المدعى عليها غير أمينة ويخشى عليه من تنشئتها له

ضم حضانة طفل لوالده بعد إدانة الأم بجريمة “الزنا”

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬فوزية‭ ‬جناحي‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬الثالثة‭ (‬المستعجلة‭) ‬حكمت‭ ‬بإبقاء‭ ‬حضانة‭ ‬طفل‭ ‬لدى‭ ‬والده‭ -‬موكلها‭- ‬بعدما‭ ‬صدر‭ ‬حكم‭ ‬يدين‭ ‬طليقته‭ ‬بارتكاب‭ ‬واقعة‭ ‬الزنا‭ ‬وعوقبت‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬وبالغرامة‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬قبل‭ ‬وقوع‭ ‬الطلاق‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬بحضانته‭ ‬كونها‭ ‬غير‭ ‬أمينة‭ ‬على‭ ‬تنشئته‭ ‬نشأة‭ ‬سليمة،‭ ‬كما‭ ‬ألزمت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭.‬

وبيّنت‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬موكلها‭ ‬لدعوى‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬بصفة‭ ‬مستعجلة؛‭ ‬مطالبًا‭ ‬الحكم‭ ‬له‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬طفله‭ ‬إليه،‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬طليقته،‭ ‬وله‭ ‬منها‭ ‬ابن‭ ‬واحد‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬7‭ ‬سنين،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬حكم‭ ‬لصالحها‭ ‬بحضانة‭ ‬ابنه،‭ ‬وفي‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬وقع‭ ‬الطلاق‭ ‬بينهما‭ ‬خلعًا،‭ ‬بعدما‭ ‬أدينت‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬مخلة‭ ‬بالشرف،‭ ‬وحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬مع‭ ‬النفاذ،‭ ‬وتم‭ ‬تأييد‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬ثبوت‭ ‬الجرم‭ ‬عليها،‭ ‬وعدم‭ ‬امتلاكها‭ ‬لمقومات‭ ‬الحضانة،‭ ‬فإن‭ ‬المدعي‭ ‬يطلب‭ ‬ضم‭ ‬حضانة‭ ‬الابن‭ ‬إليه‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬وكيل‭ ‬الأم‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬دفع‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬المستعجلة‭ ‬بعدم‭ ‬اختصاصها‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى،‭ ‬مدعيًا‭ ‬أن‭ ‬طلب‭ ‬المدعي‭ ‬هو‭ ‬إسقاط‭ ‬الحضانة‭ ‬وهو‭ ‬طلب‭ ‬موضوعي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬البحث‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬المستعجلة‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬المحكمة‭ ‬ردّت‭ ‬على‭ ‬وكيل‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالقول‭ ‬أن‭ ‬القضاء‭ ‬المستعجل‭ ‬وجد‭ ‬لاتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬وقتية؛‭ ‬صيانة‭ ‬لمصالح‭ ‬الخصوم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬هذا‭ ‬القضاء‭ ‬لأصل‭ ‬الحقوق‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها؛‭ ‬وذلك‭ ‬إعمالاً‭ ‬للقاعدة‭ ‬الشرعية‭ ‬“لا‭ ‬ضرر‭ ‬ولا‭ ‬ضرار”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تقرره‭ ‬المادة‭ (‬25‭) ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الشرعية،‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬بتقرير‭ ‬نفقة‭ ‬وقتية‭ ‬ونفقة‭ ‬واجبة‭ ‬وأجرة‭ ‬الحاضنة‭ ‬وأجرة‭ ‬المسكن‭ ‬وحق‭ ‬الحضانة‭ ‬وتسليم‭ ‬الصغير،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تنظر‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الاستعجال‭.  ‬ولفتت‭ ‬جناحي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ (‬126‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬الحاضن‭ ‬وهي‭ ‬الإسلام،‭ ‬العقل،‭ ‬البلوغ،‭ ‬الأمانة‭ ‬على‭ ‬المحضون،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬المحضون‭ ‬وحفظه‭ ‬ورعايته‭ ‬وتدبير‭ ‬مصالحه،‭ ‬والسلامة‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬والخطيرة،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬يسكن‭ ‬حاليًّا‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬وجدته‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬برعايته‭ ‬والاهتمام‭ ‬به‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬راحته،‭ ‬وقد‭ ‬تجاوز‭ ‬الطفل‭ ‬سن‭ ‬الحضانة‭ ‬البالغة‭ ‬سنتين،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الأب‭ ‬أحق‭ ‬بحضانته،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬غير‭ ‬أمينة‭ ‬ويخشى‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تنشئته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حضانتها‭ ‬نشأة‭ ‬غير‭ ‬سوية‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬قرّرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي‭ ‬الصادر‭ ‬بحق‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬وما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬ثابتة‭ ‬تستوجب‭ ‬نقل‭ ‬الحضانة‭ ‬بصفة‭ ‬مؤقتة‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الأصلح‭ ‬من‭ ‬الحاضنين،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬الابن‭ ‬كان‭ ‬مقيمًا‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة،‭ ‬والأصلح‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬يصدر‭ ‬الحكم‭ ‬الموضوعي،‭ ‬وعليه‭ ‬فإنها‭ ‬حكمت‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬الابن‭ ‬إلى‭ ‬والده‭.‬