‬وحقوقه‭ ‬وحرياته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬إنجازات‭ ‬حقيقية‭ ‬قادها‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬داعين‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬المغرضة‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المملكة‭.‬

 

الشهري‭: ‬قطر‭ ‬وإيران‭ ‬شريكان‭ ‬فاعلان‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬التوسعي‭ ‬التخريبي

وقال‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬السعودي،‭ ‬أحمد‭ ‬الشهري،‭ ‬أنه‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬جثم‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٧٩‬،‭ ‬وقام‭ ‬بثورته‭ ‬الفاسدة‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬دستورها‭ ‬تصدير‭ ‬الإرهاب‭ ‬وزعزعة‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬أصبح‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬اختلالات‭ ‬أمنية‭ ‬نتيجة‭ ‬هذه‭ ‬التدخلات‭ ‬الممنهجة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المنطقة‭ ‬الداخلية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬استنبات‭ ‬ودعم‭ ‬خلايا‭ ‬إرهابية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عقدي‭ ‬ومذهبي‭ ‬فارسي‭ ‬يسعى‭ ‬للخروج‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬وحمل‭ ‬السلاح‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مثل؛‭ ‬العراق‭ ‬والسعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬منهج‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬والتمدد‭ ‬للخارج‭ ‬لتحقيق‭ ‬اجندات‭ ‬سياسية‭ ‬تخريبية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭.‬

وعن‭ ‬شركاء‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬أوضح‭ ‬الشهري‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وسعياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬اهدافه‭ ‬السياسية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والطائفية،‭ ‬قام‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شركائها‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬التوسعي‭ ‬التخريبي،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬الحمدين،‭ ‬وما‭ ‬يتبع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬وقنوات‭ ‬إعلامية،‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬سابقة‭ ‬بأجندة‭ ‬سياسية‭ ‬لشق‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬واثارة‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬المذهبية‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬لإحداث‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التشرذم‭ ‬والتشتت،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬المنابر‭ ‬والمراكز‭ ‬البحثية،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬ضمن‭ ‬الأجندات‭ ‬القطرية،‭ ‬وتحاول‭ ‬تفتيت‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬والعنصرية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬استهداف‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬والمجتمعي‭ ‬برسائل‭ ‬إعلامية‭ ‬مشوهة‭ ‬وادعاءات‭ ‬كاذبة‭ ‬لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة‭.‬

‭ ‬ولفت‭ ‬الشهري‭ ‬بشأن‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬الإعلامية‭ ‬بين‭ ‬النظامين‭ ‬الإيراني‭ ‬والقطري،‭ ‬والشراكة‭ ‬القائمة‭ ‬لاستهداف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والنيل‭ ‬مما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬انجازات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نظامي‭ ‬قطر‭ ‬وإيران‭ ‬يهدفان‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبذلك‭ ‬أقصى‭ ‬جهد‭ ‬لاقتلاعها‭ ‬من‭ ‬حضنها‭ ‬الخليجي‭ ‬العربي‭ ‬وضمها‭ ‬إلى‭ ‬محور‭ ‬الشر‭ ‬الإيراني‭ ‬–‭ ‬القطري،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬محاولاتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بأدواتهم‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلف‭ ‬التغرير‭ ‬بمن‭ ‬تخلوا‭ ‬عن‭ ‬وطنيتهم‭ ‬وعروبتهم‭ ‬واستبدلوها‭ ‬بعصبيات‭ ‬طائفية‭ ‬وعنصرية‭ ‬بغيضة،‭ ‬حاول‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الترويج‭ ‬لها،‭ ‬وغلبوا‭ ‬مع‭ ‬الاسف‭ ‬مصلحة‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭. ‬

واختتم‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬السعودي‭ ‬تصريحاته‭ ‬لـ‭ (‬بنا‭) ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬استطاعت‭ ‬الوقوف‭ ‬بحزم،‭ ‬وبمختلف‭ ‬مستوياتها‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬والإعلامية‭ ‬مجابهة‭ ‬هذا‭ ‬الحملة‭ ‬الشرسة‭ ‬والمضللة،‭ ‬بدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬التف‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬وأحبط‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬السافر‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المملكة‭ ‬الداخلية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المواقف‭ ‬المشرفة‭ ‬والداعمة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬البحريني‭ ‬مثل‭ ‬السعودية‭ ‬وبقية‭ ‬شقيقاتها‭ ‬الامارات‭ ‬والكويت،‭ ‬والتي‭ ‬وقفت‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬امكانياتها‭ ‬لدحر‭ ‬كل‭ ‬مهددات‭ ‬أمنه‭ ‬وسلامته،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لقوى‭ ‬الشر‭ ‬والتخريب‭.‬

 

فهمي‭: ‬تقاطع‭ ‬إعلامي‭ ‬قطري‭ ‬إيراني‭ ‬وتبادل‭ ‬للأدوار‭ ‬خدمة‭ ‬لأهداف‭ ‬سياسية

من‭ ‬جهته‭ ‬أكد‭ ‬أستاذ‭ ‬علوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬والجامعة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬طارق‭ ‬فهمي؛‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الاعلامي‭ ‬القطري‭ ‬تميز‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬التلون،‭ ‬مع‭ ‬افتقاده‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬الحرفية،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدعيه‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬القطري‭ ‬تقاطع‭ ‬في‭ ‬مواضع‭ ‬كثيرة‭ ‬مع‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬الإيراني‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬والتلون‭ ‬خدمة‭ ‬لأهداف‭ ‬سياسية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقل‭ ‬رسائل‭ ‬إعلامية‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬أدوات‭ ‬موجهة‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والقنوات‭ ‬الموجهة‭ ‬للخارج،‭ ‬والتي‭ ‬تتبنى‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الرؤى‭ ‬والأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬بعض‭ ‬الاكاديميين‭ ‬الذي‭ ‬استطاعت‭ ‬قطر‭ ‬استمالتهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬نقل‭ ‬رسائلها‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬مختلفة‭ ‬مثل‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭ ‬ودعم‭ ‬الثورات‭ ‬والتغيير‭ ‬وغيرها‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬سريع‭ ‬لمضمون‭ ‬البرامج‭ ‬والرسائل‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬مراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬القطرية،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬تركيزا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الداخلية‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬مثل‭ ‬مصر‭ ‬والبحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬والامارات،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تناول‭ ‬قضاياها‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬غير‭ ‬الحقيقية‭ ‬والملونة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬دولية‭ ‬مشبوهة،‭ ‬والمرتكزة‭ ‬على‭ ‬رسائل‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬والناشطين،‭ ‬مع‭ ‬إهمال‭ ‬وبشكل‭ ‬متعمد‭ ‬أية‭ ‬اشارات‭ ‬ايجابية‭ ‬قد‭ ‬ترد‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬الحقائق‭ ‬وبما‭ ‬يوافق‭ ‬مع‭ ‬أجندات‭ ‬الدوحة‭ ‬الإعلامية‭.‬

واستشهد‭ ‬فهمي‭ ‬بما‭ ‬تتعرض‭ ‬له‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬تشويه‭ ‬صورتها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬القطرية‭ ‬الايرانية،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عمر‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬وبمختلف‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والدستوري‭.‬

وعن‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬الإعلام‭ ‬القطري‭ ‬والإيراني‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬المشتركة‭ ‬لنظام‭ ‬الدوحة‭ ‬وطهران،‭ ‬أشار‭ ‬الدكتور‭ ‬طارق‭ ‬فهمي‭ ‬إلى‭ ‬التشابه‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الطرح‭ ‬الإعلامي‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬القطري‭ ‬والإيرانية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬إعلامية‭ ‬أم‭ ‬مراكز‭ ‬أبحاث‭ ‬أم‭ ‬حتى‭ ‬مؤسسات‭ ‬خيرية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬علمية،‭ ‬والتي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬استهداف‭ ‬الاستقرار‭ ‬الداخلي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والترويج‭ ‬لخطاب‭ ‬تخريبي‭ ‬إرهابي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬الطائفة،‭ ‬اعتماداً‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬المجهولة‭ ‬المجهلة‭ ‬والمعلومات‭ ‬المفبركة،‭ ‬والتي‭ ‬ثبت‭ ‬بالدليل‭ ‬القاطع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬مصداقيتها‭.‬

ورصد‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬طارق‭ ‬فهمي‭ ‬طريقتين‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالهما‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الخطابات‭ ‬الإعلامية‭ ‬المضللة،‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الرد‭ ‬الفوري‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬هذه‭ ‬المصادر،‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬الساحة‭ ‬للإعلام‭ ‬القطري‭ ‬والإيراني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رد‭ ‬ممنهج‭ ‬وأكاديمي‭ ‬وموثق،‭ ‬بأدوات‭ ‬إعلامية‭ ‬صحيحة‭ ‬بهدف‭ ‬تفنيد‭ ‬الأكاذيب‭ ‬وإظهار‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬بالضبط‭.‬

أما‭ ‬الطريقة‭ ‬الثانية،‭ ‬حسب‭ ‬فهمي،‭ ‬فهي‭ ‬نقل‭ ‬الكرة‭ ‬إلى‭ ‬ملعبهم‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إثارة‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة،‭ ‬وإظهار‭ ‬حقيقتها‭ ‬الكاملة‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي،‭ ‬بطريقة‭ ‬ذكية‭ ‬ومهنية‭ ‬باشتباك‭ ‬إعلامي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬لها،‭ ‬وعرض‭ ‬الحقائق‭ ‬كما‭ ‬هي‭.‬

وأردف‭ ‬أستاذ‭ ‬علوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬والجامعة‭ ‬الامريكية‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬الدكتور‭ ‬طارق‭ ‬فهمي‭ ‬حديثة‭ ‬إلى‭ (‬بنا‭) ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العناية‭ ‬بثوابت‭ ‬الإعلامي‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬القفزات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والنجاحات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬القفزات‭ ‬الكبيرة‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والثقافية‭.‬

 

حطاب‭: ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البحرين‭ ‬مسؤولية‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول

من‭ ‬جهته‭ ‬أشار‭ ‬الكاتب‭ ‬والمحلل‭ ‬السياسي‭ ‬الأردني،‭ ‬سلطان‭ ‬حطاب،‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬المتقدم‭ ‬الذي‭ ‬تشغله‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخاصرة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬موضع‭ ‬استهداف‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬منوهاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬وليست‭ ‬بحرينية‭ ‬فقط‭.‬

واعرب‭ ‬عن‭ ‬اعتقاده‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المسؤولية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يناط‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬المثقفين‭ ‬العرب‭ ‬المتكئين‭ ‬على‭ ‬فكر‭ ‬قومي‭ ‬حقيقي‭ ‬ورصين،‭ ‬وعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬العربية‭ ‬بمختلف‭ ‬توجهاتها‭ ‬وأدواتها،‭ ‬وذلك‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬تشويه‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومحاولات‭ ‬انكار‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬انجازات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وثقافية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مؤسسات‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلامية‭ ‬معادية‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬صمود‭ ‬المملكة‭ ‬ومواقفها‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬الداعمة‭ ‬لكافة‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأخوة‭ ‬العرب‭.‬

ونوه‭ ‬حطاب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وخلال‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬استطاعت‭ ‬تحقيق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬والتشريعية‭ ‬والدستورية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والممارسة‭ ‬السياسية‭ ‬الرصينة‭ ‬واطلاق‭ ‬للحريات‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والاعلامية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬حفيظة‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬والتي‭ ‬حاولت‭ ‬جاهدة‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬عبر‭ ‬تشويه‭ ‬الصورة‭ ‬وقلب‭ ‬الحقائق،‭ ‬وبما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬اجنداتها‭ ‬السياسية‭ ‬الخاصة‭.‬

وأشار‭ ‬المحلل‭ ‬السياسي‭ ‬حطاب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأذرع‭ ‬الإعلامية‭ ‬القطرية‭ ‬الإيرانية‭ ‬حاولت‭ ‬تغذية‭ ‬الثنائيات‭ ‬القومية‭ ‬والمذهبية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعرقية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومحاولة‭ ‬تشويه‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬الثنائيات،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬في‭ ‬الدول‭. ‬

وحذر‭ ‬حطاب‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬العبث‭ ‬والمساس‭ ‬بأمن‭ ‬واستقلال‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بأي‭ ‬وسيلة‭ ‬كانت،‭ ‬مطالباً‭ ‬بسرعة‭ ‬ردعها‭ ‬وتوقفها،‭ ‬كونها‭ ‬تشكل‭ ‬تهديداً‭ ‬مباشرا‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬“من‭ ‬بيته‭ ‬من‭ ‬زجاج‭ ‬لا‭ ‬يرمي‭ ‬الناس‭ ‬بالحجارة”‭.‬

وأشاد‭ ‬الحطاب‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬خصب‭ ‬ومتميز‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التطور‭ ‬والارتقاء‭ ‬والتقدم‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬المملكة،‭ ‬وأشادت‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وضع‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬متطورة‭ ‬في‭ ‬مكانتها‭ ‬الحقيقية‭ ‬والمستحقة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬

واختتم‭ ‬الكاتب‭ ‬والمحلل‭ ‬السياسي‭ ‬الأردني،‭ ‬سلطان‭ ‬حطاب،‭ ‬حديثة‭ ‬لـ‭ (‬بنا‭) ‬بالإشادة‭ ‬بالخطوات‭ ‬الكبيرة‭ ‬والجريئة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬جلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد،‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬مشرفاً‭ ‬للدول‭ ‬العربية،‭ ‬وقدرة‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وتجاوز‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬