“التمييز” خافضة أتعاب مُحكِّم: لا تكن خصما وحكما

“البلاد” تنشر مبدأ جديدا يضبط جنوح التقديرات المرتفعة لأجور المحكمين

| راشد الغائب

القضاء‭ ‬خفض‭ ‬أتعاب‭ ‬محكم‭ ‬من‭ ‬207‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬60‭ ‬ألفا مبدأ‭ ‬جديد‭ ‬يضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬حروف‭ ‬موضوع‭ ‬شائك‭ ‬ خلافات‭ ‬متكررة‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬على‭ ‬التقديرات‭ ‬المرتفعة‭ ‬للأتعاب‭ ‬ تقدير‭ ‬الأتعاب‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬خصومة‭ ‬التحكيم إذا‭ ‬حدد‭ ‬المحكم‭ ‬أتعابه‭ ‬بحكمه‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬أو‭ ‬ملزما‭ ‬ “الأشغال”‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬محكم‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬أتعابه‭ ‬المرتفعة‭ ‬ولجأت‭ ‬للمحكمة يتوقف‭ ‬سريان‭ ‬ميعاد‭ ‬الطعن‭ ‬لحين‭ ‬بت‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬بطلب‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬الرسوم الوزارة‭ ‬رفضت‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬مشارطة‭ ‬التحكيم المحكمة‭ ‬تقدِّر‭ ‬أتعاب‭ ‬المُحكِّم‭ ‬إذا‭ ‬اختلف‭ ‬الخصوم

وضع‭ ‬مبدأ‭ ‬جديد‭ ‬أرسته‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬حروف‭ ‬موضوع‭ ‬شائك‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحديد‭ ‬أتعاب‭ ‬المحكمين،‭ ‬وبما‭ ‬يضبط‭ ‬جنوح‭ ‬ارتفاع‭ ‬أجورهم‭. ‬وتشهد‭ ‬المحاكم‭ ‬خلافات‭ ‬متكررة‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬على‭ ‬التقديرات‭ ‬المرتفعة‭ ‬لأتعاب‭ ‬المحكمين،‭ ‬وهل‭ ‬تعتبر‭ ‬المبالغ‭ ‬المطلوبة‭ ‬منهم‭ ‬مناسبة‭ ‬أو‭ ‬لا‭. ‬ويدون‭ ‬المحكمون‭ ‬مبالغ‭ ‬أتعابهم‭ ‬ضمن‭ ‬أحكامهم‭ ‬للبت‭ ‬بالمنازعات‭ ‬المنظورة‭ ‬أمامهم،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رفض‭ ‬أحد‭ ‬طرفي‭ ‬الخصومة‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬المبلغ‭.‬

وقالت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أن‭ ‬تقدير‭ ‬الأتعاب‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬خصومة‭ ‬التحكيم،‭ ‬ولا‭ ‬يسوغ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المحكم‭ ‬خصما‭ ‬وحكما،‭ ‬وإذا‭ ‬حدد‭ ‬المحكم‭ ‬أتعابه‭ ‬في‭ ‬حكمه،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬وملزما‭ ‬لأطرافه‭. ‬

وعالجت‭ ‬محكمة‭ ‬القانون‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬التشريع‭ ‬الوطني‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬الخصوم‭ ‬مع‭ ‬المحكم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬أجرا‭ ‬لعمله،‭ ‬فلا‭ ‬سبيل‭ ‬لتقديره‭ ‬غير‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء،‭ ‬بدعوى‭ ‬مبتدئة‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬المختصة،‭ ‬وفقا‭ ‬للقواعد‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الاختصاص‭ ‬القضائي‭.‬

 

ملخص‭ ‬القصة

بدأت‭ ‬القصة‭ ‬عندما‭ ‬اختلفت‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬خاصة،‭ ‬واتفاقهما‭ ‬بفصل‭ ‬الاختلاف‭ ‬عبر‭ ‬التحكيم‭ ‬وليس‭ ‬القضاء‭.‬

حدد‭ ‬الخصمان‭ ‬محكما‭ ‬للفصل‭ ‬في‭ ‬الخلاف،‭ ‬ولكن‭ ‬الوزارة‭ ‬اختلفت‭ ‬مع‭ ‬المحكم‭ ‬بمبلغ‭ ‬أتعابه،‭ ‬إذ‭ ‬طلب‭ ‬المحكم‭ ‬207‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬و500‭ ‬فلس،‭ ‬ورفضت‭ ‬الوزارة‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬مشارطة‭ ‬التحكيم،‭ ‬وهو‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬الخصمين‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬التحكيم‭ ‬مثل‭ ‬تحديد‭ ‬اللغة‭ ‬والمكان‭ ‬والأتعاب‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تحفظ‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬المشارطة‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬مبلغ‭ ‬أتعاب‭ ‬المحكم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬مضى‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬التحكيم‭ ‬مع‭ ‬تمسكه‭ ‬بتقدير‭ ‬أتعابه‭.‬

وأصدر‭ ‬المحكم‭ ‬حكمه‭ ‬بإدانة‭ ‬الوزارة‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحملها‭ ‬سداد‭ ‬أتعابه‭ ‬لكن‭ ‬الأخيرة‭ ‬رفضت‭ ‬السداد‭. ‬وطويت‭ ‬بذلك‭ ‬صفحة‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الوزارة‭ ‬والشركة‭ ‬الخاصة‭ ‬بإدانة‭ ‬الأولى‭.‬

وبدأت‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الخلاف‭ ‬تحول‭ ‬فيها‭ ‬المحكم‭ ‬إلى‭ ‬خصم،‭ ‬إذ‭ ‬رفعت‭ ‬الوزارة‭ ‬دعوى‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬ضد‭ ‬المحكم‭ ‬تطلب‭ ‬تقدير‭ ‬أتعاب‭ ‬الأخير‭.‬

وحكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بتقدير‭ ‬أتعاب‭ ‬المحكم‭ ‬بمبلغ‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬فاستأنف‭ ‬الحكم،‭ ‬وحكمت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬بإلغائه‭ ‬وبرفض‭ ‬الدعوى،‭ ‬أيّ‭ ‬كسب‭ ‬المحكم‭ ‬قضيته‭ ‬ضد‭ ‬الوزارة‭ ‬وقررت‭ ‬محكمة‭ ‬النقض‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬207‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

وهنا‭ ‬دقت‭ ‬الوزارة‭ ‬باب‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬وانتصرت‭ ‬محكمة‭ ‬القانون‭ ‬للوزارة‭ ‬بإرساء‭ ‬مبدأ‭ ‬حديث‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المحكمة‭ ‬تحديد‭ ‬مبلغ‭ ‬الأتعاب‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الاختلاف‭ ‬مع‭ ‬المحكم‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬أتعابه،‭ ‬وأيدت‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بتحديد‭ ‬مبلغ‭ ‬الأتعاب‭ ‬بـ‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

وصدر‭ ‬الحكم‭ ‬بالجلسة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بتاريخ‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2018،‭ ‬ويحمل‭ ‬الطعن‭ ‬رقم‭ ‬10‭/‬2017‭/‬25‭/‬1‭. ‬وتنشر‭ ‬“البلاد”‭ ‬أبرز‭ ‬حيثيات‭ ‬الحكم‭:‬

 

إعفاء‭ ‬الرسوم

وحيث‭ ‬إنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬قضاء‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عجز‭ ‬الطاعن‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬رسوم‭ ‬الطعن‭ ‬وتقديم‭ ‬طلب‭ ‬إلى‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬لإعفائه‭ ‬من‭ ‬أدائها‭ ‬يعتبر‭ ‬مانعا‭ ‬لسريان‭ ‬ميعاد‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الطاعن‭ ‬طلب‭ ‬إعفائه‭ ‬من‭ ‬الرسوم‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬البت‭ ‬فيه‭. ‬

وكان‭ ‬البين‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬صدر‭ ‬بالجلسة‭ ‬التي‭ ‬حضرها‭ ‬ممثل‭ ‬الطاعنة،‭ ‬فإن‭ ‬ميعاد‭ ‬الطعن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬ينتهي‭ ‬يوم‭ ‬8‭/‬1‭/‬2017‭ ‬الذي‭ ‬قدمت‭ ‬فيه‭ ‬طلبا‭ ‬بإعفائها‭ ‬من‭ ‬الرسوم‭ ‬فتوقف‭ ‬سريان‭ ‬ميعاد‭ ‬الطعن‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬البت‭ ‬فيه‭ ‬بتاريخ‭ ‬9‭/‬1‭/‬2017‭.‬

وإذ‭ ‬قدمت‭ ‬صحيفة‭ ‬الطعن‭ ‬الى‭ ‬قسم‭ ‬تسجيل‭ ‬الدعاوى‭ ‬بالمحكمة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬10‭/‬1‭/‬2017،‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬رفع‭ ‬خلال‭ ‬الميعاد‭ ‬المقرر‭ ‬مستوفيا‭ ‬أوضاعه‭ ‬الشكلية‭ ‬ويتعين‭ ‬قبوله‭ ‬شكلا‭.‬

 

خصم‭ ‬وحكم

وحيث‭ ‬إن‭ ‬الطاعنة‭ ‬تنعى‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬مخالفة‭ ‬القانون‭ ‬والخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيقه،‭ ‬إذ‭ ‬قضى‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬أقامتها‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬بطلب‭ ‬تقدير‭ ‬أتعاب‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬عمله‭ ‬محكما‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬القائم‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬المطعون‭ ‬ضدها‭ ‬الثانية‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬أن‭ ‬تقدير‭ ‬المحكم‭ ‬لأتعابه‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬يشكل‭ ‬شقا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬وكان‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬اتباع‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬القانون‭ ‬للطعن‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬تقدير‭ ‬الاتعاب‭ ‬بدعوى‭ ‬مبتدأه‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ثابت‭ ‬بالأوراق‭ ‬أنها‭ ‬رفضت‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬مشارطة‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬أعدها‭ ‬المحكم‭ ‬وضمنها‭ ‬تقديرا‭ ‬لأتعابه،‭ ‬فلا‭ ‬يعتد‭ ‬بهذا‭ ‬التقدير،‭ ‬ولا‭ ‬يعد‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬لخروجه‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬ولاية‭ ‬المحكم،‭ ‬وإنما‭ ‬تختص‭ ‬به‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬خلافا‭ ‬لما‭ ‬ذهب‭ ‬اليه‭ ‬الحكم‭ ‬وبنى‭ ‬عليه‭ ‬قضاءه‭ ‬مما‭ ‬يعيبه‭ ‬ويستوجب‭ ‬نقضه‭.‬

وحيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬في‭ ‬محله‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬التحكيم‭ ‬طريقا‭ ‬استثنائيا‭ ‬للتقاضي‭ ‬يقوم‭ ‬أساسا‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬الخصوم‭ ‬يتحدد‭ ‬فيه‭ ‬نطاق‭ ‬الخصومة‭ ‬وولاية‭ ‬المحكم،‭ ‬وحجية‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬فيها‭ ‬بأوجه‭ ‬النزاع‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬ويتفقون‭ ‬على‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬المحكم‭ ‬للفصل‭ ‬فيها‭ ‬ويختص‭ ‬بالتبعية‭ ‬بالفصل‭ ‬فيمن‭ ‬يلتزم‭ ‬بمصاريف‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحكم‭. ‬أما‭ ‬تقدير‭ ‬هذه‭ ‬الاتعاب،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬خصومة‭ ‬التحكيم،‭ ‬فلا‭ ‬يعتبر‭ ‬قرار‭ ‬المحكم‭ ‬بشأنه‭ ‬قضاء‭ ‬يعتد‭ ‬به‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يسوغ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المحكم‭ ‬خصما‭ ‬وحكما‭ ‬وإذا‭ ‬حدد‭ ‬المحكم‭ ‬أتعابه‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬التحكيم،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬ملزما‭ ‬لأطرافه‭. ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬وكان‭ ‬التشريع‭ ‬البحريني‭ ‬لم‭ ‬يتضمن‭ ‬نصا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬فإنه‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬الخصوم‭ ‬مع‭ ‬المحكم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يستحقه‭ ‬أجرا‭ ‬لعمله،‭ ‬فلا‭ ‬سبيل‭ ‬لتقديره‭ ‬غير‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬القضاء‭ ‬بدعوى‭ ‬مبتدأة‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬المدنية‭ ‬المختصة‭ ‬وفقا‭ ‬للقواعد‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الاختصاص‭ ‬القضائي‭ ‬خلافا‭ ‬لما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬وبنى‭ ‬عليه‭ ‬قضاءه‭ ‬مما‭ ‬يعيبه‭ ‬ويوجب‭ ‬نقضه‭. ‬

وحيث‭ ‬إنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬الموضوع‭ ‬صالحا‭ ‬للفصل‭ ‬فيه‭ ‬ولما‭ ‬تقدم‭ ‬وكان‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬قد‭ ‬التزم‭ ‬في‭ ‬قضائه‭ ‬صحيح‭ ‬القانون‭ ‬بأسباب‭ ‬سائغة‭ ‬تكفي‭ ‬لحمله،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬رفض‭ ‬الاستئناف‭ ‬وتأييد‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭.‬

 

‭ ‬منطوق‭ ‬الحكم

حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬الطعن‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬موضوعه‭ ‬بنقض‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬وفي‭ ‬موضوع‭ ‬الاستئناف‭ ‬برفضه‭ ‬وتاييد‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬وبالزام‭ ‬المطعون‭ ‬ضده‭ ‬الأول‭ ‬مصاريف‭ ‬الطعن‭ ‬ومصاريف‭ ‬الاستئناف‭.‬