ضبطت مدفونة قرب دوار الفخار في عالي

شابان يزرعان قنبلة لبث الرعب والفوضى

| عباس إبراهيم

أرجأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬شروع‭ ‬بتفجير‭ ‬قنبلة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭ ‬من‭ ‬شابين‭ ‬ضبطت‭ ‬مدفونة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬دوار‭ ‬الفخار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عالي،‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬31‭ ‬يوليو‭ ‬الجاري؛‭ ‬وذلك‭ ‬للاطلاع‭ ‬والرد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وكيل‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬مع‭ ‬التصريح‭ ‬له‭ ‬بصورة‭ ‬من‭ ‬الأوراق،‭ ‬وأمرت‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬المقبوض‭ ‬عليه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الثاني‭ ‬هارب‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭.‬

وتتحصل‭ ‬واقعة‭ ‬القضية‭ ‬فيما‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬بلاغ‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬تضمن‭ ‬وجود‭ ‬جسم‭ ‬غريب‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬دوار‭ ‬الفخار‭ ‬في‭ ‬عالي،‭ ‬والذي‭ ‬عندما‭ ‬اتجه‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬للمنطقة‭ ‬وبعد‭ ‬تأمينها،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الجسم‭ ‬مدفون‭ ‬تحت‭ ‬الأرض،‭ ‬وأنه‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عبوة‭ ‬معدنية‭ ‬متفجرة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭.‬

على‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القنبلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فرقة‭ ‬التدخل‭ ‬السريع،‭ ‬وتم‭ ‬رفعها‭ ‬وتحريزها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬طاقم‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬أن‭ ‬العينة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عبوة‭ ‬أنبوبية‭ ‬معدنية‭ ‬متفجرة‭ ‬محلية‭ ‬الصنع‭ ‬تم‭ ‬حشوها‭ ‬بخليط‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المتفجرة‭ ‬وقابلة‭ ‬للانفجار‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بواسطة‭ ‬هاتف‭ ‬نقال‭.‬

ولم‭ ‬يثبت‭ ‬من‭ ‬فحص‭ ‬العينات‭ ‬المرفوعة‭ ‬منها‭ ‬أنها‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬خلايا‭ ‬بشرية،‭ ‬وأن‭ ‬البصمة‭ ‬المرفوعة‭ ‬لم‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬بصمة‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭.‬

فم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمصادر‭ ‬السرية‭ ‬لاستكمال‭ ‬التحريات‭ ‬والوصول‭ ‬لمرتكبي‭ ‬الجريمة،‭ ‬إذ‭ ‬تمكن‭ ‬رجال‭ ‬التحري‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬بالتحقيقات،‭ ‬إذ‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬وآخر‭ -‬توف‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭- ‬التقيا‭ ‬بالمتهم‭ ‬الثاني‭ (‬الهارب‭) ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المخازن‭ ‬بمنطقة‭ ‬شهركان،‭ ‬والذي‭ ‬يستخدم‭ ‬كمستودع‭ ‬لتخزين‭ ‬الإطارات‭ ‬والزجاجات‭ ‬الحارقة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الثاني‭ ‬أنزل‭ ‬من‭ ‬سيارته‭ ‬“خيشة”‭ ‬زرقاء‭ ‬اللون‭ ‬كانت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬العبوة‭ ‬المتفجرة،‭ ‬وسلمها‭ ‬للمتوفى،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬وضعها‭ ‬عند‭ ‬أحد‭ ‬الأشجار‭ ‬بمقبرة‭ ‬شهركان،‭ ‬وأن‭ ‬دوره‭ ‬كان‭ ‬مراقبة‭ ‬المكان‭ ‬لإتمام‭ ‬عملية‭ ‬زراعة‭ ‬العبوة،‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬عادوا‭ ‬إلى‭ ‬المخزن‭ ‬وأحضر‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬علبة‭ ‬كرتونية‭ ‬بها‭ ‬هاتف‭ ‬نقال‭ ‬متصل‭ ‬بالعبوة‭ ‬المتفجرة‭.‬

وتابع،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬والمتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬يونيو‭ ‬2016‭ ‬تجمعا‭ ‬بمنطقة‭ ‬عالي‭ ‬وتوجها‭ ‬وآخرون‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬الشيخ‭ ‬زايد‭ ‬بمنطقة‭ ‬عالي،‭ ‬بعدما‭ ‬زرعوا‭ ‬مجددا‭ ‬العبوة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الشارع،‭ ‬قاصدين‭ ‬بذلك‭ ‬بث‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وتعريض‭ ‬حياتهم‭ ‬للخطر‭ ‬وإشعال‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وتعطيل‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬تنفيذا‭ ‬لأغراض‭ ‬إرهابية‭.‬

وبعد‭ ‬أخذ‭ ‬بصمة‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬ثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬شعبة‭ ‬البصمات‭ ‬“التكميلي”‭ ‬أن‭ ‬البصمة‭ ‬المرفوعة‭ ‬مسبقا‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الغطاء‭ ‬الخلفي‭ ‬للهاتف‭ ‬النقال‭ ‬المتصل‭ ‬بالعبوة،‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬تتطابق‭ ‬مع‭ ‬بصمات‭ ‬يد‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬علامة‭ ‬مميزة‭.‬

وبتكثيف‭ ‬التحريات‭ ‬حول‭ ‬موقع‭ ‬تواجد‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬والمطلوب‭ ‬أمنيا‭ ‬منذ‭ ‬مدة،‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬هرب‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بوضع‭ ‬العبوة‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬شهركان،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬برفقته‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬متوفى‭ ‬منذ‭ ‬21‭ ‬يونيو‭ ‬2016‭.‬

فسندت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمتهمين‭ ‬تهمة‭ ‬أنهما‭ ‬حازا‭ ‬وآخرون‭ ‬مجهولون‭ ‬مفرقعات‭ ‬وجهاز‭ ‬هاتف‭ ‬نقال‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬صناعتها‭ ‬وتفجيرها‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬واستخدامها‭ ‬بنشاط‭ ‬يخل‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬تنفيذا‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي‭.‬