دور الجينات أكبر في الإصابة بالتوحد

تشير‭ ‬دراسة‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬دول‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الاختلافات‭ ‬في‭ ‬احتمال‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭ ‬يمكن‭ ‬إرجاعها‭ ‬لأسباب‭ ‬جينية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬البيئية‭ ‬مثل‭ ‬أسلوب‭ ‬الحياة‭ ‬وسمات‭ ‬المجتمع‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬أثناء‭ ‬الحمل‭.‬

وترسخ‭ ‬اعتقاد‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬له‭ ‬سمات‭ ‬جينية‭ ‬موروثة‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬أبحاث‭ ‬سابقة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬السمات‭ ‬غير‭ ‬الموروثة‭ ‬وتصرفات‭ ‬وأساليب‭ ‬الأمهات‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬ذلك‭.‬

ولإجراء‭ ‬الدراسة‭ ‬الحالية‭ ‬قام‭ ‬الباحثون‭ ‬بفحص‭ ‬بيانات‭ ‬مواليد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1998‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬2007‭. ‬وخلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬الإجمال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬الفروق‭ ‬في‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭ ‬مرتبطة‭ ‬بسمات‭ ‬جينية‭ ‬موروثة‭.‬

وقال‭ ‬سفين‭ ‬ساندن‭ ‬كبير‭ ‬باحثي‭ ‬الدراسة‭ ‬وهو‭ ‬باحث‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬كارولينسكا‭ ‬في‭ ‬ستوكهولم‭ ‬بالسويد‭ ‬”النتائج‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬الجينية‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭... ‬لكن‭ ‬البيئة‭ ‬تلعب‭ ‬أيضا‭ ‬دورا“‭.‬

وشملت‭ ‬الدراسة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬طفل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬680‭ ‬ألف‭ ‬أسرة‭ ‬وتابعتهم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬أعمارهم‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬عاما‭ ‬وتم‭ ‬تشخيص‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬قليلا‭ ‬عن‭ ‬22‭ ‬ألفا‭ ‬منهم‭ ‬بالإصابة‭ ‬بالتوحد‭.‬

كما‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عوامل‭ ‬بيئية‭ ‬غير‭ ‬مشتركة‭ ‬تفسر‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬27‭ % ‬من‭ ‬الفروق‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭.‬

وأضاف‭ ‬الباحثون‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬دورية‭ ‬”جاما‭ ‬سيكاتري“‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالتأثيرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالأمومة،‭ ‬مثل‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬والإصابة‭ ‬بمشكلات‭ ‬صحية‭ ‬معينة‭ ‬خلال‭ ‬الحمل،‭ ‬لم‭ ‬تفسر‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬الفروق‭ ‬في‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭.‬

وقال‭ ‬الطبيب‭ ‬النفسي‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التوحد‭ ‬وتطور‭ ‬المخ‭ ‬في‭ ‬جيريمي‭ ‬فينسترا‭-‬فانديرويلي‭ ‬”تلك‭ ‬النتائج‭ ‬لا‭ ‬تغير‭ ‬ما‭ ‬نفعله‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتوحد‭ ‬أو‭ ‬علاجه‭ ‬لكنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬فحوصات‭ ‬جينية‭ ‬باستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتاحة‭ ‬الآن‭ ‬وفي‭ ‬استخدام‭ ‬مقاربات‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬تقدما‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقد‭ ‬المقبل“‭.‬