مديرون أجانب يتوغلون بشركات ويستهدفون موظفين بحرينيين

سلمان بحوار مع “البلاد”: مسؤولون فتحوا مكاتبهم ومحل إقاماتهم ووعدوا بحلول وأوفوا

| راشد الغائب | تصوير رسول الحجيري

تعاون‭ ‬ملموس‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء البرلمان‭ ‬السابق‭ ‬أضاع‭ ‬الوقت‭ ‬بإبقاء‭ ‬ملفات‭ ‬دون‭ ‬حلول نعمل‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬لانضاج‭ ‬الحلول‭ ‬ونتطلع‭ ‬لتعاون‭ ‬أكبر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة أوقفت‭ ‬تسريح‭ ‬بحرينيين‭ ‬من‭ ‬شركتين‭ ‬للتأمين‭ ‬والمصارف يجب‭ ‬على‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬و‭ ‬”العمل”‭ ‬تحسين‭ ‬أوضاع‭ ‬الشركات لحماية‭ ‬الموظفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬استهداف‭ ‬مسؤوليهم‭ ‬الأجانب سيطرة‭ ‬المديرين‭ ‬الأجانب‭ ‬وأقاربهم‭ ‬بإحدى‭ ‬شركات‭ ‬التأمين التعاون‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للقضايا‭ ‬خيار‭ ‬مجرب‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي توجيه‭ ‬الأسئلة‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬تهويش‭ ‬أو‭ ‬لاستهداف‭ ‬وزير‭ ‬أو‭ ‬لإحراج‭ ‬الحكومة لدي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أسئلة‭ ‬سأتقدم‭ ‬بها‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬اقتراحات‭ ‬القوانين‭ ‬والرغبات الشارع‭ ‬تعب‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬المراوحة‭ ‬ويحتاج‭ ‬لزخم‭ ‬جديد‭ ‬وطاقة‭ ‬أكبر تحريك‭ ‬ملفات‭ ‬معقدة‭ ‬امتد‭ ‬لمكاتب‭ ‬مغلقة‭ ‬ومساحات‭ ‬لم‭ ‬يبادر‭ ‬المجلس‭ ‬السابق‭ ‬لدخولها

 

انتقد‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭ ‬عبر‭ ‬“البلاد”‭ ‬اضاعة‭ ‬البرلمان‭ ‬السابق‭ ‬وقتا‭ ‬ثمينا‭ ‬على‭ ‬البلد‭ ‬بإبقاء‭ ‬غالبية‭ ‬الملفات‭ ‬مثل‭ ‬البطالة‭ ‬والاسكان‭ ‬وغيرهما‭ ‬دون‭ ‬حلول‭.‬

وأضاف‭ ‬بحوار‭ ‬مع‭ ‬الصحيفة‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬غالبية‭ ‬تلك‭ ‬الملفات‭ ‬بتعاطٍ‭ ‬سياسي‭ ‬مباشر،‭ ‬وحرّك‭ ‬ملفات‭ ‬معقدة‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬تحت‭ ‬القبة،‭ ‬وإنما‭ ‬امتدت‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬بالمكاتب‭ ‬المغلقة‭ ‬والغرف‭ ‬والمساحات،‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يبادر‭ ‬المجلس‭ ‬السابق‭ ‬لدخولها‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭.‬

وأردف‭: ‬“نعمل‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬لانضاج‭ ‬الحلول،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تسعفنا‭ ‬الإمكانات،‭ ‬ونتطلع‭ ‬لتعاون‭ ‬أكبر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة”‭.‬

وفي‭ ‬موضوع‭ ‬آخر،‭ ‬لفت‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬مجلسي‭ ‬إدارة‭ ‬شركتين،‭ ‬الأولى‭ ‬بقطاع‭ ‬التأمين‭ ‬والأخرى‭ ‬بقطاع‭ ‬المصارف،‭ ‬للإبقاء‭ ‬على‭ ‬الموظفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬من‭ ‬شبح‭ ‬التسريح‭.‬

وطالب‭ ‬سلمان‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬ووزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بتحسين‭ ‬أوضاع‭ ‬الشركات‭ ‬وحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬استهدافهم‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأجانب‭.‬

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الجزء‭ ‬الثالث‭ ‬والأخير‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬مع‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان‭:‬

المكاتب‭ ‬المغلقة

كم‭ ‬نسبة‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬ببرنامجك‭ ‬الانتخابي؟

العمل‭ ‬البرلماني‭ ‬باعتباره‭ ‬عملا‭ ‬سياسيا‭ ‬بالأساس‭ ‬وتراكميا‭ ‬ايضا‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يتسم‭ ‬بالديناميكية‭ ‬والتحول‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الى‭ ‬آخر‭ ‬ومن‭ ‬حال‭ ‬الى‭ ‬آخر‭ ‬بحسب‭ ‬معطيات‭ ‬ومؤثرات‭ ‬العمل‭ ‬اليومي‭ ‬وارهاصاته‭.‬

‭ ‬وكما‭ ‬تعلمون‭ ‬فقد‭ ‬أنهينا‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الخامس‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬إيجابيات‭ ‬وسلبيات‭ ‬وضغوطات‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬حافلاً‭ ‬بملفات‭ ‬عديدة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬واقعها‭ ‬تفصح‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬القضايا‭ ‬والمعوقات‭ ‬التي‭ ‬راكمها‭ ‬ربما‭ ‬عدم‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬معها‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬والحالة‭ ‬السياسية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬وما‭ ‬خلقته‭ ‬من‭ ‬تعقيدات‭ ‬وعقد،‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬تفكيك‭ ‬ومقاربات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬فاعلة،‭ ‬بحيث‭ ‬يؤخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬ويجري،‭ ‬وامكانية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬معالجات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬المعنيين،‭ ‬وربما‭ ‬يحتاج‭ ‬لنفس‭ ‬جديد‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬انه‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬سبقه‭.‬

‭ ‬يضاف‭ ‬اليه‭ ‬ما‭ ‬أضاعه‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬السابق‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬ثمين‭ ‬على‭ ‬البلد‭ ‬حيث‭ ‬بقيت‭ ‬غالبية‭ ‬الملفات‭ ‬دون‭ ‬حلول،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬ملفات‭ ‬مثل‭ ‬البطالة،‭ ‬والإسكان‭ ‬والصيادين‭ ‬وقضاياهم،‭ ‬والفقر‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كانت‭ ‬محوراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬لعمل‭ ‬غالبية‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬المنصرم‭.‬

‭ ‬ولقد‭ ‬ركزنا‭ ‬عملنا‭ ‬على‭ ‬غالبية‭ ‬تلك‭ ‬الملفات‭ ‬بتعاطٍ‭ ‬سياسي‭ ‬مباشر،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬البطالة‭ ‬والإسكان،‭ ‬فتحريك‭ ‬ملفات‭ ‬بهذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬التعقيد‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬جلسات‭ ‬المجلس،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬إلى‭ ‬المكاتب‭ ‬المغلقة‭ ‬والغرف‭ ‬والمساحات‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يبادر‭ ‬المجلس‭ ‬السابق‭ ‬لدخولها‭ ‬بكل‭ ‬أسف،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬لانضاج‭ ‬الحلول‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تسعفنا‭ ‬الإمكانات‭ ‬ونتطلع‭ ‬لتعاون‭ ‬أكبر‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭.‬

قرارات‭ ‬عاجلة

أوقفت‭ ‬إحدى‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬أنشطة‭ ‬التأمين‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاكتتاب‭ ‬بسبب‭ ‬احتيال‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬وقرر‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬وأمر‭ ‬بوقف‭ ‬تقليص‭ ‬الموظفين،‭ ‬وطالبت‭ ‬بتدخل‭ ‬محافظ‭ ‬المصرف،‭ ‬فما‭ ‬نتائج‭ ‬ذلك؟‭ ‬

لا‭ ‬أحبذ‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة،‭ ‬لكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لتلك‭ ‬الشركة‭ ‬تحديدا،‭ ‬فهي‭ ‬شركة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملها،‭ ‬يهمني‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬الشركة‭ ‬تواصلوا‭ ‬معي‭ ‬طارحين‭ ‬قضيتهم،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬توغل‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬وسيطرة‭ ‬المديرين‭ ‬الأجانب‭ ‬وأقاربهم‭ ‬واصدقائهم،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين،‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬وعدم‭ ‬اكتراثهم‭ ‬بالموظفين‭ ‬البحرينيين‭.‬

‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬مخاوفهم‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬المهمة‭ ‬لسوق‭ ‬التأمين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومعها‭ ‬شركة‭ ‬أخرى‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬مجال‭ ‬إعادة‭ ‬التأمين‭.‬

‭ ‬لقد‭ ‬بادرت‭ ‬بالاجتماع‭ ‬بالأخ‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج‭ ‬محافظ‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬لأطرح‭ ‬عليه‭ ‬المشكلة‭ ‬وأبعادها‭ ‬ووجدت‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والإخلاص‭ ‬للوقوف‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬ودعم‭ ‬سوق‭ ‬التأمين‭ ‬والموظفين‭ ‬البحرينيين‭.‬

‭ ‬وهذا‭ ‬الشعور‭ ‬الوطني‭ ‬دفعني‭ ‬لمواصلة‭ ‬مهمتي‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭.‬

‭ ‬وحاولنا‭ ‬إيقاف‭ ‬قرارات‭ ‬الشركة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أصدر‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬قرارات‭ ‬عاجلة‭ ‬لتدارك‭ ‬الأمر،‭ ‬وكنا‭ ‬نعول‭ ‬على‭ ‬تفهم‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭.‬

‭ ‬ولازلنا‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬المهمة‭ ‬والموظفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وحمايتهم‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬بإيجابية‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬اهتزاز‭ ‬سوق‭ ‬التأمين‭ ‬لدينا‭ ‬وأيضاً‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬خدمت‭ ‬الشركة‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بالتلاعب‭ ‬بمستقبلهم‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬أخفيك‭ ‬القول‭ ‬فقد‭ ‬عملنا‭ ‬مع‭ ‬مجلسي‭ ‬إدارة‭ ‬آخرين‭ ‬لشركتين‭ ‬أحدهما‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المصارف‭. ‬ونجحنا‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الشركتين‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬الموظفين‭ ‬البحرينيين‭.‬

‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬مثل‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬ووزارة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المبادرة‭ ‬لتحسن‭ ‬أوضاع‭ ‬الشركات‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬السوق‭ ‬وحماية‭ ‬للبحرينيين‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬باستهدافهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأجانب‭.‬

حلول‭ ‬قريبة

التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬مفتاح‭ ‬نجاح‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان،‭ ‬ما‭ ‬تقييمك‭ ‬لأثر‭ ‬توجيهات‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬وتوطيد‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أننا‭ ‬نستشعر‭ ‬ونلمس‭ ‬تعاوناً‭ ‬ملموساً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية،‭ ‬الذين‭ ‬فتحوا‭ ‬لنا‭ ‬أبواب‭ ‬مكاتبهم‭ ‬وحتى‭ ‬محل‭ ‬إقاماتهم‭ ‬احيانا‭ ‬كثيرة،‭ ‬ووعدونا‭ ‬بحلول‭ ‬وكانوا‭ ‬عند‭ ‬وعودهم‭.‬

ها‭ ‬هو‭ ‬ملف‭ ‬البطالة‭ ‬يفتح‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬وأمام‭ ‬الجميع‭ ‬فرصة‭ ‬للنجاح‭ ‬فيه،‭ ‬ولم‭ ‬نكتف‭ ‬فقط‭ ‬بطرح‭ ‬الملف‭ ‬داخل‭ ‬الجلسات‭ ‬بل‭ ‬تجاوزنا‭ ‬ذلك‭ ‬وشكلنا‭ ‬لجان‭ ‬تحقيق‭ ‬وأسئلة‭ ‬وأجلسنا‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬والوزراء‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬التفاوض‭ ‬والتحقيق‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬حقيقية‭.‬

‭ ‬وبالمثل‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬مثل‭ ‬الإسكان‭ ‬وملف‭ ‬تشغيل‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬ونحاول‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬إجابات‭ ‬شافية‭ ‬لإخواننا‭ ‬الصيادين‭ ‬المقطوعة‭ ‬أرزاقهم‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬قريباً‭ ‬حلولا‭ ‬لمشكلتهم،‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬لهم‭ ‬مصادر‭ ‬رزقهم‭ ‬ويحفظ‭ ‬كذلك‭ ‬بيئتنا‭ ‬البحرية‭. ‬ونعول‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬تفهم‭ ‬ودعم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظة‭ ‬الله‭ ‬لأبنائه‭ ‬الصيادين‭. ‬

العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬مطروحة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬ومجلس‭ ‬النواب‭. ‬وأنا‭ ‬شخصياً‭ ‬متفائل‭ ‬بتعاون‭ ‬الحكومة‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬لحلحلتها‭.‬

التعاون‭ ‬في‭ ‬الملفات‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬للقضايا‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬المتاح‭ ‬والممكن‭ ‬امامنا‭ ‬جميعاً‭ ‬لخدمة‭ ‬أبناء‭ ‬شعبنا‭ ‬ومسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬الوطن،‭ ‬وهو‭ ‬خيار‭ ‬مجرب‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭.‬

 

غير‭ ‬مبررة

نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬زميلة‭ ‬احصائية‭ ‬أنك‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬اقتراحات‭ ‬برغبة،‭ ‬وقدمت‭ ‬سؤالين‭ ‬برلمانيين‭ (‬السقف‭ ‬المتاح‭ ‬تقديم‭ ‬5‭ ‬أسئلة‭)‬،‭ ‬ولم‭ ‬توقع‭ ‬على‭ ‬أيّ‭ ‬اقتراح‭ ‬بقانون‭.. ‬ألا‭ ‬ترى‭ ‬أنك‭ ‬تخليت‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬أداة‭ ‬بيد‭ ‬النائب‭ ‬وهي‭ ‬تقديم‭ ‬الاقتراحات‭ ‬بقوانين،‭ ‬وأذكِّرك‭ ‬بأنك‭ ‬تقدمت‭ ‬بأربع‭ ‬اقتراحات‭ ‬بقوانين‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الأول‭ ‬ببرلمان‭ ‬2002،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬اقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬بشأن‭ ‬السواحل‭ ‬والمنافذ‭ ‬البحرية‭ ‬واقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬بشأن‭ ‬استملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬الخالية‭ ‬للمصلحة‭ ‬العامة؟

علينا‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬سؤال‭ ‬لكل‭ ‬نائب‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬استسهال‭ ‬طرح‭ ‬الاسئلة‭ ‬او‭ ‬لمجرد‭ ‬ملء‭ ‬الفراغ‭ ‬كما‭ ‬يظن‭ ‬البعض،‭ ‬وإنما‭ ‬يستوجب‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬نوعية‭ ‬وجادة‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬إجابات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نبني‭ ‬عليها‭ ‬مشاريع‭ ‬ومقترحات‭ ‬تشريعية‭ ‬ورقابية‭ ‬أكبر‭.‬

عندما‭ ‬طرحت‭ ‬وطرح‭ ‬زملائي‭ ‬أسئلة‭ ‬عن‭ ‬البطالة‭ ‬ونسبتها‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬حتى‭ ‬تشكلت‭ ‬لاحقا‭ ‬لدينا‭ ‬مجتمعين‭ ‬قناعة‭ ‬بوجوب‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬فيها‭ ‬وهكذا‭ ‬كان،‭ ‬وبالمثل‭ ‬عندما‭ ‬نوجه‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬مسائل‭ ‬أخرى‭ ‬كالإسكان‭ ‬والصحة‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬والبعثات‭ ‬والأراضي‭ ‬والدفان‭ ‬فإننا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬معطيات‭ ‬وبيانات‭ ‬تسعفنا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬وأدوات‭ ‬ضغط‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬وحقائق‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬تهويش‭ ‬وأسئلة‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭ ‬او‭ ‬فقط‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬لاستهداف‭ ‬هذا‭ ‬الوزير‭ ‬او‭ ‬ذاك‭ ‬او‭ ‬لإحراج‭ ‬الحكومة‭. ‬

بالنسبة‭ ‬لعدم‭ ‬طرح‭ ‬اقتراحات‭ ‬بقوانين،‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الأول‭ ‬وما‭ ‬حمل‭ ‬من‭ ‬مطالبات‭ ‬خدمية‭ ‬ضاغطة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يسعفنا‭ ‬على‭ ‬طرح‭ ‬مقترحات‭ ‬بقوانين‭ ‬في‭ ‬حينه‭.‬

‭ ‬واعتقد‭ ‬جازما‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الثاني‭ ‬سيشهد‭ ‬طرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬المهمة‭ ‬ومقترحات‭ ‬القوانين‭ ‬وحتى‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭.‬

ثق‭ ‬ان‭ ‬عملنا‭ ‬منهجي‭ ‬مدروس‭. ‬ونتطلع‭ ‬الى‭ ‬تعاون‭ ‬اكبر‭ ‬بين‭ ‬السلطتين،‭ ‬وجدية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الرسمي،‭ ‬وهناك‭ ‬وزراء‭ ‬عليهم‭ ‬ان‭ ‬يتحسسوا‭ ‬جيدا‭ ‬مقاعدهم‭ ‬وعلى‭ ‬اي‭ ‬ارضية‭ ‬يتكئون‭.‬

5‭ ‬أسئلة

ما‭ ‬أبرز‭ ‬خططك‭ ‬الرقابية‭ ‬والتشريعية‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬المقبل؟

‭ ‬الدور‭ ‬التشريعي‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬الأسئلة‭. ‬ولدي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أسئلة‭ ‬سأتقدم‭ ‬بها‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬اقتراحات‭ ‬القوانين‭ ‬والرغبات‭.‬

وسنخضع‭ ‬ذلك‭ ‬لمراجعة‭ ‬أعضاء‭ ‬الكتلة‭ ‬وبعض‭ ‬الزملاء‭ ‬النواب‭ ‬القريبين‭ ‬من‭ ‬رؤيتنا‭.‬

 

حالة‭ ‬المراوحة

كنت‭ ‬عضوا‭ ‬ببرلمان‭ ‬2002،‭ ‬وعدت‭ ‬لمقعد‭ ‬النيابة‭ ‬بعد‭ ‬12‭ ‬عاما،‭ ‬كيف‭ ‬تقيِّم‭ ‬تجربتك‭ ‬بالبرلمان‭ ‬الأول‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬الخامس؟‭ ‬

هناك‭ ‬فرق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬التجربة‭ ‬البرلمانية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬2002‭ ‬–‭ ‬2006‭ ‬والحالية‭. ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬2002‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬زخم‭ ‬الميثاق‭ ‬وتطلعات‭ ‬الناس‭ ‬الجامحة‭ ‬للتغيير‭ ‬والواقع‭ ‬السياسي‭ ‬الجديد‭ ‬برمته‭ ‬حينها،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حالاتها‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فالوضع‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬جوانبه،‭ ‬لكن‭ ‬أؤكد‭ ‬لك‭ ‬أنني‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬الحالية‭ ‬مؤشرات‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الحالي‭ ‬غالبية‭ ‬نوابه‭ ‬يعملون‭ ‬بنفس‭ ‬إيجابي‭ ‬عال‭ ‬جداً،‭ ‬متجاوزين‭ ‬ترسبات‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬وحالة‭ ‬الانقسام‭ ‬المجتمعي‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الظروف‭ ‬السياسية‭ ‬الصعبة‭ ‬علينا‭ ‬جميعاً‭.‬

‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬عملنا‭ ‬المشترك‭ ‬بهذه‭ ‬الروحية‭ ‬هو‭ ‬حد‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬نجاح‭ ‬للتجربة‭ ‬وللبحرين‭ ‬ما‭ ‬ينقصنا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ننجح‭ ‬معاً‭ ‬للعبور‭ ‬بشعبنا‭ ‬ووطننا‭ ‬خطوات‭ ‬كبرى‭ ‬للأمام،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يحصل‭ ‬إلا‭ ‬بتعاون‭ ‬الحكومة‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬معنا‭ ‬لحلحلة‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬والسياسية‭ ‬وإعادة‭ ‬لحمة‭ ‬البلد‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬كانت‭.‬

هناك‭ ‬توجهات‭ ‬حميدة‭ ‬أكاد‭ ‬أستشعرها‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬يقابلها‭ ‬تفهم‭ ‬عام‭ ‬لدى‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬تعب‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬المراوحة‭ ‬ويحتاج‭ ‬لزخم‭ ‬جديد‭ ‬وطاقة‭ ‬أكبر‭.‬

‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننفخ‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬الكامنة‭ ‬نحن‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬حتى‭ ‬ترى‭ ‬النور‭ ‬ونستعيد‭ ‬وحدتنا‭ ‬وقرارنا‭ ‬الوطني‭ ‬كما‭ ‬يريده‭ ‬الشعب‭ ‬والقيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬بعسير‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭.‬