رجالك اليوم رهن الأمر يا حمد

قصيدة‭ ‬مهداة‭ ‬إلى‭ ‬مقام‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المفدى،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

 

بَحرَينُ‭ ‬يا‭ ‬بَلدِي‭ ‬جِئناكِ‭ ‬آلافَا كُنَّا‭ ‬ونَبقَى‭ ‬بِدَربِ‭ ‬الحَقِّ‭ ‬أَشرَافَا

فَلتَسأَلِ‭ ‬الأرضَ‭ ‬فَالأرجاءُ‭ ‬تُخبِرُكُم مَاضٍ‭ ‬تَلِيدٌ‭ ‬بَدا‭ ‬في‭ ‬الأرضِ‭ ‬أحقَافَا

قَومٌ‭ ‬أَشَادُوا‭ ‬حَضَارَاتٍ‭ ‬بِهِم‭ ‬شَرُفُت كَانُوا‭ ‬لَنَا‭ ‬مِن‭ ‬قَدِيمِ‭ ‬العَهدِ‭ ‬أَسلَافَا

ونَحنُ‭ ‬قَومٌ‭ ‬خَلَفنَاهُم‭ ‬تُقًى‭ ‬ونَدًى . وَحالُنا‭ ‬عَندَ‭ ‬قَولِ‭ ‬الصِّدقِ‭ ‬إِرهَافَا

بَحرَينُ‭ ‬حِبُّكِ‭ ‬إيمَانٌ‭ ‬ومَفخَرةٌ  بَحرَينُ‭ ‬حِبُّكِ‭ ‬إيمَانٌ‭ ‬ومَفخَرةٌ

مَا‭ ‬كَانَ‭ ‬حُبِّي‭ ‬لبَحرَينِ‭ ‬العُلا‭ ‬تَرَفًا  بَل‭ ‬صُرتُ‭ ‬حَقًَّا‭ ‬بِهَذا‭ ‬الحُبِّ‭ ‬مَشغُوفَا

فَكَانَ‭ ‬حُبًَّا‭ ‬أصِيلًا‭ ‬في‭ ‬الحَشا‭ ‬نَبَتَت . لَهُ‭ ‬جُذُورٌ‭ ‬ولِلإيمَانِ‭ ‬مَا‭ ‬نَافَى

يَبقَى‭ ‬الكَلامُ‭ ‬إذا‭ ‬لَم‭ ‬يُرضِ‭ ‬خَالِقَنا  أوِ‭ ‬انتقَاصًا‭ ‬لِهَذا‭ ‬الحُبِّ‭ ‬إسفَافَا

حُبِّي‭ ‬لِأرضِي‭ ‬وحُبِّي‭ ‬لِلمَلِيكِ‭ ‬نَما  حَتَّى‭ ‬غَدا‭ ‬دَوحُهُ‭ ‬جَنَّاتِ‭ ‬ألفَافَا

فَأنتَ‭ ‬يَا‭ ‬حَمَدٌ‭ ‬نِعمَ‭ ‬المَلِيكِ‭ ‬بِها . صَرحًا‭ ‬بَنَيتُم‭ ‬ومِنكُم‭ ‬كَان‭ ‬إشرَافَا

شَرَّفتَ‭ ‬أرضًا‭ ‬لَنا‭ ‬مُذ‭ ‬أن‭ ‬وُلِدتَ‭ ‬بِها  مَن‭ ‬ذَا‭ ‬يُدٍانِي‭ ‬أبا‭ ‬سَلمَان‭ ‬أوصَافا

وَحَّدتَ‭ ‬شَعبَكَ‭ ‬قَلبًا‭ ‬وَاحِدًا‭ ‬ويَدًا  فَمَا‭ ‬تَفَرَّقَ‭ ‬أحزابا‭ ‬وأَحلافَا‭ ‬

مَن‭ ‬ذا‭ ‬يَدانِي‭ ‬أبا‭ ‬سَلمَانَ‭ ‬مَنزِلَةً  وهوَ‭ ‬الذِي‭ ‬في‭ ‬سَماءِ‭ ‬المجدِ‭ ‬قَد‭ ‬طَافَا

ما‭ ‬قُلتَ‭ ‬لِلنَّاسِ‭ ‬إلَّا‭ ‬ما‭ ‬يسرُّهُمُ  وما‭ ‬قَضَيتَ‭ ‬سِوَى‭ ‬عَدلًا‭ ‬وإنصَافَا

أَرضَيتَ‭ ‬رَبَّكَ‭ ‬في‭ ‬قَولٍ‭ ‬وفي‭ ‬عَمَلٍ  غدَت‭ ‬فِعَالُكَ‭ ‬بَينَ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬أَعرَافا

فَكانَ‭ ‬هَمُّكَ‭ ‬عِزَّ‭ ‬الشَّعبِ‭ ‬تَنشُدُهُ  والخَيرَ‭ ‬والمَجدَ‭ ‬لِلبَحرَينِ‭ ‬أهدَافَا

فَما‭ ‬ادَّخَرتَ‭ ‬سَبِيلًا‭ ‬كُنتَ‭ ‬تَعرِفُهُ  وكَانَ‭ ‬نَهجُكَ‭ ‬نَهجَ‭ ‬الحَقِّ‭ ‬شَفَّافَا

فَجَاءَ‭ ‬حُكمُكَ‭ ‬قِسطًا‭ ‬لا‭ ‬اعوِجَاجَ‭ ‬بِهِ  مَا‭ ‬كَانَ‭ ‬حُكمُكَ‭ ‬تَقتِيرًا‭ ‬وإسرَافا

مليكُنا‭ ‬حَمدٌ‭ ‬لا‭ ‬يَرتَضِي‭ ‬عِوَجًا . يَحنُو‭ ‬على‭ ‬الشَّعبِ‭ ‬إشفَاقًا‭ ‬وإلطَافَا

فِإن‭ ‬تَرَى‭ ‬حَمدًا‭ ‬والحَزمُ‭ ‬صَارِمُهُ  فَوَالِدٌ‭ ‬وعَلى‭ ‬أَبنَائِهِ‭ ‬خَافَا

ما‭ ‬جَاءَهُ‭ ‬الشَّعبُ‭ ‬في‭ ‬أمرٍ‭ ‬يُناشِدُهُ  إلَّا‭ ‬إلى‭ ‬شَعبِهِ‭ ‬في‭ ‬الأمرِ‭ ‬قَد‭ ‬وَافَى

عَونُ‭ ‬الضَّعِيفِ‭ ‬وفِعلُ‭ ‬الخَيرِ‭ ‬دَيدَنُهُ  فَكَم‭ ‬غَلِيلٍ‭ ‬لَفَردٍ‭ ‬مُعدَمٍ‭ ‬شافي

فَيا‭ ‬مَلِيكًا‭ ‬غَدا‭ ‬في‭ ‬الجُودِ‭ ‬سَابِقَةً  مَا‭ ‬كُنتَ‭ ‬إلَّا‭ ‬نَدِيَّ‭ ‬الكَفِّ‭ ‬مِضيَافا

بَابٌ‭ ‬لَكُم‭ ‬مُشرَعٌ‭ ‬للنَّاسِ‭ ‬قَاطِبَةً  والكُلُّ‭ ‬صَارُوا‭ ‬إذا‭ ‬جَاؤوكَ‭ ‬أضيَافا

عَطَاؤُكُم‭ ‬دَافِقٌ‭ ‬لا‭ ‬شَيءُ‭ ‬يَمنَعُهُ  مَن‭ ‬يَستَطِيعُ‭ ‬لِنَبعِ‭ ‬الماءِ‭ ‬تَجفِيفَا

فَحبلُكَ‭ ‬الوُدُّ‭ ‬لِلوُفَّادِ‭ ‬كُلِّهِمُ  قَلبٌ‭ ‬وَدُودٌ‭ ‬وكُلَّ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬قد‭ ‬صَافَى

فقَد‭ ‬غَدا‭ ‬في‭ ‬قُلُوبِ‭ ‬النَّاسِ‭ ‬مَسكَنُكُم  وفي‭ ‬ذُرا‭ ‬حُبِّكُم‭ ‬يَبقَونَ‭ ‬طُوَّافَا

عَلَوتَ‭ ‬يَا‭ ‬حَمَدٌ‭ ‬مَن‭ ‬ذَا‭ ‬لِيُنكِرَكُم  مَن‭ ‬ذَا‭ ‬يُرِيدُ‭ ‬لِضَوءِ‭ ‬الشَّمسِ‭ ‬تَعرِيفَا

رِجَالُكَ‭ ‬اليَومَ‭ ‬رهنُ‭ ‬الأمرِ‭ ‬يا‭ ‬حَمَدُ . قَد‭ ‬وطَّدُوا‭ ‬لِعظِيمِ‭ ‬الأمرِ‭ ‬أكتَافَا

خُذنا‭ ‬جُنُودًَا‭ ‬فَلا‭ ‬شَيءٌ‭ ‬سَيُرهِبُنا  صُلبُ‭ ‬اليَقِينِ‭ ‬وفِي‭ ‬الهَيجَاء‭ ‬أَسيَافَا

لكَ‭ ‬النُّفُوسُ‭ ‬مَتَى‭ ‬ما‭ ‬شِئتَ‭ ‬تَطلُبُها  ولَن‭ ‬تَرَى‭ ‬مِن‭ ‬بَنِيكَ‭ ‬اليَومَ‭ ‬إجحَافَا

 

د‭. ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬منصور‭ ‬آل‭ ‬رضي