المحامي والمحكم ربيع يقدم إيضاحا قانونيا

التحكيم طريق بديل عن القضاء.. وسرعته أبرز ميزة

| محرر الشؤون المحلية

قدم‭ ‬المحامي‭ ‬والمحكم‭ ‬بالقانون‭ ‬التجاري‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬إيضاحا‭ ‬قانونيا‭ ‬عبر‭ ‬“البلاد”‭ ‬عن‭ ‬فلسفة‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬التحكيم‭ ‬بالبحرين‭. ‬وقال‭: ‬أصبح‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬كطريق‭ ‬لتسوية‭ ‬المنازعات‭ ‬أمرا‭ ‬شائعا،‭ ‬ومن‭ ‬ميزاته‭ ‬سرعة‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬القضايا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المحكمين‭ ‬غالبا‭ ‬متفرغون‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬خصومات‭ ‬قضائية‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتهم‭ ‬وتثقل‭ ‬كاهلهم‭.‬‭ ‬وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الإيضاح‭:‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬نُعرف‭ ‬التحكيم‭ ‬بأنه‭ ‬طريق‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬العادي‭ ‬يتفق‭ ‬فيه‭ ‬الخصوم‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬تحكيمي‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬معينة‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬قائم‭ ‬بينهم‭.‬

ويكون‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬المحكم‭ ‬قرارا‭ ‬لازما‭ ‬بمعنى‭  ‬قضاء‭ ‬معتد‭ ‬به،‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬الأطراف‭ ‬التنصل‭ ‬منه،‭ ‬ويحق‭ ‬لمن‭ ‬صدر‭ ‬له‭ ‬الحكم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬لكي‭ ‬تأخذ‭ ‬الاجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإسترجاع‭ ‬حقه‭. ‬

وإذا‭ ‬اتفق‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لهم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬رفع‭ ‬الأمر‭ ‬للقضاء‭ ‬وإلا‭ ‬كانت‭ ‬الدعوى‭ ‬غير‭ ‬مسموعة‭.  ‬

وشيوع‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬مرد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬له‭  ‬من‭ ‬مميزات‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬سرعة‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬القضايا،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المحكمين‭ ‬غالبا‭ ‬متفرغون‭ ‬لأداء‭ ‬المهام‭ ‬التحكيمية‭ ‬والفصل‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬خصومات‭ ‬قضائية‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتهم‭ ‬وتثقل‭ ‬كاهلهم‭ ‬لذلك‭ ‬يتم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬التحكيمية‭ ‬فورا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‭ ‬ضمانا‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الحق‭ ‬إلى‭ ‬أصحابه‭.‬

اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬يُبقي‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬في‭ ‬حدوده‭ ‬الدنيا؛‭ ‬لأن‭ ‬أطرافه‭ ‬يختارون‭ ‬بأنفسهم‭ ‬المحكم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الثقة‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬تجارية‭ ‬وتعاملات‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬الرغبة‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وقائع‭ ‬النزاع‭ ‬سرية‭ ‬بين‭ ‬أطرافه‭ ‬لا‭ ‬يطلع‭ ‬عليها‭ ‬الآخرون،‭ ‬بالعكس‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يصدر‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬مفروض‭ ‬وعلني‭ ‬متاح‭ ‬للعامة‭.  ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬النزاعات‭ ‬تتطلب‭ ‬خبرة‭ ‬خاصة‭ ‬واستثنائية‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬فيها‭ ‬كالفصل‭ ‬في‭ ‬منازعات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬أو‭ ‬البرمجيات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والمنازعات‭ ‬الهندسية‭ ‬بأنواعها‭. ‬

التحكيم‭ ‬يحل‭ ‬المشاكل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬أطراف‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مختلفة،‭ ‬أو‭ ‬جود‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬أجنبية‭ ‬كأطراف‭ ‬في‭ ‬النزاع،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يتقيد‭ ‬المحكم‭ ‬بقانون‭ ‬معين،‭ ‬حيث‭ ‬بالإمكان‭ ‬الإتفاق‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الواجب‭ ‬التطبيق‭ ‬بين‭ ‬المتخاصمين،‭ ‬والتي‭ ‬سيتم‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬النزاع،‭ ‬هذه‭ ‬إحدى‭ ‬ميزات‭ ‬المرونة‭ ‬التي‭ ‬يتصف‭ ‬بها‭ ‬التحكيم‭.‬

وأخيرا‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬آخرا‭ ‬يمكن‭ ‬للمتخاصمين‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬العناصر‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬شخص‭ ‬المحكم‭ ‬واختيار‭ ‬المكان‭ ‬والقانون‭ ‬الواجب‭ ‬التطبيق‭ ‬وقواعد‭ ‬الاثبات‭ ‬ومدى‭ ‬إمكان‭ ‬التقاضي‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬درجتين‭ ‬واللغة‭ ‬والفترة‭ ‬اللازمة‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬الخصومة‭ ‬والمصروفات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أتعاب‭ ‬المحكم‭ ‬متى‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬الأخير‭.‬

السؤال‭: ‬هل‭ ‬يحل‭ ‬التحكيم‭ ‬محل‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين؟