“التمييز” ترفض دعوى ضد “البلديات” باستملاك عقار لـ “بلاد القديم الإسكاني”

| محرر الشؤون المحلية

قررت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬المشورة‭ ‬بالدائرة‭ ‬السادسة‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬الطعن‭ ‬المرفوع‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ - ‬إدارة‭ ‬الاستملاك‭ ‬والتعويض‭ ‬ووزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬برفع‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬استملاك‭ ‬أرض‭ ‬بمنطقة‭ ‬الزنج،‭ ‬وألزمت‭ ‬الطاعن‭ ‬جميع‭ ‬المصاريف‭ ‬مع‭ ‬مصادرة‭ ‬الكفالة‭.‬

وتتمثل‭ ‬الدعوى‭ ‬بإصدار‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬قراراً‭ ‬باستملاك‭ ‬العقار‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬لصالح‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروع‭ ‬بلاد‭ ‬القديم‭ ‬الإسكاني‭ ‬حسب‭ ‬طلب‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬وبعد‭ ‬اتخاذ‭ ‬كافة‭ ‬إجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬الاستملاك،‭ ‬ونشر‭ ‬قرار‭ ‬الاستملاك‭ ‬في‭ ‬الجريدة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وفي‭ ‬الصحف‭ ‬اليومية‭ ‬وإشعار‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬قدرت‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين‭ ‬سعر‭ ‬العقار‭ ‬بواقع‭ ‬280‭/‬‏‏215‭ ‬دينارا‭ ‬للمتر‭ ‬المربع‭ ‬للأرض،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬كون‭ ‬الأرض‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬منطقة‭ ‬الحزام‭ ‬الأخضر‭- ‬الجزء‭ ‬الجنوبي‭ ‬طبقاً‭ ‬للمخطط‭ ‬التفصيلي‭ ‬للمنطقة‭. ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬أبدى‭ ‬رفضه‭ ‬لسعر‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين‭ ‬مطالباً‭ ‬رفع‭ ‬قيمة‭ ‬التثمين‭ ‬ورفع‭ ‬السعر‭ ‬إلى‭ ‬920‭/‬‏‏322‭ ‬دينارا،‭ ‬وتقدم‭ ‬بطعن‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬التثمين‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات،‭ ‬التي‭ ‬بدورها‭ ‬تداولت‭ ‬بالبحث‭ ‬والتمحيص‭ ‬الأوراق‭ ‬والمستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬المدعي،‭ ‬ودراسة‭ ‬أسباب‭ ‬التظلم،‭ ‬وكما‭ ‬انتقلت‭ ‬اللجنة‭ ‬لمعاينة‭ ‬العقار‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬وقدرت‭ ‬قيمة‭ ‬العقار‭ ‬وقت‭ ‬الاستملاك،‭ ‬وانتهت‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬التظلم‭ ‬شكلاً‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع،‭ ‬فأن‭ ‬مساحة‭ ‬المستملكة‭ ‬من‭ ‬العقار‭ ‬2887‭.‬4‭ ‬وهي‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعقارات‭ ‬المجاورة،‭ ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬العقار‭ ‬يقع‭ ‬ضمن‭ ‬منطقة‭ ‬الحزام‭ ‬الأخضر،‭ ‬فقد‭ ‬خلصت‭ ‬اللجنة‭ ‬بالإجماع‭ ‬إلى‭ ‬تثبيت‭ ‬السعر‭ ‬المقدر‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين‭ ‬للأسباب‭ ‬آنفة‭ ‬الذكر‭. ‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬تقدم‭ ‬المدعي‭ ‬بالطعن‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الإدارية‭ ‬مطالباً‭ ‬رفع‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الاستملاك‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬920‭/‬‏‏322‭ ‬دينارا‭ ‬للمتر‭ ‬المربع‭ ‬للأرض،‭ ‬حيث‭ ‬تداولت‭ ‬فصول‭ ‬الدعوى‭ ‬القضائية‭ ‬إلى‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬بانتداب‭ ‬خبير‭ ‬عقاري‭ ‬لتحديد‭ ‬قيمة‭ ‬المتر‭ ‬المربع‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬المستملكة‭ ‬بمراعاة‭ ‬سعر‭ ‬عقارات‭ ‬المثل‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المنطقة‭ ‬بتاريخ‭ ‬الاستملاك‭.‬

وانتهى‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬في‭ ‬تقريره‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سعر‭ ‬العادل‭ ‬للعقار‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬هو‭ ‬280‭/‬‏‏215‭ ‬دينار‭ ‬للمتر‭ ‬المربع‭ ‬للأرض‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬20‭ ‬للقدم‭ ‬المربع‭ ‬للأرض،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تقديره‭ ‬بواسطة‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات،‭ ‬لكونه‭ ‬يتناسب‭ ‬والأسعار‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بتاريخ‭ ‬الاستملاك‭.‬

ونظراً‭ ‬لقيام‭ ‬الوزارة‭ ‬“شؤون‭ ‬البلديات”‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الاستملاك‭ ‬والتعويض‭ ‬باستيفاء‭ ‬كافة‭ ‬إجراءات‭ ‬العرض‭ ‬بالوفاء‭ ‬والإيداع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إيداع‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬بقيمة‭ ‬621599‭ ‬دينارا‭ ‬كأمانة‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬لحساب‭ ‬المدعي‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الدعوى‭ ‬المنظورة‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة،‭ ‬وكما‭ ‬تبين‭ ‬للمحكمة‭ ‬المذكورة‭ ‬بما‭ ‬تطمئن‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬لها‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬في‭ ‬تقريره،‭ ‬وعليه‭ ‬قضت‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى،‭ ‬والزمت‭ ‬المدعى‭ ‬بالمصروفات‭.‬

وإذ‭ ‬لم‭ ‬يلق‭ ‬هذا‭ ‬القضاء‭ ‬قبولاً‭ ‬لدى‭ ‬مالك‭ ‬العقار،‭ ‬فطعن‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الماثل‭ ‬بلائحة‭ ‬قدمها‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وانتهى‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬الحكم‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلاً‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بإلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬بأن‭ ‬يؤديا‭ ‬مبلغ‭ ‬776999‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬سعر‭ ‬القدم‭ ‬المربع‭ ‬25‭ ‬دينار‭. ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬حكمها‭ ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلاً‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬برفضه‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬وألزمت‭ ‬المستأنف‭ ‬بالمصروفات‭.‬

وأضافت‭ ‬المحكمة‭ ‬المذكورة‭ ‬بشأن‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف،‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬خلص‭ ‬صحيحا‭ ‬فيما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬للأسباب‭ ‬التي‭ ‬أورها‭ ‬والتي‭ ‬تقرها‭ ‬المحكمة،‭ ‬وقد‭ ‬تضمنت‭ ‬الرد‭ ‬الكافي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أثاره‭ ‬المستأنف‭ ‬لكونه‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬جوهره‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬معروضاً‭ ‬على‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬وتضمينه‭ ‬أسابا‭ ‬حكمها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬رفض‭ ‬الاستئناف‭ ‬موضوعاً‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬مالك‭ ‬العقار‭ ‬لم‭ ‬يرتض‭ ‬الحكم،‭ ‬فطعن‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬وإدارة‭ ‬الاستملاك‭ ‬والتعويض‭ ‬ووزارة‭ ‬الإسكان‭.‬

وأوضحت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنتي‭ ‬التثمين‭ ‬والتظلمات‭ ‬والخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬سعر‭ ‬التثمين،‭ ‬مع‭ ‬تأييد‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬من‭ ‬عدالة‭ ‬القضاء‭ ‬الموقر‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬درجات‭ ‬التقاضي‭ ‬يدل‭ ‬دلالة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬تناسب‭ ‬قيمة‭ ‬المتر‭ ‬المربع‭ ‬للعقار‭ ‬المستملك‭ ‬لسعر‭ ‬أراضي‭ ‬وعقارات‭ ‬المثل‭ ‬الكائنة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬المنطقة‭ ‬طبقا‭ ‬للأسعار‭ ‬السائدة‭ ‬وقت‭ ‬الاستملاك،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬ما‭ ‬تفتضيه‭ ‬معايير‭ ‬العدالة‭ ‬والإنصاف‭.‬