مشاجرة بين سيدتين مقيمتين في عمارة إسكانية

| عباس إبراهيم

تشاجرت‭ ‬سيدتان‭ (‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الأربعينات‭ ‬من‭ ‬عمرهما‭) ‬تسكنان‭ ‬في‭ ‬بناية‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬بمنطقة‭ ‬سلماباد؛‭ ‬إثر‭ ‬خلاف‭ ‬بينهما‭ ‬بشأن‭ ‬وجود‭ ‬عمال‭ ‬في‭ ‬المبنى‭ ‬بدعوى‭ ‬إصلاح‭ ‬الباب‭ ‬الرئيس‭ ‬للعمارة،‭ ‬فطلبت‭ ‬إحداهما‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬مغادرة‭ ‬الموقع‭ ‬والعودة‭ ‬بتصريح‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الثانية‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬منع‭ ‬العمال‭ ‬الذين‭ ‬جلبتهم،‭ ‬مدعية‭ ‬أنها‭ ‬مديرة‭ ‬المبنى‭ ‬ولها‭ ‬الحق‭ ‬بالتصرف‭ ‬فيه‭. ‬وأدى‭ ‬الشجار‭ ‬بينهما‭ ‬إلى‭ ‬إصابات‭ ‬بكل‭ ‬منهما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬تستدعي‭ ‬نقلها‭ ‬بالإسعاف‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬بعدما‭ ‬تعرضت‭ ‬للكمات‭ ‬أسقطت‭ ‬بسببها‭ ‬أسنانها‭ ‬الأمامية‭.‬

وبدأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬اعتداء‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المتهمتين‭ ‬على‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬والتي‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬في‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬تقدر‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭ %‬،‭ ‬وقررت‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬لجلسة‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل؛‭ ‬لإعلان‭ ‬المتهمتين‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬على‭ ‬عناوينهما‭ ‬الثابتة‭ ‬بالأوراق‭.‬

وعن‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬يتبين‭ ‬من‭ ‬أوراقها‭ ‬أن‭ ‬زوج‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أبلغ‭ ‬الشرطة‭ ‬بأنه‭ ‬وأثناء‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬مسكنه‭ ‬اتصل‭ ‬به‭ ‬ابنه‭ ‬الساعة‭ ‬4‭ ‬عصرا‭ ‬تقريبا،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬الطابق‭ ‬الأرضي‭ ‬من‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬يسكن‭ ‬بها،‭ ‬وعندما‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬شاهد‭ ‬زوجته‭ ‬مصابة‭ ‬بأن‭ ‬تكسرت‭ ‬أسنانها‭ ‬وتعرضت‭ ‬للعضّ‭ ‬في‭ ‬يدها‭ ‬كما‭ ‬أبصر‭ ‬وجود‭ ‬دماء‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬وإصابات‭ ‬في‭ ‬رقبتها‭ ‬وفمها،‭ ‬وعرف‭ ‬منها‭ ‬لاحقا‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬اعتدت‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المذكورة‭ ‬جلبت‭ ‬عمالا‭ ‬للبناية‭ ‬وعندما‭ ‬تناقشت‭ ‬معها‭ ‬زوجته‭ ‬قامت‭ ‬الأولى‭ ‬بالاعتداء‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب‭.‬

كما‭ ‬قررت‭ ‬سيدة‭ ‬تسكن‭ ‬معهما‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬العمارة‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬العصر،‭ ‬سمعت‭ ‬صوت‭ ‬صراخ‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الأرضي‭ ‬من‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬تسكن‭ ‬بها،‭ ‬وعندما‭ ‬نزلت‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬شاهدت‭ ‬المتهمتين‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬ممسكة‭ ‬بالأخرى،‭ ‬وكانتا‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬شجار،‭ ‬وأنها‭ ‬لاحظت‭ ‬وجود‭ ‬دماء‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬كليهما،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬سمعت‭ ‬الثانية‭ ‬تسب‭ ‬الأولى،‭ ‬وقالت‭ ‬لها‭ ‬“إنتي‭ ‬تغازلين‭ ‬زوجي‭ ‬يالوصخة”‭ ‬فردت‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬“مالت‭ ‬عليج‭ ‬أنا‭ ‬مو‭ ‬ميتة‭ ‬على‭ ‬ريلج”،‭ ‬وبعد‭ ‬الشجار‭ ‬حضرت‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف‭ ‬ونقلت‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭.‬

وأوضحت‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬أنها‭ ‬وأثناء‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬شقتها‭ ‬بالدور‭ ‬الأول‭ ‬للعمارة‭ ‬سمعت‭ ‬صوت‭ ‬تكسير‭ ‬في‭ ‬العمارة،‭ ‬وعليه‭ ‬توجهت‭ ‬للطابق‭ ‬الأرضي،‭ ‬وهناك‭ ‬شاهدت‭ ‬عمالا‭ ‬برفقة‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى،‭ ‬وكان‭ ‬العمال‭ ‬يقومون‭ ‬بتكسير‭ ‬الباب‭ ‬الرئيس‭ ‬للبناية،‭ ‬فسألتهم‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬فأجابوها‭ ‬بالنفي،‭ ‬وأن‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬جلبتهم‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬صرخت‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬وقالت‭ ‬لهم‭ ‬“ممنوع‭ ‬تكسير‭ ‬الباب‭ ‬بدون‭ ‬إذن‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬الوزارة”،‭ ‬وعليه‭ ‬غادر‭ ‬العمال‭ ‬الموقع،‭ ‬وعندها‭ ‬قامت‭ ‬الأولى‭ ‬بالصراخ‭ ‬عليها‭ - ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬بينهما‭ ‬أية‭ ‬خلافات‭ - ‬بأن‭ ‬نهتها‭ ‬عن‭ ‬فعلها‭ ‬وتلفظت‭ ‬عليها‭ ‬بألفاظ‭ ‬غير‭ ‬لائقة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أجابتها‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬خاطئ‭ ‬وممنوع‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الأولى‭ ‬قررت‭ ‬لها‭ ‬بأنها‭ ‬مديرة‭ ‬المبنى،‭ ‬فلم‭ ‬ترد‭ ‬عليها،‭ ‬وتوجهت‭ ‬لمصعد‭ ‬البناية،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الأثناء‭ ‬تفاجأت‭ ‬بقيام‭ ‬الأولى‭ ‬بضربها‭ ‬بآلة‭ ‬حادة‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ (‬سبانه‭) ‬فسقطت‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬حضر‭ ‬لمساندتها‭ ‬3‭ ‬أو‭ ‬4‭ ‬نساء‭ ‬واعتدين‭ ‬جميعهن‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب‭ ‬بأرجلهن‭ ‬وأيديهن‭ ‬أثناء‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬عضتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬ساعدها‭ ‬الأيمن‭ ‬وضربتها‭ ‬3‭ ‬أو‭ ‬4‭ ‬لكمات‭ ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لسقوط‭ ‬أسنانها،‭ ‬وأنها‭ ‬بعدما‭ ‬تلقت‭ ‬تلك‭ ‬الضربات‭ ‬واللكمات‭ ‬تركتها‭ ‬النسوة‭ ‬وغادرن‭ ‬المكان‭ ‬حتى‭ ‬شاهدها‭ ‬شخص‭ ‬آسيوي‭ ‬واتصل‭ ‬بالإسعاف‭ ‬فتم‭ ‬نقلها‭ ‬لمجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭.‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬أنكرت‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليها،‭ ‬وبينت‭ ‬أن‭ ‬الحاصل‭ ‬أنها‭ ‬جلبت‭ ‬عاملا‭ ‬ليصلح‭ ‬الباب‭ ‬الرئيس‭ ‬للعمارة،‭ ‬لكنها‭ ‬تفاجأت‭ ‬به‭ ‬يتصل‭ ‬بها‭ ‬ويبلغها‭ ‬بأن‭ ‬تنزل‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الأرضي،‭ ‬إذ‭ ‬أوضح‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬امرأة‭ ‬مقيمة‭ ‬في‭ ‬المبنى‭ ‬حضرت‭ ‬لهم‭ ‬ومنعتهم‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تصليح‭ ‬الباب،‭ ‬فطلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬عمله،‭ ‬وهنا‭ ‬قام‭ ‬بتشغيل‭ ‬“الدريل”‭ ‬فنزلت‭ ‬مجددا‭ ‬المتهمة‭ ‬الثانية‭ ‬ومعها‭ ‬ولدها،‭ ‬وقامت‭ ‬بالصراخ‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬العمال،‭ ‬كما‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬بالسب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اتهامها‭ ‬باتهامات‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬بحق‭ ‬عرضها‭.‬

وتابعت،‭ ‬أنها‭ ‬أحسّت‭ ‬أن‭ ‬الثانية‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬ضربها‭ ‬وعندما‭ ‬توجهت‭ ‬لمصعد‭ ‬البناية‭ ‬قامت‭ ‬الثانية‭ ‬بالإمساك‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬وعندها‭ ‬دافعت‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬وقامت‭ ‬بعضّ‭ ‬يدها‭ ‬وتشاجرتا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬إحساسها‭ ‬بنفسها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة؛‭ ‬كون‭ ‬أنها‭ ‬كان‭ ‬بحالة‭ ‬غضب‭ ‬شديدة‭ ‬فانهالت‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب‭ ‬حتى‭ ‬حضرت‭ ‬إحدى‭ ‬الجيران‭ ‬وقامت‭ ‬بفك‭ ‬الشجار‭ ‬بينهما،‭ ‬فتوجهت‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬صديقتها‭ ‬المقيمة‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬العمارة؛‭ ‬لأن‭ ‬حالتها‭ ‬النفسية‭ ‬كانت‭ ‬منهارة‭ ‬بذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وأفادت‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تتذكر‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬تحديدا‭ ‬نتيجة‭ ‬لضربها‭ ‬لها‭ ‬وأنها‭ ‬لم‭ ‬تستعد‭ ‬وعيها‭ ‬إلا‭ ‬بعدما‭ ‬تم‭ ‬فك‭ ‬الشجار‭ ‬بينهما‭.‬