الارتفاع الحالي لدرجات الحرارة لم يحدث منذ ألفي سنة

يقول‭ ‬باحثون‭ ‬وعلماء‭ ‬إن‭ ‬وتيرة‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬كوكبنا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬وامتدادها‭ ‬تتجاوز‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬مماثل‭ ‬شهدته‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬الألفيتين‭ ‬الأخيرتين‭.‬

ويقولون‭ ‬إن‭ ‬أحداثا‭ ‬مناخية‭ ‬مهمة‭ ‬يذكرها‭ ‬التاريخ،‭ ‬مثل‭ ‬“العصر‭ ‬الجليدي‭ ‬الصغير”،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنتها‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الأخير‭.‬

وتشير‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وتيرة‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فترة‭ ‬درست‭ ‬خواصها‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬

وعندما‭ ‬قاس‭ ‬علماء‭ ‬التاريخ‭ ‬الخاص‭ ‬بالظواهر‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬كوكبنا‭ ‬في‭ ‬القرون‭ ‬الماضية،‭ ‬برز‭ ‬لهم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحقب‭ ‬المهمة‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭.‬

واعتبر‭ ‬البعض‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬بمثابة‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‭ ‬مر‭ ‬بدورات‭ ‬متعاقبة‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬وانخفاض‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬عبر‭ ‬القرون،‭ ‬وأن‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬حاليا‭ ‬ومنذ‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬ولذا‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬داع‭ ‬للخوف‭ ‬والوجل‭.‬

ولكن‭ ‬3‭ ‬بحوث‭ ‬نشرت‭ ‬نتائجها‭ ‬مؤخرا‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الحجج‭ ‬التي‭ ‬يستند‭ ‬إليها‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬ضعيفة‭ ‬وواهية‭.‬

أعاد‭ ‬فريق‭ ‬البحث‭ ‬بناء‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬سادت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الـ‭ ‬2000‭ ‬الأخيرة‭ ‬باستخدام‭ ‬700‭ ‬نموذجا‭ ‬تمثل‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬ومنها‭ ‬الحلقات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬جذوع‭ ‬الأشجار‭ ‬والشعب‭ ‬المرجانية‭ ‬والترسبات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬قعر‭ ‬البحيرات‭. ‬وتوصل‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬المناخية‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭.‬

بهذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬مارك‭ ‬ماسلين‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬لندن‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ (‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يشارك‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬البحث‭) ‬“ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬حدا‭ ‬للادعاءات‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬المشككون‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬ظاهرة‭ ‬اسمها‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والقائلة‭ ‬إن‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬نشهدها‭ ‬إنما‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬دورة‭ ‬مناخية‭ ‬طبيعية”‭.‬

نشرت‭ ‬البحوث‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬نشرة‭ ‬نيتشر‭ (‬1‭) ‬ونشرة‭ ‬نيتشر‭ ‬جيوساينس‭ (‬2‭)‬،‭ (‬3‭).‬