هل أنا مسلم؟!

هناك‭ ‬أحاديث‭ ‬كثيرة‭ ‬رويت‭ ‬عن‭ ‬الرسول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬تعد‭ ‬مقاييس‭ ‬لحسن‭ ‬الخلق‭ ‬وصدق‭ ‬الإسلام‭ ‬والإيمان‭ ‬منها‭ ‬حديث‭: ‬“المسلم‭ ‬من‭ ‬سلم‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬لسانه‭ ‬ويديه”،‭ ‬وفي‭ ‬رواية‭ ‬“الناس”‭ ‬بدل‭ ‬“المسلمون”‭ ‬والمراد‭ ‬بالمسلمين‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬من‭ ‬سلمنا‭ ‬من‭ ‬شرهم‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬دينهم‭ ‬الإسلام‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬أننا‭ ‬نطبق‭ ‬تلك‭ ‬المقاييس‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬وغيره‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬وننسى‭ ‬أنفسنا‭! ‬عندما‭ ‬تؤذي‭ ‬أحدًا‭ ‬بلسانك‭ ‬في‭ ‬غيابه‭ ‬أو‭ ‬حضوره‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬سيئًا‭ ‬حقًا‭ ‬أو‭ ‬تعتقد‭ ‬سوءه‭ ‬لا‭ ‬يهم،‭ ‬سيئه‭ ‬وحسنه‭ ‬لنفسه‭ ‬وعليها‭.‬

هذا‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬أذيتك‭ ‬له‭ ‬بلسانك‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬منك‭. ‬فراجع‭ ‬إسلامك‭.‬

عندما‭ ‬تؤذي‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬بيدك‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬لم‭ ‬يصلحه‭ ‬القول‭ ‬أو‭ ‬لأنه‭ ‬أضعف‭ ‬منك‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬حكمك‭ ‬ولك‭ ‬سلطة‭ ‬عليه،‭ ‬لا‭ ‬يبرر‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬قبيح‭ ‬فعلك‭. ‬لم‭ ‬يسلموا‭ ‬من‭ ‬يدك‭ ‬فراجع‭ ‬إسلامك‭.‬

الإسلام‭ ‬ليس‭ ‬قولًا‭ ‬أو‭ ‬طقوسا‭ ‬تؤدى،‭ ‬بل‭ ‬خُلق‭ ‬حسن‭ ‬ورحمة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬وجِل‭ ‬من‭ ‬خشية‭ ‬الله،‭ ‬وفطرة‭ ‬سليمة‭ ‬نحافظ‭ ‬عليها‭ ‬ونتعاهد‭ ‬إصلاحها‭.‬

الإسلام‭ ‬أن‭ ‬تُعامِل‭ ‬كما‭ ‬تحب‭ ‬أن‭ ‬تُعامَل،‭ ‬الإسلام‭ ‬فكر‭ ‬وقناعة،‭ ‬وليس‭ ‬ألفاظا‭ ‬تُردد‭ ‬لا‭ ‬نفقه‭ ‬حتى‭ ‬معناها‭!‬

 

فاطمة‭ ‬الجمعة