تركت العمل لعدم سداد الشركة أجورها 8 أشهر

تعويض مديرة توظيف أجنبية 4953 دينارا

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬فوزية‭ ‬جناحي‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬العمالية‭ ‬ألزمت‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬بأن‭ ‬تدفع‭ ‬لصالح‭ ‬موكلتها‭ ‬المديرة‭ ‬السابقة‭ ‬لإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬فيها‭ ‬مبلغا‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬4950‭ ‬دينارا؛‭ ‬بسبب‭ ‬توقف‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬رواتبها‭ ‬المتأخرة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬أشهر‭ ‬ونصف،‭ ‬كما‭ ‬ألزمتها‭ ‬بتسليم‭ ‬المدعية‭ ‬شهادة‭ ‬خدمة‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عملها‭ ‬وتعويضها‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭ % ‬سنويا‭ ‬وبمقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬ومصروفات‭ ‬الدعوى،‭ ‬فيما‭ ‬رفضت‭ ‬تعويضها‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬مدة‭ ‬العقد؛‭ ‬لأن‭ ‬المدعية‭ ‬لم‭ ‬تخطر‭ ‬الشركة‭ ‬بسداد‭ ‬متأخرات‭ ‬رواتبها‭ ‬قبل‭ ‬تركها‭ ‬للعمل‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬14‭ ‬مارس‭ ‬2016‭ ‬بمهنة‭ ‬مديرة‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬براتب‭ ‬مقداره‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬شهريا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬تخلفت‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬أجورها‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬أبريل‭ ‬2018،‭ ‬ولم‭ ‬تؤد‭ ‬لها‭ ‬مستحقاتها،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بها‭ ‬لإقامة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭.‬

وطلبت‭ ‬المدعية‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬إلزام‭ ‬الشركة‭ ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬لها‭ ‬أجورها‭ ‬المتأخرة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017‭ ‬وحتى‭ ‬أبريل‭ ‬2018‭ ‬بمبلغ‭ ‬4000‭ ‬دينار،‭ ‬وراتب‭ ‬16‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬2018‭ ‬بمبلغ‭ ‬266‭ ‬دينارا‭ ‬و700‭ ‬فلس،‭ ‬وبتعويضها‭ ‬عن‭ ‬بدل‭ ‬الإجازة‭ ‬السنوية‭ ‬لسنة‭ ‬2018‭ ‬بمبلغ‭ ‬530‭ ‬دينارا‭ ‬و250‭ ‬فلسا،‭ ‬وكذلك‭ ‬تعويضها‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬المتبقية‭ ‬من‭ ‬العقد،‭ ‬وتضمين‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالفوائد‭ ‬والمصروفات‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وأشارت‭ ‬جناحي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬16‭ ‬مايو‭ ‬2018‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬لموكلتها‭ ‬لدى‭ ‬الشركة،‭ ‬وتركت‭ ‬العمل‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬سداد‭ ‬أجورها،‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬الشركة‭ ‬طعنا‭ ‬على‭ ‬المستندات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬مستندات‭ ‬تثبت‭ ‬سدادها‭ ‬لمتخلف‭ ‬الأجور‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬المدعى‭ ‬بها‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنها‭ ‬انتهت‭ ‬لانشغال‭ ‬ذمة‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالأجور‭ ‬المطالب‭ ‬بها،‭ ‬بواقع‭ ‬4266‭ ‬دينارا‭ ‬و667‭ ‬فلسا،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬طلب‭ ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالتعويض‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬مدة‭ ‬العقد،‭ ‬فإن‭ ‬المقرر‭ ‬بقضاء‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ (‬106‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012،‭ ‬قد‭ ‬أفاد‭ ‬بأنه‭ ‬يجوز‭ ‬للعامل‭ ‬إنهاء‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إخلال‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬بأي‭ ‬التزام‭ ‬جوهري‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬أنظمة‭ ‬العمل‭ ‬بالمنشأة،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الإنهاء‭ ‬بمثابة‭ ‬إنهاء‭ ‬للعقد‭ ‬بدون‭ ‬سبب‭ ‬مشروع،‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬وألزمت‭ ‬المادة‭ ‬العامل‭ ‬إخطار‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬بإنهاء‭ ‬العقد‭ ‬وأوجبت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬توجيه‭ ‬الإخطار‭ ‬أن‭ ‬يطلب‭ ‬كتابة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬إزالة‭ ‬أوجه‭ ‬الإخلال‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬30‭ ‬يوما،‭ ‬فإذا‭ ‬انقضت‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬دون‭ ‬إجابة‭ ‬العامل‭ ‬لطلبه‭ ‬فإن‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬توجيه‭ ‬الإخطار،‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬عقد‭ ‬العمل،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الإنهاء‭ ‬بمثابة‭ ‬إنهاء‭ ‬للعقد‭ ‬دون‭ ‬سبب‭ ‬مشروع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭.‬

وتابعت،‭ ‬أنه‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬مستندات‭ ‬مطالبة‭ ‬بالوفاء‭ ‬بالأجور‭ ‬المتأخرة،‭ ‬كما‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬طلب‭ ‬إنهاء‭ ‬العقد،‭ ‬ما‭ ‬تخلص‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬لرفض‭ ‬طلب‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬مدة‭ ‬العقد‭.‬

وبشان‭ ‬طلب‭ ‬المدعية‭ ‬لمكافأة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة،‭ ‬فقالت‭ ‬إنها‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬الأجنبية‭ ‬الجنسية‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬لأحكام‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فتستحق‭ ‬طبقا‭ ‬للمادة‭ (‬116‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬مكافأة‭ ‬عملها‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬أجر‭ ‬32‭.‬67‭ ‬يوم‭ ‬بواقع‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬544‭ ‬دينارا‭ ‬و500‭ ‬فلس،‭ ‬وتقضي‭ ‬المحكمة‭ ‬بما‭ ‬حددته‭ ‬المدعية‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬530‭ ‬دينارا‭ ‬و250‭ ‬فلسا،‭ ‬كما‭ ‬تقضي‭ ‬لها‭ ‬بإجازتها‭ ‬السنوية‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬2018،‭ ‬بواقع‭ ‬9‭.‬42‭ ‬يوم‭ ‬وبما‭ ‬يعادل‭ ‬157‭ ‬دينارا‭.‬

وختمت‭ ‬“لهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلزام‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬مبلغ‭ ‬4953‭ ‬دينارا‭ ‬و917‭ ‬فلسا‭ ‬وشهادة‭ ‬خدمة‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عملها‭ ‬وتعويض‭ ‬بنسبة‭ ‬6‭ % ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬الأجر‭ ‬الذي‭ ‬تأخر‭ ‬صرفه‭ ‬مدة‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق،‭ ‬وتزاد‭ ‬النسبة‭ ‬بواقع‭ ‬1‭ % ‬سنويا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمكافأة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭ ‬وبدل‭ ‬الإجازة‭ ‬السنوية‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المطالبة‭ ‬القضائية‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام،‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعية‭ ‬والمدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالمناسب‭ ‬من‭ ‬المصروفات‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة”‭.‬