تشابه اسمه مع آخر كان كفيلاً بإثبات براءته

براءة متهم من حرق حاوية في الجفير

| محرر الشؤون المحلية

ألغت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬عقوبة‭ ‬السجن‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬لمدان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬سبق‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬عمرهما،‭ ‬إذ‭ ‬أدينا‭ ‬بالحرق‭ ‬الجنائي‭ ‬لحاوية‭ ‬قمامة‭ ‬ومخلفات‭ ‬على‭ ‬الشارع‭ ‬العام‭ ‬بمنطقة‭ ‬الجفير،‭ ‬والمحكوم‭ ‬بحبس‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليهما،‭ ‬وقضت‭ ‬ببراءته‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬نظرًا‭ ‬لتشابه‭ ‬اسمه‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الحقيقي،‭ ‬بعدما‭ ‬ألغت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬حكم‭ ‬إدانته‭ ‬وأعادت‭ ‬القضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬لتحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬باعتبار‭ ‬عدم‭ ‬إعلان‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بإحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬للمحكمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬مما‭ ‬يشوب‭ ‬حكمها‭ ‬السابق‭ ‬بإدانته‭ ‬بالبطلان‭.‬

‭ ‬وذكرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬سابقًا‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬سبتمبر‭ ‬2014‭ ‬قضت‭ ‬بحبس‭ ‬المتهمين‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬غيابيًّا‭ ‬على‭ ‬المدان،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬طعن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬تأسيسًا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إعلانه‭ ‬بالحضور‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭.‬

‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المقرر‭ ‬قانونًا‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المتهم‭ ‬لم‭ ‬يعلن‭ ‬ولم‭ ‬يحضر‭ ‬الجلسات‭ ‬المحددة‭ ‬لنظر‭ ‬القضية،‭ ‬فلا‭ ‬يحق‭ ‬للمحكمة‭ ‬التعرض‭ ‬للدعوى،‭ ‬وإن‭ ‬هي‭ ‬فعلت‭ ‬فيكون‭ ‬حكمها‭ ‬باطلاً،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬المتهم‭ ‬لم‭ ‬يعارض‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الذي‭ ‬شابه‭ ‬البطلان‭ ‬فإنه‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬التمسك‭ ‬به‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬لصحة‭ ‬اتصال‭ ‬المحكمة‭ ‬بالدعوى‭.‬

‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الأوراق‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬إعلان‭ ‬للمتهم‭ ‬بالحضور‭ ‬لجلسات‭ ‬المحاكمة‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يمثل‭ ‬أمامها‭ ‬أو‭ ‬يعارض‭ ‬على‭ ‬الحكم،‭ ‬وقد‭ ‬أقام‭ ‬استئنافه‭ ‬متمسكًا‭ ‬ببطلان‭ ‬الحكم‭ ‬لعدم‭ ‬إعلانه‭ ‬بحضور‭ ‬جلسات‭ ‬المحكمة،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬خالف‭ ‬القانون‭ ‬بما‭ ‬يعيبه‭ ‬ويستوجب‭ ‬إلغاؤه‭ ‬وإعادة‭ ‬الدعوى‭ ‬للمحكمة‭ ‬التي‭ ‬أصدته‭ ‬لتحكم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬إثر‭ ‬ذلك،‭ ‬وأثناء‭ ‬نظر‭ ‬المحكمة‭ ‬مصدرة‭ ‬حكم‭ ‬البراءة‭ ‬بعد‭ ‬إعادة‭ ‬المحاكمة،‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬قدم‭ ‬بدفاعه‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬تشابه‭ ‬اسمه‭ ‬مع‭ ‬متهمين‭ ‬آخرين،‭ ‬وأن‭ ‬هنالك‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬التحريات‭ ‬بشأن‭ ‬اسم‭ ‬المتهم‭.‬

‭ ‬وأفادت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكم‭ ‬البراءة‭ ‬أنها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬محصت‭ ‬الدعوى‭ ‬وأحاطت‭ ‬بظروفها‭ ‬وبأدلة‭ ‬الثبوت‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬الدليل‭ ‬عليها‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬ووازنت‭ ‬بين‭ ‬أدلة‭ ‬النفي،‭ ‬داخلتها‭ ‬الريبة‭ ‬وتشككت‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬الإثبات‭ ‬ضده‭ ‬ورأت‭ ‬بأن‭ ‬الدليل‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬قاصر‭ ‬عن‭ ‬بلوغ‭ ‬حد‭ ‬الكفاية‭ ‬لإدانته،‭  ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬وتعتد‭ ‬بإنكاره‭ ‬وما‭ ‬تمسك‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬دفاع‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ ‬255‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهم‭ ‬مما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬قضت‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهم‭ ‬وأمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المضبوطات‭.‬

‭ ‬وتتحصل‭ ‬وقائع‭ ‬القضية‭ ‬حسبما‭ ‬وردت‭ ‬بأوراق‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬فبراير‭ ‬2014‭ ‬قام‭ ‬المتهمان‭ ‬وآخرين‭ ‬مجهولين‭ ‬يقدر‭ ‬عددهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬30‭ ‬و40‭ ‬شخصًا‭ ‬بالتجمهر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير‭ ‬وأحرقوا‭ ‬الإطارات‭ ‬وحاوية‭ ‬مخلفات‭ ‬القمامة،‭ ‬كما‭ ‬أحدثوا‭ ‬حريقًا‭ ‬آخر‭ ‬بأحد‭ ‬الممرات‭ ‬الضيقة،‭ ‬فتم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الحريق‭ ‬الأول،‭ ‬وعندما‭ ‬توجّه‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬للحريق‭ ‬الثاني‭ ‬وقعوا‭ ‬في‭ ‬كمين‭ ‬أعده‭ ‬المتجمهرين،‭ ‬إذ‭ ‬رموهم‭ ‬بالزجاجات‭ ‬الحارقة‭ ‬“المولوتوف”‭.‬

‭ ‬وذكر‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بواقعة‭ ‬سرقة‭ ‬بإكراه،‭ ‬تم‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬الواقعة‭ ‬المذكورة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها،‭ ‬فأقر‭ ‬بمشاركته‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬محل‭ ‬التحقيق‭ ‬برفقة‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬الصادر‭ ‬بحقه‭ ‬حكم‭ ‬البراءة‭.‬

‭ ‬وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وجهت‭ ‬للمتهمين‭ ‬أنهما،‭ ‬أولاً‭: ‬أشعلا‭ ‬عمدًا‭ ‬وآخرين‭ ‬مجهولين‭ ‬حريقًا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬للخطر،‭ ‬ثانيًا‭: ‬اشتركا‭ ‬وآخرين‭ ‬مجهولين‭ ‬في‭ ‬تجمهر‭ ‬مؤلف‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشخاص‭ ‬الغرض‭ ‬منه‭ ‬لإخلال‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬مستخدمين‭ ‬العنف‭ ‬لتحقيق‭ ‬الغاية‭ ‬التي‭ ‬اجتمعوا‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬ثالثًا‭: ‬حازا‭ ‬وأحرزا‭ ‬الزجاجات‭ ‬الحارقة‭ ‬“المولوتوف”‭ ‬بقصد‭ ‬استعمالها‭ ‬في‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وأموالهم‭ ‬للخطر‭.‬