إنجاز جديد يضاف لإنجازات سموه الكبيرة ويعكس مكانته البارزة دوليًّا

الأمم المتحدة تعتمد مبادرة سمو رئيس الوزراء بإعلان 5 أبريل يومًا دوليًّا للضمير

| المنامة - بنا

تعبئة‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بانتظام‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والإدماج ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية ‭ ‬تلازم‭ ‬بين‭ ‬توافر‭ ‬الأمن‭ ‬واستتباب‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية سموه‭ ‬يحظى‭ ‬بتقدير‭ ‬عالمي‭ ‬لعطاءاته‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها

 

في‭ ‬إنجاز‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ويعكس‭ ‬ما‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬وتقدير‭ ‬عالمي،‭ ‬اعتمدت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باعتماد‭ ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬للضمير،‭ ‬وذلك‭ ‬استجابة‭ ‬للمبادرة‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬سموه‭ ‬بتدشين‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬بهدف‭ ‬تحفيز‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭.‬

‭ ‬ويأتي‭ ‬الإعلان‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليسجل‭ ‬إنجازًا‭ ‬أمميًّا‭ ‬جديدًا‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وليؤكد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬شخصية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬ثقل‭ ‬ومكانة‭ ‬دولية،‭ ‬تقديرًا‭ ‬لمبادرات‭ ‬وجهود‭ ‬سموه‭ ‬الداعمة‭ ‬لإرساء‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التكاتف‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬المسـتدامة‭.‬

‭ ‬ويشكل‭ ‬اعتماد‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬تقديرًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬لما‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬وإسهام‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬دولي‭ ‬غايته‭ ‬تقدم‭ ‬البشرية‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الدائم‭ ‬والسلام‭ ‬المستقر‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

وقالت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ديباجة‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬ضمن‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬والسبعون‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الحالي،‭ ‬إن‭ ‬اعتماد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬للضمير،‭ ‬يأتي‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتعبئة‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬بانتظام‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والإدماج‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتضامن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬مستدام‭ ‬قوامه‭ ‬السلام‭ ‬والتضامن‭ ‬والوئام‭.‬

‭ ‬ودعت‭ ‬المنظمة‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬ومؤسسات‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد،‭ ‬إلى‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬المناسب،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬بناء‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬بمحبة‭ ‬وضمير‭ ‬وفقا‭ ‬للثقافة‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتها‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭.‬

‭ ‬وحثّت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬تعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬بمحبة‭ ‬وضمير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بطرق‭ ‬تشمل‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬للآخرين‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬العفو‭ ‬والتراحم‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬رعاية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لتدشين‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بفيينا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2019،‭ ‬كأول‭ ‬مبادرة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬للتعاون‭ ‬العالمي‭ ‬لتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والحب‭ ‬والضمير،‭ ‬وذلك‭ ‬حينما‭ ‬أطلق‭ ‬اتحاد‭ ‬السلام‭ ‬والمحبة‭ ‬العالمي‭ (‬فوبال‭) ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬البعثة‭ ‬الدائمة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بفيينا‭ (‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬للضمير‭) ‬في‭ ‬احتفالية‭ ‬حضرها‭ ‬حشد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬فيينا‭. ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تشجيع‭ ‬الحكومات‭ ‬والمنظمات‭ ‬على‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للضمير‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتحفيز‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭.‬

‭ ‬وحينها‭ ‬وجّه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬رسالة،‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬الوثيقة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬للضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬شدّد‭ ‬فيها‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬ترجمتها‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الخاص‭ ‬باعتماد‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًّا‭ ‬للضمير،‭ ‬إذ‭ ‬عكست‭ ‬رسالة‭ ‬سموه‭ ‬رؤية‭ ‬متكاملة‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬تكاتف‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬ربوع‭ ‬العالم‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬حينها‭ ‬أن‭ ‬“هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يعد‭ ‬مناسبة‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتحد‭ ‬إرادة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لإنهاء‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬تتواصل‭ ‬الجهود‭ ‬لصيانة‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة‭ ‬والمستقرة،‭ ‬واستدامة‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تعزّز‭ ‬من‭ ‬رفاه‭ ‬الإنسان”‭.‬

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬“يعكس‭ ‬وجود‭ ‬إرادة‭ ‬قوية‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬أحد‭ ‬المرتكزات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬واستقرارًا”‭.‬

وقال‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬“إن‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬إيجابية‭ ‬وتحركًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي”‭.‬

وشدّد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬“أهمية‭ ‬التمسك‭ ‬بالطرق‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬المشكلات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الدولية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬إزالة‭ ‬أسباب‭ ‬التوتر‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬يعمل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وفق‭ ‬سياسات‭ ‬متكاملة‭ ‬وأكثر‭ ‬إنجازًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مشكلات،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬الفقر‭ ‬والعوز‭ ‬والمرض”‭.‬

وأضاف‭ ‬سموه‭ ‬“إننا‭ ‬نؤمن‭ ‬بأهمية‭ ‬تحرك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬لمعالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬فالنهوض‭ ‬بأوضاع‭ ‬الإنسانية‭ ‬يبدأ‭ ‬بإحلال‭ ‬السلام،‭ ‬وتوفير‭ ‬مسببات‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لكل‭ ‬الدول،‭ ‬وعلينا‭ ‬كمجتمع‭ ‬دولي‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬بأيدي‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬والأمان‭ ‬الذي‭ ‬ننشده”‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬رسالة‭ ‬سموه‭ ‬محددة‭ ‬لملامح‭ ‬رؤية‭ ‬شاملة‭ ‬بشأن‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬تدعو‭ ‬وتحترم‭ ‬التقارب‭ ‬والتواصل‭ ‬كأحد‭ ‬الركائز‭ ‬الأساسية‭ ‬لنماء‭ ‬العالم‭ ‬وتقدمه،‭ ‬وتنطلق‭ ‬من‭ ‬محور‭ ‬أساسي،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬قيم‭ ‬إنسانية‭ ‬نبيلة‭ ‬تستحق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تسود‭ ‬وتترسخ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رخاء‭ ‬البشرية‭ ‬وتطورها‭.‬

وعند‭ ‬التمعن‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬الرفيعة‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬رسالة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاص‭ ‬نهج‭ ‬سموه‭ ‬ورؤيته‭ ‬لعالم‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬ونماءً،‭ ‬ومنها‭:‬

أولاً‭: ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تلازمًا‭ ‬بين‭ ‬توافر‭ ‬الأمن‭ ‬واستباب‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تتطلع‭ ‬إليها‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬إرساء‭ ‬أسس‭ ‬هذا‭ ‬السلام‭ ‬وضمان‭ ‬استمرارتيه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استشراف‭ ‬أسباب‭ ‬الصراعات‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬معالجتها‭ ‬كنقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭.‬

ثانيًا‭: ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬هي‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الدولية،‭ ‬فالحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬الخراب‭ ‬والفوضى‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬يعرقل‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬ويعيدها‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭.‬

ثالثًا‭: ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تتركز‭ ‬جهود‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدعم‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬وشراكات‭ ‬تدعم‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬الفقر‭ ‬والعوز‭ ‬والمرض‭.‬

رابعًا‭: ‬دعوة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬مسئوليته‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأوضاع‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬جراء‭ ‬الصراعات‭ ‬ونقص‭ ‬الغذاء‭ ‬والجفاف‭ ‬والأوبئة‭ ‬وغيرها‭ ‬باعتبارها‭ ‬أوضاعًا‭ ‬تنطوي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤرق‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني‭ ‬وتعزز‭ ‬من‭ ‬إرادته‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬وعلاجها‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭.‬

إن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حينما‭ ‬أعلن‭ ‬مبادرته‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بـ‭ ‬“يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي”،‭ ‬والتي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬رائدة‭ ‬باسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬سموه‭ ‬ارتكز‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تتسق‭ ‬والنهج‭ ‬القيمي‭ ‬الذي‭ ‬يتبناه‭ ‬ويؤمن‭ ‬به‭ ‬ويحض‭ ‬عليه‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأسباب‭ ‬الملائمة‭ ‬لعالم‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والصراعات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أجواء‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬بمختلف‭ ‬أبعادها،‭ ‬حيث‭ ‬تمكن‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬بمفهوم‭ ‬“الضمير‭ ‬العالمي”‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬استراتيجية‭ ‬كاملة‭ ‬الأركان،‭ ‬تحدد‭ ‬معالم‭ ‬طريق‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬للنهوض‭ ‬بواجباتهم‭ ‬تجاه‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي‭.‬

‭ ‬ويبقى‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬الترحيب‭ ‬الأممي‭ ‬والصدى‭ ‬الإيجابي‭ ‬الذي‭ ‬لاقته‭ ‬مبادرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والذي‭ ‬توّج‭ ‬باعتماد‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليوم‭ ‬5‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬عالميًّا‭ ‬للضمير،‭ ‬لهو‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬كان‭ ‬مدركًا‭ ‬لأهمية‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬كأحد‭ ‬المرتكزات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬تفعيلها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار،‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬الإدراك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬اللحظة،‭ ‬وإنما‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬متين‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬تقديرًا‭ ‬لعطاءاته‭ ‬وإنجازاته‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ونهضتها‭ ‬ولمواقف‭ ‬سموه‭ ‬العديدة‭ ‬الداعمة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بقاع‭ ‬العالم‭.‬