الوزارة استملكتها منذ 2012 ولم تصرف له المبلغ المتفق عليه

إلزام “البلديات” بتعويض مواطن بـ 200 ألف دينار قيمة أرض

| محرر الشؤون المحلية

أفاد‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬المهدي‭ ‬بأن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الأولى‭ (‬الدائرة‭ ‬الإدارية‭) ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ (‬دائرة‭ ‬الاستملاك‭ ‬والتعويض‭) ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لموكله‭ ‬صاحب‭ ‬أرض‭ ‬تقع‭ ‬بمنطقة‭ ‬الحورة‭ ‬استملكتها‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تصرف‭ ‬له‭ ‬قيمة‭ ‬الأرض‭ ‬المستملكة،‭ ‬وذلك‭ ‬بمبلغ‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬198‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬التثمين،‭ ‬كما‭ ‬ألزمتها‭ ‬والمدعي‭ ‬بالمناسب‭ ‬من‭ ‬المصروفات‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارا‭ ‬باستملاك‭ ‬عقار‭ ‬مملوك‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحورة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012،‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬تثمين‭ ‬العقار‭ ‬بمبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬198‭ ‬ألفا‭ ‬و701‭ ‬دينار،‭ ‬وأرسل‭ ‬إخطارا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬للوزارة‭ ‬يبلغها‭ ‬بقبوله‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وحتى‭ ‬فبراير‭ ‬2019‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬الوزارة‭ ‬بصرف‭ ‬المبلغ،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حدا‭ ‬به‭ ‬لإقامة‭ ‬الدعوى‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭. ‬وطالب‭ ‬المدعي‭ ‬في‭ ‬دعواه،‭ ‬أولا‭: ‬بإلزام‭ ‬الوزارة‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬له‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬وقدره‭ ‬198701‭ ‬دينار‭ ‬والفائدة‭ ‬التأخيرية‭ ‬بواقع‭ ‬9‭ % ‬حتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬المطالبة،‭ ‬ثانيا‭: ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إليه‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التعويض‭ ‬المؤقت‭ ‬عن‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬استملاك‭ ‬العقار‭ ‬موضوع‭ ‬التداعي‭ ‬وإلزامها‭ ‬برسوم‭ ‬الدعوى‭ ‬والمصاريف‭ ‬القضائية‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭. ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ (‬28‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬39‭) ‬لسنة‭ ‬2009‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬استملاك‭ ‬العقارات‭ ‬للمنفعة‭ ‬العامة،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬صرف‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬العقار‭ ‬موضوع‭ ‬الاستملاك‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬90‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬انقضاء‭ ‬الميعاد‭ ‬المحدد‭ ‬للتظلم‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬التظلم‭ ‬المرفوع‭ ‬بشأنه،‭ ‬ولا‭ ‬يحول‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬بشأن‭ ‬التظلم‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬التعويض‭ ‬دون‭ ‬صرفه،‭ ‬ويتم‭ ‬تسوية‭ ‬الفروق‭ ‬عند‭ ‬استحقاقها‭ ‬بعد‭ ‬حسم‭ ‬النزاع‭ ‬نهائيا،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬تأخر‭ ‬صرف‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬المشار‭ ‬إليها،‭ ‬يكون‭ ‬للملاك‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الانتفاع‭ ‬بالعقار‭ ‬لمدة‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تقديره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين،‭ ‬ويكون‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬التظلم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التقدير‭ ‬خلال‭ ‬30‭ ‬يوما‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬الاستملاك‭ ‬وتثمين‭ ‬العقار‭ ‬بالمبلغ‭ ‬الموضح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأوراق‭ ‬قد‭ ‬خلت‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬صرف‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬إلى‭ ‬المدعي‭ ‬رغم‭ ‬إخطاره‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2014،‭ ‬بموافقته‭ ‬على‭ ‬المبلغ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تجحده‭ ‬الوزارة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تخلص‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬إلزامها‭ ‬بأداء‭ ‬التعويض‭ ‬المستحق‭ ‬للمدعي‭. ‬وبررت‭ ‬المحكمة‭ ‬رفضها‭ ‬لطلب‭ ‬تعويض‭ ‬المدعي‭ ‬عن‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬قيمة‭ ‬التثمين،‭ ‬بأن‭ ‬المادة‭ (‬28‭) ‬نصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التعويض‭ ‬يتم‭ ‬تقديره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين،‭ ‬ويكون‭ ‬للملاك‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التظلم‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬خلال‭ ‬30‭ ‬يوما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأوراق‭ ‬خلت‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬لجوء‭ ‬المدعي‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التثمين‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬تقدير‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الانتفاع‭ ‬بالعقار‭ ‬لمدة‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬مبلغ‭ ‬التعويض‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬طلب‭ ‬حريا‭ ‬بالرفض‭.‬

كما‭ ‬عللت‭ ‬رفضها‭ ‬لطلب‭ ‬الفوائد‭ ‬القانونية‭ ‬بأن‭ ‬المادة‭ (‬228‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭ ‬قد‭ ‬أبطلت‭ ‬كل‭ ‬اتفاق‭ ‬على‭ ‬تقاضي‭ ‬فوائد‭ ‬مقابل‭ ‬الانتفاع‭ ‬بمبلغ‭ ‬من‭ ‬النقود‭ ‬أو‭ ‬مقابل‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالالتزام‭ ‬به‭ ‬وإعذاره‭ ‬بالوفاء،‭ ‬إذ‭ ‬يجوز‭ ‬للمحكمة‭ ‬عندئذ‭ ‬تعويضه،‭ ‬وكان‭ ‬المدعي‭ ‬قد‭ ‬طلب‭ ‬الحكم‭ ‬له‭ ‬بالفوائد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬توافر‭ ‬شروط‭ ‬الحكم‭ ‬له‭ ‬بالتعويض‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬حددته‭ ‬المادة‭ ‬المشار‭ ‬إليه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬رفض‭ ‬ذلك‭ ‬الطلب‭ ‬كذلك‭.‬