ادعى أن الجواز مفقود وعطّل إجراء الأم معاملات حكومية

إلزام أب تسليم مستندات ابنه الثبوتية لطليقته

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬سارة‭ ‬علي‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬الثانية‭ ‬المستعجلة‭ (‬الدائرة‭ ‬الجعفرية‭) ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬أب‭ ‬أن‭ ‬يسلم‭ ‬موكلتها،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تطليقها‭ ‬منه‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬ونصف،‭ ‬المستندات‭ ‬الثبوتية‭ (‬الجواز،‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية،‭ ‬وشهادة‭ ‬الميلاد‭) ‬الخاصين‭ ‬بابنهما‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬8‭ ‬سنين،‭ ‬بعدما‭ ‬ادعى‭ ‬أن‭ ‬جواز‭ ‬سفره‭ ‬مفقود‭ ‬وماطل‭ ‬وامتنع‭ ‬في‭ ‬تسليمها‭ ‬إياه‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ ‬كانت‭ ‬زوجة‭ ‬للمدعى‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬العام‭ ‬1991،‭ ‬ورزقت‭ ‬منه‭ ‬ببنت‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬23‭ ‬عاما،‭ ‬وطفل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬8‭ ‬أعوام،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بعدما‭ ‬تعذرت‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬بينهما‭ ‬قررا‭ ‬الطلاق،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬يناير‭ ‬2018‭ ‬بموجب‭ ‬وثيقة‭ ‬الطلاق‭ ‬وهو‭ ‬طلاق‭ ‬رجعي‭.‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬لم‭ ‬يرجع‭ ‬مطلقته‭ ‬إلى‭ ‬عصمته‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬العدة‭ ‬الشرعية،‭ ‬فإن‭ ‬الطلاق‭ ‬أصبح‭ ‬بائنا‭ ‬بينونة‭ ‬كبرى‭.‬

وبتاريخ‭ ‬6‭ ‬يونيو‭ ‬2018‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بانتقال‭ ‬حضانة‭ ‬الابن‭ ‬إلى‭ ‬موكلتها؛‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تنازل‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬عن‭ ‬حضانة‭ ‬الولد‭ ‬إليها،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬تكون‭ ‬المدعية‭ ‬هي‭ ‬الحاضنة‭ ‬والمكلفة‭ ‬برعاية‭ ‬المحضون،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المستقر‭ ‬عليه‭ ‬شرعا‭ ‬أن‭ ‬للمحضون‭ ‬نفقة‭ ‬تشمل‭ ‬المأكل‭ ‬والملبس‭ ‬والمسكن،‭ ‬إذ‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ (‬131‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬أحكام‭ ‬الأسرة‭ ‬رقم‭ (‬19‭) ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“الحكم‭ ‬بالحضانة‭ ‬يستتبع‭ ‬الحكم‭ ‬للحاضن‭ ‬بكافة‭ ‬أوراق‭ ‬المحضون‭ ‬الثبوتية‭ ‬ويكون‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬مشمولا‭ ‬بالنفاذ‭ ‬المعجل”‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ينعقد‭ ‬اختصاص‭ ‬القضاء‭ ‬الشرعي‭ ‬المستعجل‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لنظر‭ ‬الدعوى؛‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬الفقرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬المادة‭ (‬10‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬ذاته،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬ملزم‭ ‬بتسليم‭ ‬جميع‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬للحاضنة،‭ ‬فإذا‭ ‬امتنع‭ ‬جازت‭ ‬مقاضاته‭ ‬ويلزمه‭ ‬القاضي‭ ‬بذلك‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬ممتنع‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬عن‭ ‬تسليم‭ ‬جميع‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬إلى‭ ‬الحاضنة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬العديدة‭ ‬منها‭ ‬ودون‭ ‬اللجوء‭ ‬للقضاء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ظل‭ ‬ممتنعا‭ ‬عن‭ ‬التسليم،‭ ‬بل‭ ‬وكان‭ ‬يماطل‭ ‬بزعمه‭ ‬أن‭ ‬الجواز‭ ‬مفقود،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬للإضرار‭ ‬بالمدعية‭ ‬وعرقلة‭ ‬قيامها‭ ‬ببعض‭ ‬المعاملات‭ ‬الحكومية‭ - ‬بصفتها‭ ‬حاضنة‭ - ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬وجود‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬للمحضون‭.‬

لذا‭ ‬تقدمت‭ ‬برفع‭ ‬دعوى‭ ‬لموكلتها‭ ‬طلبت‭ ‬فيها‭ ‬الحكم‭ ‬بصفة‭ ‬مستعجلة‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بتسليم‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطفل‭ ‬للحاضنة،‭ ‬وبإلزامه‭ ‬برسوم‭ ‬الدعوى‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬