مبالغ في حسابات بالبنوك لا يطالب بها أصحابها

“المركزي” يتحرك لحل قضية “الأموال المنسية”

| علي الفردان

إلزام‭ ‬البنوك‭ ‬بحل‭ ‬القضية‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل الاتصال‭ ‬بالعملاء‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬التنشيط‭ ‬أو‭ ‬الدفع‭ ‬للأقرباء‭ ‬وذوي‭ ‬العلاقة

 

قالت‭ ‬مصادر‭ ‬مصرفية‭ ‬إن‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬بدأ‭ ‬التحرك‭ ‬لحل‭ ‬قضية‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬مصرفية‭ ‬ساكنة‭ ‬بالبنوك‭ ‬المحلية،‭ ‬ولا‭ ‬يطالب‭ ‬بها‭ ‬أصحابها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬مسعى‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬المصرف‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬مراقبة‭ ‬وتنظيم‭ ‬عمل‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وعقد‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬اجتماعاً‭ ‬منتصف‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬وخلال‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬لبحث‭ ‬القضية‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬البنوك‭ ‬لحلها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أجرى‭ ‬استطلاعاً‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬أبعاد‭ ‬القضية‭.‬

ولاحظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬تحتفظ‭ ‬بأموال‭ ‬“ساكنة”‭ ‬و”غير‭ ‬مطالب‭ ‬بها”‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬فعالة‭ ‬للاتصال‭ ‬بالعملاء‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬تنشيط‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬السداد‭ ‬والدفع‭ ‬إلى‭ ‬أقرباء‭ ‬الزبائن‭ ‬أو‭ ‬الى‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭.‬

ودعا‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬بنوك‭ ‬التجزئة‭ ‬لبذل‭ ‬جهود‭ ‬إضافية‭ ‬لتنظيم‭ ‬أوضاع‭ ‬هذه‭ ‬الصناديق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭ ‬تمامًا‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭. ‬

وألزم‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬البنوك‭ ‬تقديم‭ ‬تقرير‭ ‬مرحلي‭ ‬شهري‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬اتصالهم‭ ‬الإشرافية‭ ‬لدى‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬الأموال،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2019،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬شهر‭. ‬

وهذا‭ ‬هو‭ ‬التحرك‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬المبالغ‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كبيرة‭ ‬نسبياً‭. ‬وتشير‭ ‬مصادر‭ ‬مصرفية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مبالغ‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬مصرفية‭ ‬لا‭ ‬يسأل‭ ‬عنها‭ ‬أصحابها‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تغيير‭ ‬العناوين‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬الزبون‭ ‬لتعاملاته‭ ‬المصرفية‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬تواصل‭ ‬أصحابها‭ ‬لكونهم‭ ‬أجانب‭ ‬أو‭ ‬مقيمون‭ ‬عملوا‭ ‬لفترة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬ثم‭ ‬غادروا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يصفروا‭ ‬حساباتهم‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬آخرين‭ ‬وافاهم‭ ‬الأجل‭.‬

 

قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬“المركزي”‭ ‬

وينشط‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬البنوك‭ ‬خلف‭ ‬الستار،‭ ‬إذ‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بمعاملات‭ ‬الزبائن‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بطاقات‭ ‬الصراف‭ ‬الآلي‭ ‬وبطاقات‭ ‬الائتمان‭. ‬وقد‭ ‬تحرك‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الأموال‭ ‬العالقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬سحبها‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬الزبائن‭ ‬عند‭ ‬إجراء‭ ‬المعاملات‭ ‬عبر‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬أو‭ ‬الشراء‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬خصم‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬الزبون‭ ‬دون‭ ‬علمه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إخفاقا‭ ‬في‭ ‬العملية،‭ ‬حيث‭ ‬الزم‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬حينها‭ ‬البنوك‭ ‬بأن‭ ‬تقوم‭ ‬بوضع‭ ‬خطة‭ ‬لإرجاع‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬لأصحابها‭.‬