المحامي ربيع يقدم إيضاحا قانونيا عن أهم تطبيق لحق الدفاع

الإعلان بعنوان خاطئ “غش” ويخالف مبدأ المواجهة

| محرر الشؤون المحلية

الخصومة‭ ‬لا‭ ‬تنعقد‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬إعلانهم‭ ‬إعلانا‭ ‬صحيحا‭ ‬ الإعلان‭ ‬ليعد‭ ‬الخصم‭ ‬دفاعه‭ ‬ومستنداته‭ ‬ويوكل‭ ‬محاميا

 

قدم‭ ‬المحامي‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬إيضاحا‭ ‬قانونيا‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬الدعاوي‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬إعلان‭ ‬الخصوم‭ ‬بالقضايا‭ ‬بعناوين‭ ‬خاطئة‭. ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الإيضاح‭:‬

لابد‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬تسجيل‭ ‬الدعوى‭ ‬كإجراء‭ ‬أولي‭ ‬يتم‭ ‬بمجرد‭ ‬قيدها‭ ‬لدى‭ ‬قسم‭ ‬الشكاوى‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬وسداد‭ ‬الرسم‭ ‬المقرر‭ ‬لذلك‭ ‬وبين‭ ‬انعقاد‭ ‬الخصومة‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬كإجراء‭ ‬أصولي‭ ‬للحكم‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭.‬

الخصومة‭ ‬لا‭ ‬تنعقد‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬إعلانهم‭ ‬إعلانا‭ ‬صحيحا‭ ‬بوجود‭ ‬ثمة‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬مُرفق‭ ‬بها‭ ‬صحيفة‭ ‬الدعوى‭ ‬والمستندات‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬طرفيها‭ ‬المتخاصمين‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬القضاء‭. ‬ويعلم‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬بموضوع‭ ‬وطلبات‭ ‬الخصم‭ ‬وبمركزه‭ ‬القانوني‭ ‬وبالجلسة‭ ‬المحددة‭ ‬لنظرها‭ ‬وبالمحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬ليتسنى‭ ‬له‭ ‬اعداد‭ ‬دفاعه‭ ‬ودفوعه‭ ‬ومستنداته‭ ‬او‭ ‬توكيل‭ ‬محامِ‭ ‬للترافع‭ ‬عنه،‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬الإعلان‭ ‬وفق‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬الصحيحة‭ ‬فإن‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬يعتبر‭ ‬باطلا‭ ‬هو‭ ‬والعدم‭ ‬سواء‭.‬

‭ ‬وإذا‭ ‬قام‭ ‬رافع‭ ‬الدعوى‭ ‬بإيداع‭ ‬عنوان‭ ‬خاطئ‭ ‬أو‭ ‬أقحم‭ ‬عنواناً‭ ‬في‭ ‬لائحته‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بخصمه‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لم‭ ‬يُكلف‭ ‬نفسه‭ ‬عناء‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬العنوان‭ ‬الصحيح‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬غش‭ ‬بقصد‭ ‬منع‭ ‬العلم‭ ‬بالدعوى‭ ‬وإبداء‭ ‬الدفوع‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬حضور‭ ‬جلساتها،‭ ‬ويُعد‭ ‬ذلك‭ ‬مخالفة‭ ‬لمبدأ‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬التقاضي‭ ‬وأهم‭ ‬تطبيق‭ ‬لحق‭ ‬الدفاع‭ ‬بما‭ ‬يقتضيه‭ ‬من‭ ‬تمكين‭ ‬الخصوم‭ ‬من‭ ‬ابداء‭ ‬دفاعهم‭ ‬وتقديم‭ ‬طلباتهم‭ ‬والإحاطة‭ ‬بما‭ ‬قدمه‭ ‬الخصم‭ ‬الآخر‭ ‬والرد‭ ‬عليه‭.‬

‭ ‬وإذ‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬الاعلان‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬على‭ ‬العنوان‭ ‬الصحيح‭ ‬فإن‭ ‬الحكم‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬خصومة‭ ‬لم‭ ‬تنعقد‭ ‬وأن‭ ‬اثر‭ ‬تخلف‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬زوال‭ ‬الخصومة‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬ويتوجب‭ ‬القضاء‭ ‬ببطلانها‭ ‬دون‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬موضوعها،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وفق‭ ‬قاعدة‭ ‬“الغش‭ ‬يبطل‭ ‬التصرفات”‭ ‬وهي‭ ‬قاعدة‭ ‬سليمة‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يجر‭ ‬بها‭ ‬نص‭ ‬خاص‭ ‬فى‭ ‬القانون‭ ‬وتقوم‭ ‬على‭ ‬إعتبارات‭ ‬خلقية‭ ‬وإجتماعية‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الغش‭ ‬والخديعة‭ ‬والاحتيال‭ ‬وعدم‭ ‬الإنحراف‭ ‬عن‭ ‬جادة‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬الواجب‭ ‬توافره‭ ‬في‭ ‬التصرفات‭ ‬والإجراءات‭ ‬عموما‭ ‬صيانة‭ ‬لمصلحة‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭.‬