بمشاركة أكثر من 20 فنانا استوحوا أعمالهم من رواية “الخيميائي”

افتتاح معرض “من وحي كتاب” في “ستوديو 244”

شهد‭ ‬“ستوديو‭ ‬244”‭ ‬في‭ ‬متنزه‭ ‬ومحمية‭ ‬دوحة‭ ‬عراد‭ ‬بمدينة‭ ‬المحرّق‭ ‬مساء‭ ‬الأربعاء‭ ‬الماضي‭  ‬الموافق‭ ‬24‭ ‬يوليو‭ ‬2019،‭ ‬افتتاح‭ ‬معرض‭ ‬“من‭ ‬وحي‭ ‬كتاب”،‭ ‬بحضور‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لإدارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬بهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ووجود‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬ضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬البرامج‭ ‬والفعاليات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الهيئة‭ ‬وجمعية‭ ‬“كلنا‭ ‬نقرأ”‭.‬ويستمر‭ ‬المعرض‭ ‬حتى‭ ‬7‭ ‬أغسطس‭ ‬2019‭ ‬وبصورة‭ ‬يومية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬5‭ ‬حتى‭ ‬8‭ ‬مساءً،‭ ‬ويحمل‭ ‬فكرة‭ ‬فنيّة‭ ‬جديدة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬القراءة‭ ‬والفنون‭ ‬الأخرى‭ ‬كالرسم‭ ‬والنحت‭ ‬وفن‭ ‬الخط،‭ ‬إذ‭ ‬استوحى‭ ‬الفنانون‭ ‬المشاركون‭ ‬أعمالهم‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬الكاتب‭ ‬باولو‭ ‬كويلو‭ (‬الخيميائي‭)‬‭.‬

وخلال‭ ‬افتتاحها‭ ‬للمعرض،‭ ‬أكدت‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬الحضارات‭ ‬تُقاس‭ ‬بمخزون‭ ‬إنتاجها‭ ‬الحضاري،‭ ‬لذا‭ ‬حرصت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاونها‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬“كلنا‭ ‬نقرأ”‭ ‬وعبر‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬الفنيّة‭ ‬على‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬القراءة‭ ‬والفنون‭ ‬الأخرى‭ ‬للخروج‭ ‬بأفكار‭ ‬خلاّقة‭ ‬تثري‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬وأضافت‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬هو‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬المعرفة‭ ‬وتعزيز‭ ‬النواحي‭ ‬الفكرية‭ ‬لدى‭ ‬الفرد؛‭ ‬لأن‭ ‬القراءة‭ ‬هي‭ ‬البوابة‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬وهي‭ ‬الوسيلة‭ ‬المثلى‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬لإثراء‭ ‬الإرث‭ ‬الفكري‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬النتاجات‭ ‬الأدبية‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬ومعلومات‭. ‬

وتوجهت‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بالشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬في‭ ‬منتزه‭ ‬ومحمية‭ ‬دوحة‭ ‬عراد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬“ستوديو‭ ‬244”،‭ ‬لإقامة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬لاستقطاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬كوجهة‭ ‬ثقافية‭ ‬تقدّم‭ ‬رسالة‭ ‬توعوية‭ ‬هادفة‭.‬

وخلال‭ ‬الفعالية،‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬توثيقي‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭ ‬الأدبية‭ ‬الفنية،‭ ‬تناول‭ ‬فكرة‭ ‬المعرض‭ ‬وألقى‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الإبداعية‭ ‬لدى‭ ‬الفنانين‭ ‬المشاركين‭ ‬والذين‭ ‬تجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬20‭ ‬فنانًا‭. ‬وأعرب‭ ‬الفنانون‭ ‬عن‭ ‬أملهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يخوضوا‭ ‬مستقبلًا‭ ‬تجربة‭ ‬مماثلة؛‭ ‬لما‭ ‬تركته‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬إبداعي‭ ‬في‭ ‬مسيرتهم‭ ‬الفنية‭. ‬

وأبدع‭ ‬الفنانون‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬شخصيات‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬قراءتهم‭ ‬لها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ترجمتها‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬إبداعية‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬وفقًا‭ ‬لتصورهم‭ ‬لشخصية‭ ‬“الخيمائي”‭ ‬الرمزية‭ ‬ولما‭ ‬حملته‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬جماليات‭ ‬فكرية‭ ‬وفنية‭ ‬تبلورت‭ ‬في‭ ‬لوحات‭ ‬ومنحوتات‭ ‬جميلة‭ ‬ونصوص‭ ‬مكتوبة‭ ‬بخط‭ ‬عربي‭.‬

ومن‭ ‬جهتها،‭ ‬أوضحت‭ ‬أميرة‭ ‬صليبيخ‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬كلنا‭ ‬نقرأ‭ ‬أن‭ ‬الجمعية‭ ‬تهدف‭ ‬لنشر‭ ‬القراءة‭ ‬بطرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬تمزج‭ ‬فيها‭ ‬كافة‭ ‬الفنون‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الفئة‭ ‬المستهدفة،‭ ‬مضيفة‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬تم‭ ‬إحياء‭ ‬الشخوص‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬منوعة،‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬لوحات‭ ‬تشكيلية‭ ‬مع‭ ‬لمسات‭ ‬من‭ ‬النقوش‭ ‬والخط‭ ‬العربي‭ ‬وأعمال‭ ‬خزف‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميز‭.‬

وأشادت‭ ‬صليبيخ‭ ‬بالتعاون‭ ‬المثمر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الجمعية‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جديد‭ ‬ومبتكر،‭ ‬معربة‭ ‬عن‭ ‬أملها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬هذه‭ ‬الفعالية‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي‭ ‬ضمن‭ ‬أجندة‭ ‬الجمعية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭.‬

وعن‭ ‬الفنانين‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬بينّت‭ ‬صليبيخ‭ ‬أنهم‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬خلفيات‭ ‬متنوعة‭ ‬ضمت‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬والتمريض‭ ‬والتدريس‭ ‬والإعلام‭ ‬والطيران‭ ‬والتجارة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وأن‭ ‬المعرض‭ ‬شهد‭ ‬مشاركة‭ ‬أصغر‭ ‬فنانة‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬13‭ ‬عامًا‭ ‬دفعها‭ ‬حب‭ ‬الفن‭ ‬للمشاركة،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬تناول‭ ‬الأدب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعات‭ ‬الفنانين‭ ‬دائما‭ ‬يأتي‭ ‬بنتائج‭ ‬إبداعية‭.‬